عطيه الدماطى
11-06-2024, 04:44 PM
مراجعة لمقال احذروا السحر والسحرة
الكاتب هو ناصر بن سليمان العلوان وموضوع المقال حرمة العمل بالسحر ووجوب قتال من يعمل به من الناس وقد ابتدأ الكاتب بوجوب قتال السحرة لوقف شرورهم حيث قال :
"فإن خير الجهاد وأفضله القيام على أعداء الدين والوقوف في نحورهم كالسحرة والكهان والمشعوذين فقد استطار شررهم وعظم أمرهم وكثر خطرهم فآذوا المؤمنين وأدخلوا الرعب على حرماتهم غير مبالين"
وتناول عقاب السحرة الأخروى بالنار حيث قال :
" وقد توعد الله المجرمين بسقر وما أدراك ما سقر فقد أخبر الله في كتابه العزيز أن الساحر كافر فقال: { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}."
والمقصود بقوله ما له في الآخرة من خلاق هو :
وليس له فى الجنة أى نصيب
ومن ثم مصير الساحر هو النار
بالطبع الساحر هو :
مخادع يخدع الناس فيقوم فى النوع الأول بافساد العلاقات الودية بين الناس كالزوج والزوجة والأب وابنه والأم وابنتها أو الأخت وأختها وهو بالطبع لا يستخدم بخور ولا شىء مما يشيع الاعلام الحالى وإنما هو فن الوقيعة بين الناس
والنوع الثانى من السحر هو قلب الحقيقة كذب وقلب الكذب حقيقة فالعصى والحبال انقلبت عند من شاهدوها فى قصة السحرة مع موسى (ص) إلى حيات أو تعابين تتحرك
وفى المعنى قال سبحانه :
" فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى"
وهو ما يسمونه خداع للحواس خاصة الخداع البصرى
ومن ثم السحر لا يؤذى إلا من يصدقه والساحر يستخدم العلم بالمعارف كالصيدلة والطب فى الأذى الجسدى ومن ثم ليس هناك أساسا سحر يؤذى وإنما المعارف المستخدمة هى التى تؤذى
وأشار الكاتب إلى أن العلماء قالوا بكفر السحرة حيث قال :
"وإلى كفر الساحر وخروجه من الدين ودخوله في سلك أصحاب الجحيم ذهب جماهير العلماء من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن السحر أحد نواقض الإسلام وقال:
ومنه الصرف والعطف.
والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه والعطف عمل السحر لعطف من يبغض إلى حبه من زوج وغيره ويسميه أهل الفجور دواء الحب وهو في الحقيقة الهلاك والعطب"
وحذر الكاتب الناس من إتيان السحرة على اختلاف مسمياتهم سواء مشعوذين أو دجالين أو نصابين أو عرافين .. حيث قال :
"فالحذر الحذر من السحرة والكهان والمنجمين والعرافين وأهل لشعوذة المخالفين لما بعث الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم يفسدون ولا يصلحون ويضرون ولا ينفعون."
واستدل الكاتب على وجوب قتل السحرة والساحرات بروايات حيث قال :
"ومن ثم اتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتل الساحر والساحرة لعظم شرهم وكثرة خطرهم وبعدهم عن الإيمان وقربهم من الشيطان فعند أبي داود بسند صحيح من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن بجالة بن عبدة قال جاء نا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة (( اقتلوا كل ساحر.... )).
وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها. رواه عبد الله بن الإمام أحمد من حديث ابن عمر.
وصح قتل الساحر أيضا عن جندب."
بالطبع قتل الساحر أمر لا يؤخذ من عمر لأنه حكم موجود فى الإسلام وعمر ليس النبى (ص)حتى يكون قوله هو الحكم وإنما قول الله هو الحكم
وأما حفصة فلا يمكن أن تأمر بقتل جاريتها لأنها سحرتها لأن فى دولة المسلمين قضاء هو من يحكم فى تلك القضايا فلو تم فتح هذا الباب لقتل كل واحد من يكرهه أو لا يحبه بأى زعم
ومن ثم وجب أن ترد القضايا إلى المحاكم القضائية بتحكم بحكم الله
وأما ما ورد فى السحرة باعتبارهم مفسدين فى الأرض محاربين لله وفى غيرهم من أنوع المفسدين كالمرابين وقطاع الطرق فهو :
حد الحرابة الذى قال سبحانه فيه :
" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وتناول روايات أخرى فى الموضوع حيث قال :
"ولا يعلم لهؤلاء مخالف، فكان قتل الساحر كالإجماع بين الصحابة رضي الله عنهم وقد كثر السحر في هذا العصر وتساهل الكثير في الذهاب إليهم وطلب الشفاء على أيديهم ويزعمون أن هذا من فعل الأسباب وهذا منكر عظيم وخطر مدلهم كبير يخلخل العقائد ويزعزع الإيمان.
وقد جاء في صحيح الإمام مسلم من طريق يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله وسلم قال: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)).
والساحر بمنزلة الكاهن فمن سأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة وأما إن صدقه بما يقول فهذا كافر بما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى عرافا أو كاهنا فصدقة فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)).
وعند البزار بسند صحيح عن أبن مسعود موقوفا قال: ((من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))."
ورواية أربعين ليلة لا تصح معنى أن الله لا يقبل عمل من أى مذنب مصر على معصيته سواء استمر فى معصيته أو توقف عنه كما يخالف أن الله يغفر لمن استغفره مخلصا على الفور كما قال سبحانه :
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"
وتناول حكم النشرة وهى :
حل السحر كما يزعمون حيث قال :
"وأما زعم بعض الناس بأن هذا سبب فهذا غلط لأن السبب غير شرعي ومخالف للثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء عند أبي داود بسند حسن من طريق عقيل ابن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: (( هي من عمل الشيطان)).
والنشرة حل السحر عن المسحور فإذا كان حله عن طريق السحر فالحديث صريح بالمنع ويالله العجب كيف يجوز حل السحر عند السحرة وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم فالمسلم مأمور بقتل السحرة ولم يؤذن له بالتداوي عندهم وأما إن كان حل السحر عن طريق الرقى الشرعية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والأدوية المعروفة فهذا مشروع لقوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}. و { من } هنا بيانية فالقرآن كله شفاء ودواء لكل داء فمن آمن به وأحل حلاله وحرم حرامة انتفع به انتفاعا كبيرا ومن صدق الله في قصده وإرادته شفاه الله تعالى وعافاه من دائه وعلى المبتلى به ملازمة الدعاء والتضرع لرب الأرض والسماء وتحري أوقات الإجابة كثلث الليل الآخر والسجود وبين الأذان والإقامة فهذه الأوقات أحرى في الإجابة من غيرها وهذا دواء من ابتلي بالسحر."
بالطبع لا وجود لما يسمونه حل السحر كما قال سبحانه :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى "
فالموجود مسبقا وحاليا هو :
أن السحرة يستخدمون فى جرائمهم مواد مخدرة أو مسكرة وللأسف فإن من يضع تلك المواد لمن نسميهم المسحورين هم الكثير من النساء والقليل من الرجال ومن ثم لا يوجد حل سحر ولا شىء وإنما ما يفعلونه هو :
الكف عن امداد مشاركيهم فى الجريمة بتلك المواد ومن ثم يتعافى الإنسان عندما تقل المواد فى جسمه فالعملية كلها مجرد خداع ولكن الساحر لا يستطيع ان يؤذى بالكلام
بالطبع الجماعة الذين يحلون السحر هم سحرة وللأسف يكونون هم من عمله فلا يوجد أحد يحل السحر إلا إذا كان طبيبا أو شرطيا توصل للمواد المستخدمة فى عملية التخدير والسكر والتوهان ومنعها عن المسحور
ومعظم عمليات السحر تقوم على الايحاء النفسى كما فى عملية الربط فلا يوجد ربط حقيقة وإنما العملية فى الغالب إيحاء نفسى من الساحر ومن حوله للزوج أو وضع مواد مثبطة للشهوة وهى معروفة فى الطب كما معروف المواد المشجعة للشهوة
واعتبر الكاتب علاج السحر هو الذكار المأثورة وأكل التمرات حيث قال :
"وأما من عافاه الله منه ولم يصب به فعليه بالاحتراز منه واتقاء شره بالأذكار المأثورة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها صباحا ومساء وقراءة المعوذتين وآية الكرسي دبر كل صلاة وإن تيسر التصبح بسبع تمرات من تمر العجوة فهذا سبب شرعي وحصن حصين من كل ساحر مريد ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تصبح بسبع تمرات من تمر العجوة لم يصبه سم ولا سحر)). وقد اشترط كثير من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة على ما جاء في الخبر ولكن ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب فلو تصبح بغير تمر العجوة نفع وهذا قول قوي وإن كنت أقول إن تمر العجوة أكثر نفعا وتأثيرا وبركة إلا أن هذا لا يمنع التأثير في غيره."
بالطبع رواية التمرات لم يقلها النبى (ص) ولا يمكن أن تصح فلو أخذ الإنسان السم مع التمرات فإنه سيموت والتجربة خير برهان
وعلاج السحر النفسى هو :
عدم الاستماع لأحد من الناس عندما يريد الوقيعة بينه وبين غيره
وأما علاج السحر النفسى الجسدى فهو البحث عن المواد المستخدمة فى الجريمة سواء مخدر أو مسكر أو مثبط أو غير هذا وهذه المواد يعرفها العطارون جيدا ومهنة السحر المعروفة حاليا قائمة على العطارة من خلال ما يعرف بتذكرة داود وهو كتاب طبى حوله السحرة إلى كتاب سوء من خلال استغلال ما فيه من علم نافع إلى علم ضار
بالطبع يركز القوم فقط على السحرة ولا يركزون على من طلب عمل السحر من الساحر فى قريب أو غريب وهؤلاء مشاركون فى الجريمة ويجب قتلهم مثل قتل الساحر لأنهم مفسدون للنفس والجسد المحرم ايذائه
الكاتب هو ناصر بن سليمان العلوان وموضوع المقال حرمة العمل بالسحر ووجوب قتال من يعمل به من الناس وقد ابتدأ الكاتب بوجوب قتال السحرة لوقف شرورهم حيث قال :
"فإن خير الجهاد وأفضله القيام على أعداء الدين والوقوف في نحورهم كالسحرة والكهان والمشعوذين فقد استطار شررهم وعظم أمرهم وكثر خطرهم فآذوا المؤمنين وأدخلوا الرعب على حرماتهم غير مبالين"
وتناول عقاب السحرة الأخروى بالنار حيث قال :
" وقد توعد الله المجرمين بسقر وما أدراك ما سقر فقد أخبر الله في كتابه العزيز أن الساحر كافر فقال: { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}."
والمقصود بقوله ما له في الآخرة من خلاق هو :
وليس له فى الجنة أى نصيب
ومن ثم مصير الساحر هو النار
بالطبع الساحر هو :
مخادع يخدع الناس فيقوم فى النوع الأول بافساد العلاقات الودية بين الناس كالزوج والزوجة والأب وابنه والأم وابنتها أو الأخت وأختها وهو بالطبع لا يستخدم بخور ولا شىء مما يشيع الاعلام الحالى وإنما هو فن الوقيعة بين الناس
والنوع الثانى من السحر هو قلب الحقيقة كذب وقلب الكذب حقيقة فالعصى والحبال انقلبت عند من شاهدوها فى قصة السحرة مع موسى (ص) إلى حيات أو تعابين تتحرك
وفى المعنى قال سبحانه :
" فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى"
وهو ما يسمونه خداع للحواس خاصة الخداع البصرى
ومن ثم السحر لا يؤذى إلا من يصدقه والساحر يستخدم العلم بالمعارف كالصيدلة والطب فى الأذى الجسدى ومن ثم ليس هناك أساسا سحر يؤذى وإنما المعارف المستخدمة هى التى تؤذى
وأشار الكاتب إلى أن العلماء قالوا بكفر السحرة حيث قال :
"وإلى كفر الساحر وخروجه من الدين ودخوله في سلك أصحاب الجحيم ذهب جماهير العلماء من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن السحر أحد نواقض الإسلام وقال:
ومنه الصرف والعطف.
والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه والعطف عمل السحر لعطف من يبغض إلى حبه من زوج وغيره ويسميه أهل الفجور دواء الحب وهو في الحقيقة الهلاك والعطب"
وحذر الكاتب الناس من إتيان السحرة على اختلاف مسمياتهم سواء مشعوذين أو دجالين أو نصابين أو عرافين .. حيث قال :
"فالحذر الحذر من السحرة والكهان والمنجمين والعرافين وأهل لشعوذة المخالفين لما بعث الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم يفسدون ولا يصلحون ويضرون ولا ينفعون."
واستدل الكاتب على وجوب قتل السحرة والساحرات بروايات حيث قال :
"ومن ثم اتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتل الساحر والساحرة لعظم شرهم وكثرة خطرهم وبعدهم عن الإيمان وقربهم من الشيطان فعند أبي داود بسند صحيح من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن بجالة بن عبدة قال جاء نا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة (( اقتلوا كل ساحر.... )).
وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها. رواه عبد الله بن الإمام أحمد من حديث ابن عمر.
وصح قتل الساحر أيضا عن جندب."
بالطبع قتل الساحر أمر لا يؤخذ من عمر لأنه حكم موجود فى الإسلام وعمر ليس النبى (ص)حتى يكون قوله هو الحكم وإنما قول الله هو الحكم
وأما حفصة فلا يمكن أن تأمر بقتل جاريتها لأنها سحرتها لأن فى دولة المسلمين قضاء هو من يحكم فى تلك القضايا فلو تم فتح هذا الباب لقتل كل واحد من يكرهه أو لا يحبه بأى زعم
ومن ثم وجب أن ترد القضايا إلى المحاكم القضائية بتحكم بحكم الله
وأما ما ورد فى السحرة باعتبارهم مفسدين فى الأرض محاربين لله وفى غيرهم من أنوع المفسدين كالمرابين وقطاع الطرق فهو :
حد الحرابة الذى قال سبحانه فيه :
" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وتناول روايات أخرى فى الموضوع حيث قال :
"ولا يعلم لهؤلاء مخالف، فكان قتل الساحر كالإجماع بين الصحابة رضي الله عنهم وقد كثر السحر في هذا العصر وتساهل الكثير في الذهاب إليهم وطلب الشفاء على أيديهم ويزعمون أن هذا من فعل الأسباب وهذا منكر عظيم وخطر مدلهم كبير يخلخل العقائد ويزعزع الإيمان.
وقد جاء في صحيح الإمام مسلم من طريق يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله وسلم قال: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)).
والساحر بمنزلة الكاهن فمن سأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة وأما إن صدقه بما يقول فهذا كافر بما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى عرافا أو كاهنا فصدقة فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)).
وعند البزار بسند صحيح عن أبن مسعود موقوفا قال: ((من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))."
ورواية أربعين ليلة لا تصح معنى أن الله لا يقبل عمل من أى مذنب مصر على معصيته سواء استمر فى معصيته أو توقف عنه كما يخالف أن الله يغفر لمن استغفره مخلصا على الفور كما قال سبحانه :
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"
وتناول حكم النشرة وهى :
حل السحر كما يزعمون حيث قال :
"وأما زعم بعض الناس بأن هذا سبب فهذا غلط لأن السبب غير شرعي ومخالف للثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء عند أبي داود بسند حسن من طريق عقيل ابن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: (( هي من عمل الشيطان)).
والنشرة حل السحر عن المسحور فإذا كان حله عن طريق السحر فالحديث صريح بالمنع ويالله العجب كيف يجوز حل السحر عند السحرة وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم فالمسلم مأمور بقتل السحرة ولم يؤذن له بالتداوي عندهم وأما إن كان حل السحر عن طريق الرقى الشرعية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والأدوية المعروفة فهذا مشروع لقوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}. و { من } هنا بيانية فالقرآن كله شفاء ودواء لكل داء فمن آمن به وأحل حلاله وحرم حرامة انتفع به انتفاعا كبيرا ومن صدق الله في قصده وإرادته شفاه الله تعالى وعافاه من دائه وعلى المبتلى به ملازمة الدعاء والتضرع لرب الأرض والسماء وتحري أوقات الإجابة كثلث الليل الآخر والسجود وبين الأذان والإقامة فهذه الأوقات أحرى في الإجابة من غيرها وهذا دواء من ابتلي بالسحر."
بالطبع لا وجود لما يسمونه حل السحر كما قال سبحانه :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى "
فالموجود مسبقا وحاليا هو :
أن السحرة يستخدمون فى جرائمهم مواد مخدرة أو مسكرة وللأسف فإن من يضع تلك المواد لمن نسميهم المسحورين هم الكثير من النساء والقليل من الرجال ومن ثم لا يوجد حل سحر ولا شىء وإنما ما يفعلونه هو :
الكف عن امداد مشاركيهم فى الجريمة بتلك المواد ومن ثم يتعافى الإنسان عندما تقل المواد فى جسمه فالعملية كلها مجرد خداع ولكن الساحر لا يستطيع ان يؤذى بالكلام
بالطبع الجماعة الذين يحلون السحر هم سحرة وللأسف يكونون هم من عمله فلا يوجد أحد يحل السحر إلا إذا كان طبيبا أو شرطيا توصل للمواد المستخدمة فى عملية التخدير والسكر والتوهان ومنعها عن المسحور
ومعظم عمليات السحر تقوم على الايحاء النفسى كما فى عملية الربط فلا يوجد ربط حقيقة وإنما العملية فى الغالب إيحاء نفسى من الساحر ومن حوله للزوج أو وضع مواد مثبطة للشهوة وهى معروفة فى الطب كما معروف المواد المشجعة للشهوة
واعتبر الكاتب علاج السحر هو الذكار المأثورة وأكل التمرات حيث قال :
"وأما من عافاه الله منه ولم يصب به فعليه بالاحتراز منه واتقاء شره بالأذكار المأثورة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها صباحا ومساء وقراءة المعوذتين وآية الكرسي دبر كل صلاة وإن تيسر التصبح بسبع تمرات من تمر العجوة فهذا سبب شرعي وحصن حصين من كل ساحر مريد ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تصبح بسبع تمرات من تمر العجوة لم يصبه سم ولا سحر)). وقد اشترط كثير من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة على ما جاء في الخبر ولكن ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب فلو تصبح بغير تمر العجوة نفع وهذا قول قوي وإن كنت أقول إن تمر العجوة أكثر نفعا وتأثيرا وبركة إلا أن هذا لا يمنع التأثير في غيره."
بالطبع رواية التمرات لم يقلها النبى (ص) ولا يمكن أن تصح فلو أخذ الإنسان السم مع التمرات فإنه سيموت والتجربة خير برهان
وعلاج السحر النفسى هو :
عدم الاستماع لأحد من الناس عندما يريد الوقيعة بينه وبين غيره
وأما علاج السحر النفسى الجسدى فهو البحث عن المواد المستخدمة فى الجريمة سواء مخدر أو مسكر أو مثبط أو غير هذا وهذه المواد يعرفها العطارون جيدا ومهنة السحر المعروفة حاليا قائمة على العطارة من خلال ما يعرف بتذكرة داود وهو كتاب طبى حوله السحرة إلى كتاب سوء من خلال استغلال ما فيه من علم نافع إلى علم ضار
بالطبع يركز القوم فقط على السحرة ولا يركزون على من طلب عمل السحر من الساحر فى قريب أو غريب وهؤلاء مشاركون فى الجريمة ويجب قتلهم مثل قتل الساحر لأنهم مفسدون للنفس والجسد المحرم ايذائه