حكاية ناي ♔
10-07-2024, 06:41 PM
توجَّه ملايين النَّاخبين في تونس أمس، إلى صناديق الاقتراع؛ للإدلاء بأصواتهم في عمليَّة يرى مراقبون أنَّها محسومة لصالح الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيِّد المُتَّهم من المعارضة والمجتمع المدني بـ»الانجراف الاستبدادي». ويتنافس سعيِّد مع النائب السابق زهير المغزاوي، والعياشي زمال، رجل الأعمال والمهندس المسجون بتُهم «تزوير» تواقيع تزكيات. وغابت التجمُّعات الانتخابيَّة والمناظرات التلفزيونيَّة بين المرشَّحين والملصقات العملاقة في الشوارع، عن المشهد الانتخابي في البلاد؛ خلافًا لآخر انتخابات رئاسيَّة في 2019. ومن المنتظر أنْ تعلن الهيئة العُليا المستقلة للانتخابات النتائج الأوَّلية «على أقصى تقدير» الأربعاء المقبل، وتظل إمكانيَّة الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ واردة. ولا يزال سعيِّد الذي انتُخب بما يقرب من 73% من الأصوات (و58% من نسبة المشاركة) في 2019، يتمتَّع بشعبيَّة كبيرة لدى التونسيين، حتى بعد أن قرر احتكار السلطات، وحل البرلمان، وغيَّر الدستور بين 2021 و2022. وبعد مرور خمس سنوات من الحكم، يتعرَّض سعيِّد لانتقادات شديدة من معارضين، ومن منظمات المجتمع المدني؛ لأنَّه من وجهة نظرهم كرَّس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه. وفي خطاب ألقاه الخميس، دعا سعيِّد التونسيين إلى «موعد مع التاريخ»، قائلًا «لا تتردَّدوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات»؛ لأنَّه «سيبدأ العبور، فهبُّوا جميعًا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد». وفي الطرف المقابل، حذَّر الجمعة، رمزي الجبابلي، مدير حملة العياشي زمال، في مؤتمر صحافي «في رسالة موجَّهة إلى هيئة الانتخابات إيَّاكم والعبث بصوت التونسيين». وكانت الحملة الانتخابيَّة باهتةً دون اجتماعات أو إعلانات انتخابيَّة أو ملصقات، ولا مناظرات تلفزيونيَّة بين المرشَّحين مثلمَا كان عليه الحال في 2019. ويعتقد العياري أنَّ الرئيس سعيِّد «وجَّه» عمليَّة التصويت لصالحه، «ويعتقد أنَّه يجب أنْ يفوز في الانتخابات»، حتى لو دعت المعارضة اليسارية والشخصيات المقَّربة من حزب النهضة إلى التصويت لصالح زمال. أمَّا المنافس الثالث، فهو زهير المغزاوي، رافع شعار السيادة السياسيَّة والاقتصاديَّة على غرار الرئيس، وكان من بين الذين دعموا قرارات سعيِّد في احتكار السلطات.