عطيه الدماطى
10-23-2024, 04:12 PM
مناقشة لكتاب أبو بكر افضل الصحابة
الكاتب هو أحمد بن عبد الله بن عباس البغدادي وموضوع الكتاب تفضيل أبو بكر على على وغيره ليكون الأحق بالخلافة والموضوع ككل كتب الفضائل تكذيب بشرى لقوله سبحانه :
" هو أعلم بمن اتقى "
فأقوال البشر التى نسبوها للنبى(ص) كذبا وزورا هى تكذيب مباشر لله فى كونه الوحيد العالم بمن هو الأفضل والأحسن وبالطبع لا يمكن لنبى الله(ص) أن يكذب ما قاله الله فيفضل أبو بكر وعمر وعثمان على على كما عند السنة أو يفضل على على الثلاثة أو غيرهم كما عند الشيعة وهناك فرق أخرى كاليزيدية تجعل يزيد بن معاوية الأفضل
وقد أورد الكاتب الكثير من الروايات حيث قال :
"لقد وردت النصوص الكثيرة التي تدل على ان افضل هذه الامة بعد الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم هو ابو بكر الصديق ومن هذه النصوص ما ورد في الصحيحين واللفظ للبخاري : " عن أبي عثمان أن رسول الله (ص) بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قلت: من الرجال؟ قال: «أبوها» قلت: ثم من؟ قال: «عمر» فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم "
واذا قال احد ان هذا الحديث قد دل على ان عائشة افضل من ابي بكر رضي الله عنهما فنقول ان هذا ليس بصحيح فقوله في هذه الرواية اي الناس احب اليك – اي من اهلك - ولكن ما يتعلق بابي بكر فانه دال على الامة باكملها وذلك لان ابا بكر ليس من اهل النبي (ص)وسلم وحتى لو قال احد بل ان ابا بكر من اهل النبي (ص)وسلم على اعتبار ان الاهل بمعنى الاتباع فاقول ان رواية ابن حبان رحمه الله قد بينت ان المراد بالسؤال اهل بيته (ص)وسلم بالمعنى الخاص لا العام قال الامام ابن حبان : " 7063 - عن أنس قال: سئل رسول الله (ص): من أحب الناس إليك؟ قال : (عائشة) قيل له: ليس عن أهلك نسألك قال : (فأبوها)[تعليق الشيخ الألباني] صحيح ""
والروايات السابقة لا تقول أن أبو بكر هو الأفضل عند الله ولكنه الأحب عند الرسول(ص) والحب ليس دليل أفضلية عند الله لأن بعض من أحبهم الرسول (ص) كفروا به ودخلوا النار كما قال سبحانه :
" إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وتناول تفضيل على لأبى بكر وعمر وعثمان على نفسه حيث قال :
"ولقد ورد تفضيل علي واعترافه بمكانة الصديق حيث جاء في صحيح البخاري : " 3671 - عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله (ص)؟ قال: «أبو بكر» قلت: ثم من؟ قال: «ثم عمر» وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: «ما أنا إلا رجل من المسلمين» " ا
وفي سنن ابن ماجة : " عبد الله بن سلمة قال: سمعت عليا يقول: «خير الناس بعد رسول الله (ص) أبو بكر وخير الناس بعد أبي بكر عمر»تحقيق الألباني : صحيح الظلال ( 1190 - 1198 ) "
السؤال وهل قول على وحى من عند الله ؟
بالطبع لا
إنه واحد من البشر وما قاله إن كان قاله فهو مجرد رأى شخصى
وتناول الكاتب رأى الصحابة حيث قال :
"ولقد كان اصحاب رسول الله (ص)وسلم يفضلون ابا بكر في حياة رسول الله (ص)وسلم وفي هذا دليل واضح على تفضيل الصديق باقرار من النبي (ص)وسلم ففي صحيح البخاري : " 3697 - حدثني محمد بن حاتم بن بزيع حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كنا في زمن النبي (ص) لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي (ص) لا نفاضل بينهم» " "
وهذا رأى بشر ليس من الوحى فى شىء فلو كان رأى البشر مأخوذ به فى الدين لأخذ الله برأى رسوله (ص) الشخصى ورأى المؤمنين عندما دافعوا عن اللص الخائن الذى اتهم بريئا فأنزل الله قرآنا يبين براءة المتهم وأن التهمة ثابتة على من دافعوا عنه وفى هذا قال سبحانه :
" وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)"
فهنا الرآى الشخصى كان خاطئا
وذكر رواية حيث قال :
"وفي سنن ابي داود : " عن أبي بكرة أن النبي (ص) قال ذات يوم: «من رأى منكم رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان فرأينا الكراهية في وجه رسول الله (ص)تحقيق الألباني : صحيح الترمذي ( 2403 ) " "
وهذه الرواية مجرد رؤية قد يكون تفسيرها على عكس ما رأى الحالم كما ان الرواية تذكر كراهة الرسول(ص) للرؤيا ومع هذا يريد الكاتب الأخذ بها وهو تعارض واضح
وأورد رواية أخرى يفضل فيها على أبو بكر وعمر على نفسه حيث قال :
"ولقد ورد عن علي معاقبة من يفضله على ابي بكر وعمر قال الامام ابن ابي عاصم : " 993 - سمعت عليا على المنبر فضرب بيده على منبر الكوفة يقول: بلغني أن قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه ولكني أكره العقوبة قبل التقدمة من قال شيئا من هذا فهو مفتر عليه ما على المفتري إن خيرة الناس رسول الله (ص) وبعد رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر وقد أحدثنا أحداثا يقضي الله فيها ما أحب.
993- إسناده حسن ... "
وفي مصنف ابن ابي شيبة : " 38208- سمعت عليا يقول : قبض رسول الله (ص) على خير ما قبض عليه نبي من الأنبياء وأثنى عليه (ص) قال : ثم استخلف أبو بكر فعمل بعمل رسول الله (ص) وبسنته ثم قبض أبو بكر على خير ما قبض عليه أحد وكان خير هذه الأمة بعد نبيها (ص) ثم استخلف عمر فعمل بعملهما وسنتهما ثم قبض على خير ما قبض عليه أحد وكان خير هذه الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر "
وفي كتاب السنة للامام عبد الله بن احمد : " حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان نا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق حدثني ابن درهم سمعت الشعبي يقول: حدثني أبو جحيفة أنه سمع عليا يقول: «ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها (ص) أبو بكر وعمر» // إسناده صحيح " وهذا المعنى منقول عن علي بعدة اسانيد ولولا الاطالة لسردت كل الاسانيد ."
وكل هذه الروايات إن صحت رأى شخصى لعلى وليست وحيا من الله والرأى البشرى فى مدح شخص ما لا قيمة له عند الله كما قال سبحانه :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وتناول الكاتب عقيدة تفضيل أبو بكر على ثم عمر ثم عثمان ثم على ولا أدرى من أين استقوا العقيدة وهى ليست فى القرآن بل تكذب كلام الله نفسه فى علمية الله وحده بمن هو الأفضل حيث قال :
"ولقد جاء في كتب العقائد عند اهل السنة افضلية ابي بكر على جميع الامة بعد الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم قال الامام البيهقي : " وروينا عن الشافعي أنه كان يقول: أفضل الناس بعد رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وقال في كتاب القضاء والقدر : " 572 - سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى يقول: " السنة عندنا أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وهو قول أئمتنا مالك بن أنس وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الهلالي وأن الأعمال والفرائض وأعمال الجوارح في طاعة الله أجمع من الإيمان وأن القدر خيره وشره من الله عز وجل .......... وأن خير الناس بعد رسول الله (ص) المقدم في التفضيل أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وفي الفقه الاكبر للامام ابو حنيفة : " وأفضل الناس بعد النبيين (ص) أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب الفاروق ثم عثمان بن عفان ذو النورين ثم علي بن أبي طالب المرتضى رضوان الله عليهم أجمعين "
وقال الامام عبد الله بن احمد حنبل : " سمعت أبي يقول: «أما التفضيل فأقول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي» "
وقال الامام ابن حجر : " وقال الحاكم سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت محمد بن نعيم يقول سألت محمد بن إسماعيل لما وقع في شأنه ما وقع عن الإيمان فقال قول وعمل ويزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق وأفضل أصحاب رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي على هذا حييت وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله تعالى "
وقال الامام ابو احمد الحاكم : " سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس يعني ابن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: «القرآن كلام الله وليس بمخلوق» وسمعت هذا منه مرارا: " أخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي هذا قولنا وهذا مذهبنا "
وقال ابن تيمية : " وقد اتفق عامة أهل السنة من العلماء والعباد والأمراء والأجناد على أن يقولوا : أبو بكر ثم عمر ؛ ثم عثمان ؛ ثم علي "
وقد نقل العلامة بدر الدين البعلي في مختصر الفتاوى المصرية قول شيخ الاسلام في التفضيل حيث قال : " وقد اتفق المسلمون على أن أمة محمد (ص) خير الأمم وأن خير هذه الأمة أصحاب نبينا (ص) وأفضلهم السابقون الأولون وأفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي"
وقال الامام ابو الحسن الاشعري : " وأجمعوا على أن خير القرون قرن الصحابة ثم الذين يلونهم على ما قال (ص): "خيركم قرني" وعلى أن خير الصحابة أهل بدر وخير أهل بدر العشر وخير العشرة الأئمة الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وقال الامام ابن ابي زيد القيرواني : " وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وقال الامام الغزالي : " وأن أفضل الناس بعد النبي (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي " وقد نقل العلامة الايجي اجماع اهل السنة على التفضيل فقال من ضمن ما اجمع عليه اهل السنة : " والإمام الحق بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي والأفضلية بهذا الترتيب "
وقال الامام الغزنوي الحنفي : " أفضل الأمة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين " وقال الامام الخطابي ذاكرا معتقد اهل الحديث : " ويشهدون ويعتقدون أن أفضل أصحاب رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وأنهم الخلفاء الراشدون "
وقال الامام ابن قدامة المقدسي : " وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى "
ولقد صرح عبد الله بن جعفر احد ائمة اهل البيت بخيرية ابي بكر قال الامام الحاكم : " 4468 - عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: «ولينا أبو بكر فكان خير خليفة الله وأرحمه بنا وأحناه علينا» هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "[التعليق - من تلخيص الذهبي] 4468 – صحيح "
ولقد وردت اثار عن ائمة اهل البيت رضي الله عنهم بموالاة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما قال الامام الدارقطني : " عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: تولوا أبا بكر وعمر فما أصابكم من ذلك فهو في عنقي "
وقال الامام الاجري : " 1708 - عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد عن أبي بكر وعمر ؟ فقالا: " يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى قال ابن فضيل: قال سالم: قال لي جعفر بن محمد: يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر جدي لا تنالني شفاعة محمد (ص) إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما "
وقال الامام الدارقطني : " 30 - سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ولقد ولدني مرتين "
وقال الامام الدارقطني : " 53 - نا أبو خالد الأحمر قال: سألت عبد الله بن حسن عن أبي بكر وعمر فقال: صلى الله عليهما ولا صلى على من لا يصلي عليهما " "
وكل ما سبق هو أراء بشرية لا قيمة لها عند الله فالأفضل مجهول كما قال سبحانه :
" هو أعلم بمن اتقى"
فإذا كان الله أمر بعدم تفضيل الرسل(ص) على بعض وهى عقيدة المسلمين فى قوله سبحانه على لسانهم :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
فكيف يأمر بتفضيل الذين أمنوا مع محمد(ص) على بعض كما تقول تلك العقيدة ؟
الله لم يأمر والرسول(ص) لم يقل شيئا فى تلك المسألة
وتناول الكاتب أن أبا بكر هو أعلم المؤمنين فى عهد النبى(ص) حيث قال :
"{ ابو بكر اعلم الصحابة }:
لقد جاءت احاديث كثيرة تدل على اعلمية ابي بكر على كل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومنها : ما جاء في الصحيحين : " 678 - عن أبي موسى قال: مرض النبي (ص) فاشتد مرضه فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» قالت عائشة: إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فعادت فقال: «مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف» فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي (ص) "
الرواية ليس فيها أى شىء يدل على علم أبو بكر فالصلاة يمكن لأى أحد ممن يقرأ القرآن أو يحفظ بعضه أن يقوم بإمامة الصلاة
وقال أيضا :
قال الامام الحاكم : " 4422 - حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله عز وجل في سر ولا علانية ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحة ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عز وجل ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني اليوم فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به قال علي والزبير: ما غضبنا إلا لأنا قد أخرنا عن المشاورة وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله (ص) إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعلم بشرفه وكبره «ولقد أمره رسول الله (ص) بالصلاة بالناس وهو حي»هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "[التعليق - من تلخيص الذهبي]
4422 - على شرط البخاري ومسلم "
الرواية ليس فيها أى شىء يدل على علم أبى بكر فليست الإمامة فى الصلاة دليل على أنه الأفضل فى العلم
وقد ذكر حديث أخر يدل على استواء البعض فى القراءة مستخدما إياه لاثبات شىء لا يثبت حيث قال :
"ولقد جعل النبي (ص)وسلم ميزان التقدم للامامة الاعلمية في قراءة القران قال الامام مسلم : " 290 - (673) عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله (ص): «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة... "
وقال الصدوق : " 1100 - وقال رسول الله (ص): " إمام القوم وافدهم فقدموا أفضلكم" "
استواء الناس فى القراءة حسب الرواية لا يدل على تفضيل أحدهم على الأخر
وتقديم الأكثر قراءة يعارض تقديم الخيار فى الرواية التالية : .
1101 - وقال (ص) : " إن سركم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم " .
1102 - وقال رسول الله (ص): " من صلى بقوم وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة "
والروايات السالفة ليس فيها ذكر أبى بكر وقد رتب الكاتب عليها التالى :
"فلما كان ابو بكر اقرؤهم لكتاب الله تعالى كان هو المقدم عليهم في الصلاة فالنبي (ص)وسلم اعلم الناس بما يرضي الله تعالى واعلمهم في معرفة الاعلم والافضل فلما علم ان ابا بكر اعلمهم وافضلهم قدمه للصلاة ولقد جعل النبي (ص)وسلم الخيرية في تعلم القران وتعليمه قال الامام البخاري : " 5027 - عن عثمان رضي الله عنه عن النبي (ص) قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» " "
وهذه الرواية ليس فيه أى ذكر لأبى بكر وإنما فيه ذكر لكل معلمى الإسلام واستدل الكاتب بالرواية التالية:
"فلما كان ابو بكر قد اتقن القران الكريم وتعلمه من رسول الله (ص)وسلم وكان خيرهم واعلمهم قدمه رسول الله (ص)وسلم على الجميع ولهذا امر النبي (ص)وسلم المرأة التي قالت له ان جئت ولم اجدك فإلى من اذهب فقال عليه الصلاة واتم السلام اذهبي الى ابي بكر وذلك لفضله وتقدمه على جميع الصحابة قال الامام مسلم : " 10 - (2386) عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة سألت رسول الله (ص) شيئا فأمرها أن ترجع إليه فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ - قال أبي: كأنها تعني الموت - قال: «فإن لم تجديني فأتي أبا بكر» " فامرها النبي (ص)وسلم ان تاتي ابا بكر ومن المعلوم ان مجيء المرأة يتعلق بالامور الدينية او الدنيوية فلما كان ابو بكر اعلمهم في دين الله تعالى واكثرهم خبرة في امور الدنيا امر النبي (ص)وسلم المرأة ان ترجع اليه دون غيره ."
والرواية السابقة معارضة لكتاب الله فى عدم علم النبى(ص) بالغيب حيث علم القائل وهو ليس النبى(ص) بأن أبو بكر يعيش يعده وهو ما نفاه الله على لسان رسوله (ص) فقال :
" ولا أعلم الغيب"
وأورد روايات أخرى فيها نفس الغلط وهو علم النبى(ص) بموته قبل موت أبو بكر وعمر حيث قال :
"ولقد امر النبي (ص)وسلم الصحابة كذلك الامة بالاقتداء بابي بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك لانهما اعلم الامة قال الامام ابن حبان : " 6902 - عن حذيفة قال: كنا عند رسول الله (ص) فقال: "إني لا أرى بقائي فيكم إلا قليلا فاقتدوا بالذين من بعدي - وأشار إلى أبي بكر وعمر - واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم بن مسعود فاقبلوه" وأخرجه أحمد في "المسند" 5/399 وفي "فضائل الصحابة" "479" عن محمد بن عبيد الطنافسي وابنه عبد الله في "الفضائل" "198" والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" 2/85 من طريق إسماعيل بن زكريا الخلقاني كلاهما عن سالم المرادي به. واقتصر أحمد في "الفضائل" على القسم الأول منه.
وأخرجه أحمد 5/382 و385 و402 ...من طرق عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش به.وبعضهم اختصر متنه ورجاله ثقات غير هلال مولى ربعي قال الحافظ في "التقريب": مقبول يعني عند المتابعة قلت: قد تابعه عمرو بن هرم في الطريق المتقدمة وحماد بن دليل عند ابن عدي في "الكامل" 2/666 وهو صدوقصحيح "
قال الامام ابن رجب: " وفي أمره - (ص) - باتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين بعد أمره بالسمع والطاعة لولاة الأمور عموما دليل على أن سنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع سنته بخلاف غيرهم من ولاة الأمور. وفي " مسند الإمام أحمد " و" جامع الترمذي " عن حذيفة قال: كنا عند النبي - (ص) - جلوسا فقال: ((إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي - وأشار إلى أبي بكر وعمر - وتمسكوا بعهد عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه)) وفي رواية: ((تمسكوا بعهد ابن أم عبد واهتدوا بهدي عمار)) . فنص - (ص) - في آخر عمره على من يقتدى به من بعده والخلفاء الراشدون الذين أمر بالاقتداء بهم هم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فإن في حديث سفينة عن النبي - (ص) -: ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا)) وقد صححه الإمام أحمد واحتج به على خلافة الأئمة الأربعة "
فلما كان الخلفاء الاربعة هم اعلم الامة حث النبي (ص) على اتباعهم ولما كان ابو بكر وعمر اعلم الاربعة فقد نص عليهما باسمائهما "
وكل تلك الروايات كاذبة فالنبى(ص) لا يعلم الغيب وهو من يعيش بعده ويتولى الخلافة كما قال سبحانه على لسانه :
" ولا أعلم الغيب"
وأورد رواية أخرى فى أبو بكر معظمها معارضات لكتاب الله حيث قال :
ولقد شهد ابو سعيد الخدري لابي بكر بانه اعلمهم في فهم كلام رسول الله (ص)وسلم ففي الصحيحين : " 466 - عن أبي سعيد الخدري قال: خطب النبي (ص) فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله» فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فكان رسول الله (ص) هو العبد وكان أبو بكر أعلمنا قال: «يا أبا بكر لا تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر» " "
فالمتكلم هنا ينفى خلة البشر مع أن الله ذكر أن المسلمين وهم المتقون أخلاء لبعضهم فقال :
"الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
وأما خوخة ابو بكر فلا وجود لباب مخصوص فى المسجد لأحد يدخل منه وهناك حديث معارض أخر بوجود هذه الخوخة أو الباب لعلى وكلها روايات كاذبة فللمسجد باب أو بابين يدخل منهما الناس فلم يكن المساجد محاط بالدور وكل دار تفتح باب فيها حتى يمكن سد الأبواب
والروايات الأخرى تقول أن أبو بكر كان يسكن بالسنح خارج المدينة فكيف يكون له باب مطل على المسجد وبيته بعيد بميل أو أكثر؟
وذكر رواية ضعيفة ومع هذا يستدل بها وهو دفن كل نبى فى مكان موته وهو كلام بلا دليل لأن الرسل(ص) كانوا أحرص الناس على أن يجهل الناس مواضع دفنهم لعدم عبادتهم
والرواية التى اعترف الكاتب بضعفها هى حيث قال :
"ولقد اخذ الصحابة من ابي بكر المكان الذي يدفن في النبي (ص)وسلم ففي سنن الامام الترمذي : " 1018 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله (ص) اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله (ص) شيئا ما نسيته قال: «ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه» ادفنوه في موضع فراشه: " هذا حديث غريب وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه فرواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي (ص) أيضا
تحقيق الألباني : صحيح الأحكام ( 137 - 138 ) مختصر الشمائل ( 326 ) "
وقال الامام الالباني : " ولم ينقل عن أحد من السلف أنه دفن في غير المقبرة إلا ما تواتر أيضا أن النبي (ص) دفن في حجرته وذلك من خصوصياته (ص) كما دل عليه حديث عائشة: قالت: " لما قبض رسول الله (ص) اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله (ص) شيئا ما نسيته قال: " ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه " فدفنوه في موضع فراشه ".أخرجه الترمذي (2 / 129) وقال: " حديث غريب وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه ".
قلت: لكنه حديث ثابت بما له من الطرق والشواهد: أ - أخرجه ابن ماجه (1 / 498 499) وابن سعد (2 / 71) وابن عدي في الكامل " (ق 94 / 2) من طريق ابن عباس عن أبي بكر. ب - وابن سعد وأحمد (رقم 27) من طريقين منقطعين عن أبي بكر.
ج - ورواه مالك (1 / 230) وعنه ابن سعد بلاغا.
د - ورواه ابن سعد بسند صحيح عن أبي بكر مختصرا موقوفا وهو في حكم المرفوع وكذلك رواه الترمذي في " الشمائل " (2 / 272) في قصة وفاته (ص) " اهـ .[40]
فالخلاف الذي حدث في دفن رسول الله (ص)وسلم قد حسمه ابو بكر بنقله عن رسول الله (ص)وسلم ولم ينقل هذا الحكم من رسول الله (ص)وسلم الا عن طريق ابي بكر فلما كان الصحابة رضي الله عنهم يثقون بعلم ابي بكر واتقانه سلموا لنقله عن رسول الله (ص)وسلم فدفنوا رسول الله (ص)وسلم حيث اخبرهم الصديق .
وممن كان يتعلم من ابي بكر علي ومن شدة تثبت علي انه كان يستحلف من حدث عن رسول الله (ص)وسلم الا ابا بكر فانه كان ثبتا جبلا ففي مسند الامام احمد : "
وتكرار الكاتب للروايات الضعيفة لا يثبتها كثرة عددها فالمريض والمريض والمريض يبقون مرضى ولا ينقلبون لأصحاء وهم مرضى
وتناول تصديق على لأبى بكر حيث قال :
2 - عن علي قال: كنت إذا سمعت من رسول الله (ص) حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني عنه غيري استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإن أبا بكر حدثني - وصدق أبو بكر - أنه سمع النبي (ص) قال: " ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء قال مسعر: ويصلي وقال سفيان: ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له " وقال بن حجر بين بها علي جلالة أبي بكر ومبالغته في الصدق حتى سماه رسول الله (ص) صديقا "
وفي عون المعبود : " (وصدق أبو بكر) أي علمت صدقه بلا حلف "
وقال ابو العباس ابن تيمية : " والمعروف أن عليا أخذ العلم عن أبي بكر كما في السنن عن علي قال: كنت إذا سمعت من النبي - (ص) - حديثا نفعني الله به ما شاء أن ينفعني وإذا حدثني غيره حديثا استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: سمعت رسول الله - (ص) - يقول: " «ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له» "
وإقرار على بصدقه شىء طبيعى لأن المسلمين لابد أن يصدقوا بعضهم البعض وإلا كانوا كذبة كفرة
وتناول افتاء أبو بكر فى عهد النبى(ص) حيث قال :
ومن عظم مكانة ابي بكر العلمية عند رسول الله (ص)وسلم فقد كان يفتي في عهد رسول الله (ص)وسلم والنبي (ص) يقره على فتواه ففي الصحيحين : " 3142 عن أبي قتادة قال: خرجنا مع رسول الله (ص) عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي (ص) فقال: «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه» فقمت فقلت: من يشهد لي ثم جلست ثم قال: «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه» فقمت فقلت: من يشهد لي ثم جلست ثم قال الثالثة مثله فقمت فقال رسول الله (ص): «ما لك يا أبا قتادة؟» فاقتصصت عليه القصة فقال رجل: صدق يا رسول الله وسلبه عندي فأرضه عني فقال أبو بكر الصديق لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله (ص) يعطيك سلبه فقال النبي (ص): «صدق» فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام "
قال الامام النووي في شرح هذا الحديث الشريف : " وفي هذا الحديث فضيلة ظاهرة لأبي بكر الصديق في إفتائه بحضرة النبي (ص) واستدلاله لذلك وتصديق النبي (ص) في ذلك "
بالطبع الرواية لم تحدث فلا يوجد سلب فى الإسلام فقد أنزل الله فى غنائم الحرب حكم الأنفال ثم حكم الغنيمة وحكم الفىء ومن ثم لا وجود لحكم السلب المذكور فى الرواية فهو حكم يشجع اللصوص على قتل الناس بحجة أنهم كفرة ليأخذوا أموالهم بالباطل
وذكر اعتماد ابن عباس على أبو بكر فى الفتوى حيث قال :
"ولقد كان حبر الامة ابن عباس اذا لم يجد الحكم في الكتاب والسنة اخذ بقول ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ففي سنن الامام الدارمي : " 168 عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما «إذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله (ص) أخبر به فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما - فإن لم يكن قال فيه برأيه»[تعليق المحقق] إسناده صحيح "
وهذا من فقه ابن عباس ولقد دعا له النبي (ص)وسلم بالتفقه بالدين كما ورد في صحيح الامام البخاري : " 143 - عن ابن عباس أن النبي (ص) دخل الخلاء فوضعت له وضوءا قال: «من وضع هذا فأخبر فقال اللهم فقهه في الدين» "
بالطبع الرواية كاذبة لمعارضتها كتاب الله فالرواية تثبت نقص كتاب الله الكامل وتتهم النبى(ص) بأنه لم يبلغ الرسالة كاملة فكتاب الله فيه حكم شىء ومن ثم لا يحتاج المفتى معه لشىء كما قال :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شلاء "
وقال أيضا:
" ما فرطنا فى الكتاب من شىء"
وذكر بعضا مما نسب من الخطب والأقوال لأبى بكر حيث قال :
"{ بعض الخطب والروايات والكلمات عن ابي بكر }
قال الامام احمد : " 5 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن سليم بن عامر عن أوسط قال : خطبنا أبو بكر فقال: قام رسول الله (ص) مقامي هذا عام الأول وبكى أبو بكر فقال أبو بكر: سلوا الله المعافاة - أو قال: العافية - فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية - أو المعافاة - عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا إخوانا كما أمركم الله
وفي مسند ابي بكر الصديق : " 53 - عن أبي هريرة قال: " قام أبو بكر على المنبر فقال: قد علمتم ما قام به رسول الله (ص) فيكم عام أول في مثل مقامي هذا ثم بكى ثم أعادها ثم بكى ثم أعادها ثم بكى فقال: إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئا أفضل من العفو والعافية "
وفي صحيح البخاري : " عن عائشة أن فاطمةأرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي (ص) فيما أفاء الله على رسوله (ص) تطلب صدقة النبي (ص) التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله (ص) قال: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل» وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي (ص) التي كانت عليها في عهد النبي (ص) ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله (ص) فتشهد علي ثم قال: إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وذكر قرابتهم من رسول الله (ص) وحقهم فتكلم أبو بكر فقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (ص) أحب إلي أن أصل من قرابتي "
وفيه : " عن ابن عمر عن أبي بكر رضي الله عنهم قال: «ارقبوا محمدا (ص) في أهل بيته» ......"
وهذه الخطب والروايات كلها ليس فيها أى شىء يدل على أفضلية أبو بكر بسبب علمه ولا غيره
لقد بين الله أن الرسول (ص) بأمر الله علم الدين كله لنفر من كل قوم أى شعب ومن ثم فقد علمهم علما واحدا وليس علما مختلفا وهو دين الله حيث قال سبحانه " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"
ومن ثم كان هناك مئات أو آلاف من الفقهاء وهو العلماء بدين الله الكامل علمهم الرسول(ص) بنفسه ومن ثم لا يمكن أن يكون أبو بكر أو على أو غيرهم أفضل علما من بعض لأنهم تعلموا من نفس الرجل نفس العلم الكامل كما قال سبحانه :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته "
الكاتب هو أحمد بن عبد الله بن عباس البغدادي وموضوع الكتاب تفضيل أبو بكر على على وغيره ليكون الأحق بالخلافة والموضوع ككل كتب الفضائل تكذيب بشرى لقوله سبحانه :
" هو أعلم بمن اتقى "
فأقوال البشر التى نسبوها للنبى(ص) كذبا وزورا هى تكذيب مباشر لله فى كونه الوحيد العالم بمن هو الأفضل والأحسن وبالطبع لا يمكن لنبى الله(ص) أن يكذب ما قاله الله فيفضل أبو بكر وعمر وعثمان على على كما عند السنة أو يفضل على على الثلاثة أو غيرهم كما عند الشيعة وهناك فرق أخرى كاليزيدية تجعل يزيد بن معاوية الأفضل
وقد أورد الكاتب الكثير من الروايات حيث قال :
"لقد وردت النصوص الكثيرة التي تدل على ان افضل هذه الامة بعد الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم هو ابو بكر الصديق ومن هذه النصوص ما ورد في الصحيحين واللفظ للبخاري : " عن أبي عثمان أن رسول الله (ص) بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قلت: من الرجال؟ قال: «أبوها» قلت: ثم من؟ قال: «عمر» فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم "
واذا قال احد ان هذا الحديث قد دل على ان عائشة افضل من ابي بكر رضي الله عنهما فنقول ان هذا ليس بصحيح فقوله في هذه الرواية اي الناس احب اليك – اي من اهلك - ولكن ما يتعلق بابي بكر فانه دال على الامة باكملها وذلك لان ابا بكر ليس من اهل النبي (ص)وسلم وحتى لو قال احد بل ان ابا بكر من اهل النبي (ص)وسلم على اعتبار ان الاهل بمعنى الاتباع فاقول ان رواية ابن حبان رحمه الله قد بينت ان المراد بالسؤال اهل بيته (ص)وسلم بالمعنى الخاص لا العام قال الامام ابن حبان : " 7063 - عن أنس قال: سئل رسول الله (ص): من أحب الناس إليك؟ قال : (عائشة) قيل له: ليس عن أهلك نسألك قال : (فأبوها)[تعليق الشيخ الألباني] صحيح ""
والروايات السابقة لا تقول أن أبو بكر هو الأفضل عند الله ولكنه الأحب عند الرسول(ص) والحب ليس دليل أفضلية عند الله لأن بعض من أحبهم الرسول (ص) كفروا به ودخلوا النار كما قال سبحانه :
" إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وتناول تفضيل على لأبى بكر وعمر وعثمان على نفسه حيث قال :
"ولقد ورد تفضيل علي واعترافه بمكانة الصديق حيث جاء في صحيح البخاري : " 3671 - عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله (ص)؟ قال: «أبو بكر» قلت: ثم من؟ قال: «ثم عمر» وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: «ما أنا إلا رجل من المسلمين» " ا
وفي سنن ابن ماجة : " عبد الله بن سلمة قال: سمعت عليا يقول: «خير الناس بعد رسول الله (ص) أبو بكر وخير الناس بعد أبي بكر عمر»تحقيق الألباني : صحيح الظلال ( 1190 - 1198 ) "
السؤال وهل قول على وحى من عند الله ؟
بالطبع لا
إنه واحد من البشر وما قاله إن كان قاله فهو مجرد رأى شخصى
وتناول الكاتب رأى الصحابة حيث قال :
"ولقد كان اصحاب رسول الله (ص)وسلم يفضلون ابا بكر في حياة رسول الله (ص)وسلم وفي هذا دليل واضح على تفضيل الصديق باقرار من النبي (ص)وسلم ففي صحيح البخاري : " 3697 - حدثني محمد بن حاتم بن بزيع حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كنا في زمن النبي (ص) لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي (ص) لا نفاضل بينهم» " "
وهذا رأى بشر ليس من الوحى فى شىء فلو كان رأى البشر مأخوذ به فى الدين لأخذ الله برأى رسوله (ص) الشخصى ورأى المؤمنين عندما دافعوا عن اللص الخائن الذى اتهم بريئا فأنزل الله قرآنا يبين براءة المتهم وأن التهمة ثابتة على من دافعوا عنه وفى هذا قال سبحانه :
" وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)"
فهنا الرآى الشخصى كان خاطئا
وذكر رواية حيث قال :
"وفي سنن ابي داود : " عن أبي بكرة أن النبي (ص) قال ذات يوم: «من رأى منكم رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان فرأينا الكراهية في وجه رسول الله (ص)تحقيق الألباني : صحيح الترمذي ( 2403 ) " "
وهذه الرواية مجرد رؤية قد يكون تفسيرها على عكس ما رأى الحالم كما ان الرواية تذكر كراهة الرسول(ص) للرؤيا ومع هذا يريد الكاتب الأخذ بها وهو تعارض واضح
وأورد رواية أخرى يفضل فيها على أبو بكر وعمر على نفسه حيث قال :
"ولقد ورد عن علي معاقبة من يفضله على ابي بكر وعمر قال الامام ابن ابي عاصم : " 993 - سمعت عليا على المنبر فضرب بيده على منبر الكوفة يقول: بلغني أن قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه ولكني أكره العقوبة قبل التقدمة من قال شيئا من هذا فهو مفتر عليه ما على المفتري إن خيرة الناس رسول الله (ص) وبعد رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر وقد أحدثنا أحداثا يقضي الله فيها ما أحب.
993- إسناده حسن ... "
وفي مصنف ابن ابي شيبة : " 38208- سمعت عليا يقول : قبض رسول الله (ص) على خير ما قبض عليه نبي من الأنبياء وأثنى عليه (ص) قال : ثم استخلف أبو بكر فعمل بعمل رسول الله (ص) وبسنته ثم قبض أبو بكر على خير ما قبض عليه أحد وكان خير هذه الأمة بعد نبيها (ص) ثم استخلف عمر فعمل بعملهما وسنتهما ثم قبض على خير ما قبض عليه أحد وكان خير هذه الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر "
وفي كتاب السنة للامام عبد الله بن احمد : " حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان نا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق حدثني ابن درهم سمعت الشعبي يقول: حدثني أبو جحيفة أنه سمع عليا يقول: «ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها (ص) أبو بكر وعمر» // إسناده صحيح " وهذا المعنى منقول عن علي بعدة اسانيد ولولا الاطالة لسردت كل الاسانيد ."
وكل هذه الروايات إن صحت رأى شخصى لعلى وليست وحيا من الله والرأى البشرى فى مدح شخص ما لا قيمة له عند الله كما قال سبحانه :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وتناول الكاتب عقيدة تفضيل أبو بكر على ثم عمر ثم عثمان ثم على ولا أدرى من أين استقوا العقيدة وهى ليست فى القرآن بل تكذب كلام الله نفسه فى علمية الله وحده بمن هو الأفضل حيث قال :
"ولقد جاء في كتب العقائد عند اهل السنة افضلية ابي بكر على جميع الامة بعد الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم قال الامام البيهقي : " وروينا عن الشافعي أنه كان يقول: أفضل الناس بعد رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وقال في كتاب القضاء والقدر : " 572 - سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى يقول: " السنة عندنا أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وهو قول أئمتنا مالك بن أنس وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الهلالي وأن الأعمال والفرائض وأعمال الجوارح في طاعة الله أجمع من الإيمان وأن القدر خيره وشره من الله عز وجل .......... وأن خير الناس بعد رسول الله (ص) المقدم في التفضيل أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وفي الفقه الاكبر للامام ابو حنيفة : " وأفضل الناس بعد النبيين (ص) أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب الفاروق ثم عثمان بن عفان ذو النورين ثم علي بن أبي طالب المرتضى رضوان الله عليهم أجمعين "
وقال الامام عبد الله بن احمد حنبل : " سمعت أبي يقول: «أما التفضيل فأقول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي» "
وقال الامام ابن حجر : " وقال الحاكم سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت محمد بن نعيم يقول سألت محمد بن إسماعيل لما وقع في شأنه ما وقع عن الإيمان فقال قول وعمل ويزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق وأفضل أصحاب رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي على هذا حييت وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله تعالى "
وقال الامام ابو احمد الحاكم : " سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس يعني ابن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: «القرآن كلام الله وليس بمخلوق» وسمعت هذا منه مرارا: " أخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي هذا قولنا وهذا مذهبنا "
وقال ابن تيمية : " وقد اتفق عامة أهل السنة من العلماء والعباد والأمراء والأجناد على أن يقولوا : أبو بكر ثم عمر ؛ ثم عثمان ؛ ثم علي "
وقد نقل العلامة بدر الدين البعلي في مختصر الفتاوى المصرية قول شيخ الاسلام في التفضيل حيث قال : " وقد اتفق المسلمون على أن أمة محمد (ص) خير الأمم وأن خير هذه الأمة أصحاب نبينا (ص) وأفضلهم السابقون الأولون وأفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي"
وقال الامام ابو الحسن الاشعري : " وأجمعوا على أن خير القرون قرن الصحابة ثم الذين يلونهم على ما قال (ص): "خيركم قرني" وعلى أن خير الصحابة أهل بدر وخير أهل بدر العشر وخير العشرة الأئمة الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وقال الامام ابن ابي زيد القيرواني : " وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي "
وقال الامام الغزالي : " وأن أفضل الناس بعد النبي (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي " وقد نقل العلامة الايجي اجماع اهل السنة على التفضيل فقال من ضمن ما اجمع عليه اهل السنة : " والإمام الحق بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي والأفضلية بهذا الترتيب "
وقال الامام الغزنوي الحنفي : " أفضل الأمة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين " وقال الامام الخطابي ذاكرا معتقد اهل الحديث : " ويشهدون ويعتقدون أن أفضل أصحاب رسول الله (ص) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وأنهم الخلفاء الراشدون "
وقال الامام ابن قدامة المقدسي : " وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى "
ولقد صرح عبد الله بن جعفر احد ائمة اهل البيت بخيرية ابي بكر قال الامام الحاكم : " 4468 - عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: «ولينا أبو بكر فكان خير خليفة الله وأرحمه بنا وأحناه علينا» هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "[التعليق - من تلخيص الذهبي] 4468 – صحيح "
ولقد وردت اثار عن ائمة اهل البيت رضي الله عنهم بموالاة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما قال الامام الدارقطني : " عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: تولوا أبا بكر وعمر فما أصابكم من ذلك فهو في عنقي "
وقال الامام الاجري : " 1708 - عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد عن أبي بكر وعمر ؟ فقالا: " يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى قال ابن فضيل: قال سالم: قال لي جعفر بن محمد: يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر جدي لا تنالني شفاعة محمد (ص) إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما "
وقال الامام الدارقطني : " 30 - سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ولقد ولدني مرتين "
وقال الامام الدارقطني : " 53 - نا أبو خالد الأحمر قال: سألت عبد الله بن حسن عن أبي بكر وعمر فقال: صلى الله عليهما ولا صلى على من لا يصلي عليهما " "
وكل ما سبق هو أراء بشرية لا قيمة لها عند الله فالأفضل مجهول كما قال سبحانه :
" هو أعلم بمن اتقى"
فإذا كان الله أمر بعدم تفضيل الرسل(ص) على بعض وهى عقيدة المسلمين فى قوله سبحانه على لسانهم :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
فكيف يأمر بتفضيل الذين أمنوا مع محمد(ص) على بعض كما تقول تلك العقيدة ؟
الله لم يأمر والرسول(ص) لم يقل شيئا فى تلك المسألة
وتناول الكاتب أن أبا بكر هو أعلم المؤمنين فى عهد النبى(ص) حيث قال :
"{ ابو بكر اعلم الصحابة }:
لقد جاءت احاديث كثيرة تدل على اعلمية ابي بكر على كل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومنها : ما جاء في الصحيحين : " 678 - عن أبي موسى قال: مرض النبي (ص) فاشتد مرضه فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» قالت عائشة: إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فعادت فقال: «مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف» فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي (ص) "
الرواية ليس فيها أى شىء يدل على علم أبو بكر فالصلاة يمكن لأى أحد ممن يقرأ القرآن أو يحفظ بعضه أن يقوم بإمامة الصلاة
وقال أيضا :
قال الامام الحاكم : " 4422 - حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله عز وجل في سر ولا علانية ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحة ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عز وجل ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني اليوم فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به قال علي والزبير: ما غضبنا إلا لأنا قد أخرنا عن المشاورة وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله (ص) إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعلم بشرفه وكبره «ولقد أمره رسول الله (ص) بالصلاة بالناس وهو حي»هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "[التعليق - من تلخيص الذهبي]
4422 - على شرط البخاري ومسلم "
الرواية ليس فيها أى شىء يدل على علم أبى بكر فليست الإمامة فى الصلاة دليل على أنه الأفضل فى العلم
وقد ذكر حديث أخر يدل على استواء البعض فى القراءة مستخدما إياه لاثبات شىء لا يثبت حيث قال :
"ولقد جعل النبي (ص)وسلم ميزان التقدم للامامة الاعلمية في قراءة القران قال الامام مسلم : " 290 - (673) عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله (ص): «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة... "
وقال الصدوق : " 1100 - وقال رسول الله (ص): " إمام القوم وافدهم فقدموا أفضلكم" "
استواء الناس فى القراءة حسب الرواية لا يدل على تفضيل أحدهم على الأخر
وتقديم الأكثر قراءة يعارض تقديم الخيار فى الرواية التالية : .
1101 - وقال (ص) : " إن سركم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم " .
1102 - وقال رسول الله (ص): " من صلى بقوم وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة "
والروايات السالفة ليس فيها ذكر أبى بكر وقد رتب الكاتب عليها التالى :
"فلما كان ابو بكر اقرؤهم لكتاب الله تعالى كان هو المقدم عليهم في الصلاة فالنبي (ص)وسلم اعلم الناس بما يرضي الله تعالى واعلمهم في معرفة الاعلم والافضل فلما علم ان ابا بكر اعلمهم وافضلهم قدمه للصلاة ولقد جعل النبي (ص)وسلم الخيرية في تعلم القران وتعليمه قال الامام البخاري : " 5027 - عن عثمان رضي الله عنه عن النبي (ص) قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» " "
وهذه الرواية ليس فيه أى ذكر لأبى بكر وإنما فيه ذكر لكل معلمى الإسلام واستدل الكاتب بالرواية التالية:
"فلما كان ابو بكر قد اتقن القران الكريم وتعلمه من رسول الله (ص)وسلم وكان خيرهم واعلمهم قدمه رسول الله (ص)وسلم على الجميع ولهذا امر النبي (ص)وسلم المرأة التي قالت له ان جئت ولم اجدك فإلى من اذهب فقال عليه الصلاة واتم السلام اذهبي الى ابي بكر وذلك لفضله وتقدمه على جميع الصحابة قال الامام مسلم : " 10 - (2386) عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة سألت رسول الله (ص) شيئا فأمرها أن ترجع إليه فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ - قال أبي: كأنها تعني الموت - قال: «فإن لم تجديني فأتي أبا بكر» " فامرها النبي (ص)وسلم ان تاتي ابا بكر ومن المعلوم ان مجيء المرأة يتعلق بالامور الدينية او الدنيوية فلما كان ابو بكر اعلمهم في دين الله تعالى واكثرهم خبرة في امور الدنيا امر النبي (ص)وسلم المرأة ان ترجع اليه دون غيره ."
والرواية السابقة معارضة لكتاب الله فى عدم علم النبى(ص) بالغيب حيث علم القائل وهو ليس النبى(ص) بأن أبو بكر يعيش يعده وهو ما نفاه الله على لسان رسوله (ص) فقال :
" ولا أعلم الغيب"
وأورد روايات أخرى فيها نفس الغلط وهو علم النبى(ص) بموته قبل موت أبو بكر وعمر حيث قال :
"ولقد امر النبي (ص)وسلم الصحابة كذلك الامة بالاقتداء بابي بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك لانهما اعلم الامة قال الامام ابن حبان : " 6902 - عن حذيفة قال: كنا عند رسول الله (ص) فقال: "إني لا أرى بقائي فيكم إلا قليلا فاقتدوا بالذين من بعدي - وأشار إلى أبي بكر وعمر - واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم بن مسعود فاقبلوه" وأخرجه أحمد في "المسند" 5/399 وفي "فضائل الصحابة" "479" عن محمد بن عبيد الطنافسي وابنه عبد الله في "الفضائل" "198" والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" 2/85 من طريق إسماعيل بن زكريا الخلقاني كلاهما عن سالم المرادي به. واقتصر أحمد في "الفضائل" على القسم الأول منه.
وأخرجه أحمد 5/382 و385 و402 ...من طرق عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش به.وبعضهم اختصر متنه ورجاله ثقات غير هلال مولى ربعي قال الحافظ في "التقريب": مقبول يعني عند المتابعة قلت: قد تابعه عمرو بن هرم في الطريق المتقدمة وحماد بن دليل عند ابن عدي في "الكامل" 2/666 وهو صدوقصحيح "
قال الامام ابن رجب: " وفي أمره - (ص) - باتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين بعد أمره بالسمع والطاعة لولاة الأمور عموما دليل على أن سنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع سنته بخلاف غيرهم من ولاة الأمور. وفي " مسند الإمام أحمد " و" جامع الترمذي " عن حذيفة قال: كنا عند النبي - (ص) - جلوسا فقال: ((إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي - وأشار إلى أبي بكر وعمر - وتمسكوا بعهد عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه)) وفي رواية: ((تمسكوا بعهد ابن أم عبد واهتدوا بهدي عمار)) . فنص - (ص) - في آخر عمره على من يقتدى به من بعده والخلفاء الراشدون الذين أمر بالاقتداء بهم هم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فإن في حديث سفينة عن النبي - (ص) -: ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا)) وقد صححه الإمام أحمد واحتج به على خلافة الأئمة الأربعة "
فلما كان الخلفاء الاربعة هم اعلم الامة حث النبي (ص) على اتباعهم ولما كان ابو بكر وعمر اعلم الاربعة فقد نص عليهما باسمائهما "
وكل تلك الروايات كاذبة فالنبى(ص) لا يعلم الغيب وهو من يعيش بعده ويتولى الخلافة كما قال سبحانه على لسانه :
" ولا أعلم الغيب"
وأورد رواية أخرى فى أبو بكر معظمها معارضات لكتاب الله حيث قال :
ولقد شهد ابو سعيد الخدري لابي بكر بانه اعلمهم في فهم كلام رسول الله (ص)وسلم ففي الصحيحين : " 466 - عن أبي سعيد الخدري قال: خطب النبي (ص) فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله» فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فكان رسول الله (ص) هو العبد وكان أبو بكر أعلمنا قال: «يا أبا بكر لا تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر» " "
فالمتكلم هنا ينفى خلة البشر مع أن الله ذكر أن المسلمين وهم المتقون أخلاء لبعضهم فقال :
"الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
وأما خوخة ابو بكر فلا وجود لباب مخصوص فى المسجد لأحد يدخل منه وهناك حديث معارض أخر بوجود هذه الخوخة أو الباب لعلى وكلها روايات كاذبة فللمسجد باب أو بابين يدخل منهما الناس فلم يكن المساجد محاط بالدور وكل دار تفتح باب فيها حتى يمكن سد الأبواب
والروايات الأخرى تقول أن أبو بكر كان يسكن بالسنح خارج المدينة فكيف يكون له باب مطل على المسجد وبيته بعيد بميل أو أكثر؟
وذكر رواية ضعيفة ومع هذا يستدل بها وهو دفن كل نبى فى مكان موته وهو كلام بلا دليل لأن الرسل(ص) كانوا أحرص الناس على أن يجهل الناس مواضع دفنهم لعدم عبادتهم
والرواية التى اعترف الكاتب بضعفها هى حيث قال :
"ولقد اخذ الصحابة من ابي بكر المكان الذي يدفن في النبي (ص)وسلم ففي سنن الامام الترمذي : " 1018 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله (ص) اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله (ص) شيئا ما نسيته قال: «ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه» ادفنوه في موضع فراشه: " هذا حديث غريب وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه فرواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي (ص) أيضا
تحقيق الألباني : صحيح الأحكام ( 137 - 138 ) مختصر الشمائل ( 326 ) "
وقال الامام الالباني : " ولم ينقل عن أحد من السلف أنه دفن في غير المقبرة إلا ما تواتر أيضا أن النبي (ص) دفن في حجرته وذلك من خصوصياته (ص) كما دل عليه حديث عائشة: قالت: " لما قبض رسول الله (ص) اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله (ص) شيئا ما نسيته قال: " ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه " فدفنوه في موضع فراشه ".أخرجه الترمذي (2 / 129) وقال: " حديث غريب وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه ".
قلت: لكنه حديث ثابت بما له من الطرق والشواهد: أ - أخرجه ابن ماجه (1 / 498 499) وابن سعد (2 / 71) وابن عدي في الكامل " (ق 94 / 2) من طريق ابن عباس عن أبي بكر. ب - وابن سعد وأحمد (رقم 27) من طريقين منقطعين عن أبي بكر.
ج - ورواه مالك (1 / 230) وعنه ابن سعد بلاغا.
د - ورواه ابن سعد بسند صحيح عن أبي بكر مختصرا موقوفا وهو في حكم المرفوع وكذلك رواه الترمذي في " الشمائل " (2 / 272) في قصة وفاته (ص) " اهـ .[40]
فالخلاف الذي حدث في دفن رسول الله (ص)وسلم قد حسمه ابو بكر بنقله عن رسول الله (ص)وسلم ولم ينقل هذا الحكم من رسول الله (ص)وسلم الا عن طريق ابي بكر فلما كان الصحابة رضي الله عنهم يثقون بعلم ابي بكر واتقانه سلموا لنقله عن رسول الله (ص)وسلم فدفنوا رسول الله (ص)وسلم حيث اخبرهم الصديق .
وممن كان يتعلم من ابي بكر علي ومن شدة تثبت علي انه كان يستحلف من حدث عن رسول الله (ص)وسلم الا ابا بكر فانه كان ثبتا جبلا ففي مسند الامام احمد : "
وتكرار الكاتب للروايات الضعيفة لا يثبتها كثرة عددها فالمريض والمريض والمريض يبقون مرضى ولا ينقلبون لأصحاء وهم مرضى
وتناول تصديق على لأبى بكر حيث قال :
2 - عن علي قال: كنت إذا سمعت من رسول الله (ص) حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني عنه غيري استحلفته فإذا حلف لي صدقته وإن أبا بكر حدثني - وصدق أبو بكر - أنه سمع النبي (ص) قال: " ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء قال مسعر: ويصلي وقال سفيان: ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له " وقال بن حجر بين بها علي جلالة أبي بكر ومبالغته في الصدق حتى سماه رسول الله (ص) صديقا "
وفي عون المعبود : " (وصدق أبو بكر) أي علمت صدقه بلا حلف "
وقال ابو العباس ابن تيمية : " والمعروف أن عليا أخذ العلم عن أبي بكر كما في السنن عن علي قال: كنت إذا سمعت من النبي - (ص) - حديثا نفعني الله به ما شاء أن ينفعني وإذا حدثني غيره حديثا استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: سمعت رسول الله - (ص) - يقول: " «ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له» "
وإقرار على بصدقه شىء طبيعى لأن المسلمين لابد أن يصدقوا بعضهم البعض وإلا كانوا كذبة كفرة
وتناول افتاء أبو بكر فى عهد النبى(ص) حيث قال :
ومن عظم مكانة ابي بكر العلمية عند رسول الله (ص)وسلم فقد كان يفتي في عهد رسول الله (ص)وسلم والنبي (ص) يقره على فتواه ففي الصحيحين : " 3142 عن أبي قتادة قال: خرجنا مع رسول الله (ص) عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي (ص) فقال: «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه» فقمت فقلت: من يشهد لي ثم جلست ثم قال: «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه» فقمت فقلت: من يشهد لي ثم جلست ثم قال الثالثة مثله فقمت فقال رسول الله (ص): «ما لك يا أبا قتادة؟» فاقتصصت عليه القصة فقال رجل: صدق يا رسول الله وسلبه عندي فأرضه عني فقال أبو بكر الصديق لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله (ص) يعطيك سلبه فقال النبي (ص): «صدق» فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام "
قال الامام النووي في شرح هذا الحديث الشريف : " وفي هذا الحديث فضيلة ظاهرة لأبي بكر الصديق في إفتائه بحضرة النبي (ص) واستدلاله لذلك وتصديق النبي (ص) في ذلك "
بالطبع الرواية لم تحدث فلا يوجد سلب فى الإسلام فقد أنزل الله فى غنائم الحرب حكم الأنفال ثم حكم الغنيمة وحكم الفىء ومن ثم لا وجود لحكم السلب المذكور فى الرواية فهو حكم يشجع اللصوص على قتل الناس بحجة أنهم كفرة ليأخذوا أموالهم بالباطل
وذكر اعتماد ابن عباس على أبو بكر فى الفتوى حيث قال :
"ولقد كان حبر الامة ابن عباس اذا لم يجد الحكم في الكتاب والسنة اخذ بقول ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ففي سنن الامام الدارمي : " 168 عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما «إذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله (ص) أخبر به فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما - فإن لم يكن قال فيه برأيه»[تعليق المحقق] إسناده صحيح "
وهذا من فقه ابن عباس ولقد دعا له النبي (ص)وسلم بالتفقه بالدين كما ورد في صحيح الامام البخاري : " 143 - عن ابن عباس أن النبي (ص) دخل الخلاء فوضعت له وضوءا قال: «من وضع هذا فأخبر فقال اللهم فقهه في الدين» "
بالطبع الرواية كاذبة لمعارضتها كتاب الله فالرواية تثبت نقص كتاب الله الكامل وتتهم النبى(ص) بأنه لم يبلغ الرسالة كاملة فكتاب الله فيه حكم شىء ومن ثم لا يحتاج المفتى معه لشىء كما قال :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شلاء "
وقال أيضا:
" ما فرطنا فى الكتاب من شىء"
وذكر بعضا مما نسب من الخطب والأقوال لأبى بكر حيث قال :
"{ بعض الخطب والروايات والكلمات عن ابي بكر }
قال الامام احمد : " 5 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن سليم بن عامر عن أوسط قال : خطبنا أبو بكر فقال: قام رسول الله (ص) مقامي هذا عام الأول وبكى أبو بكر فقال أبو بكر: سلوا الله المعافاة - أو قال: العافية - فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية - أو المعافاة - عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا إخوانا كما أمركم الله
وفي مسند ابي بكر الصديق : " 53 - عن أبي هريرة قال: " قام أبو بكر على المنبر فقال: قد علمتم ما قام به رسول الله (ص) فيكم عام أول في مثل مقامي هذا ثم بكى ثم أعادها ثم بكى ثم أعادها ثم بكى فقال: إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئا أفضل من العفو والعافية "
وفي صحيح البخاري : " عن عائشة أن فاطمةأرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي (ص) فيما أفاء الله على رسوله (ص) تطلب صدقة النبي (ص) التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله (ص) قال: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل» وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي (ص) التي كانت عليها في عهد النبي (ص) ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله (ص) فتشهد علي ثم قال: إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وذكر قرابتهم من رسول الله (ص) وحقهم فتكلم أبو بكر فقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (ص) أحب إلي أن أصل من قرابتي "
وفيه : " عن ابن عمر عن أبي بكر رضي الله عنهم قال: «ارقبوا محمدا (ص) في أهل بيته» ......"
وهذه الخطب والروايات كلها ليس فيها أى شىء يدل على أفضلية أبو بكر بسبب علمه ولا غيره
لقد بين الله أن الرسول (ص) بأمر الله علم الدين كله لنفر من كل قوم أى شعب ومن ثم فقد علمهم علما واحدا وليس علما مختلفا وهو دين الله حيث قال سبحانه " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"
ومن ثم كان هناك مئات أو آلاف من الفقهاء وهو العلماء بدين الله الكامل علمهم الرسول(ص) بنفسه ومن ثم لا يمكن أن يكون أبو بكر أو على أو غيرهم أفضل علما من بعض لأنهم تعلموا من نفس الرجل نفس العلم الكامل كما قال سبحانه :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته "