مشاهدة النسخة كاملة : مراجعة لقصة الذبح


عطيه الدماطى
12-03-2024, 06:03 PM
مراجعة لقصة الذبح
الكتاب هو محاضرة ألقاها ياسر حسين برهامي وحولها أحدهم إلى كتاب والمحاضرة بعضها كلام بما يسمونه اللغة العامية والمحاضرة لا تتناسب مع العنوان فثلثيها هى حكاية لقصة إبراهيم (ص) مع قومه وأما الثلث الأخير فهو تفسير لآيات قصة الذبح وقد خرج ياسر برهامى في كثير من المواضع عن الموضوع فهو يترك ما يتكلم فيه من قصة إبراهيم(ص) ليتحدث عن أمور ليست من موضوع القصة وسوف نتعرض لتلك المواضع
وقد ابتدأ برهامى الكتاب بذكر قصة إبراهيم من خلال سورة الصافات حيث قال :
|قوله سبحانه [وان من شيعته]
من شيعة نوح (ص)ومن أتباعه علي ملته و دينه كم من الزمن بين نوح وابراهيم عليهم السلام زمن طويل ولكنهم امة واحدة ويشايع بعضا ويوافق بعضهم بعضا ونحن نسأل الله أن يجعلنا من شيعتهم ومن طائفتهم فالإسلام دين الله عز و جل الذي جاء به جميع الأنبياء وامتنا أمة واحدة رغم تباعد الأزمان والعصور ورغم تباعد الأمكنة والحدود ورغم اختلاف الألوان والألسنة ورغم اختلاف الأجناس والطباع أمتنا أمة واحدة لابد أن نستشعر هذا المعني المتكرر في قصص القرآن العظيم والذي يظهر جليا في هذه الأيام المباركات أيام ذهاب الناس إلي حج بيت الله الحرام من كل حدب و صوب"
ونلاحظ أنه من السطر الثالث حيث كلمة نحن نسأل حتى حدب وصوب وهو حوالى سبع سطور خرج عن الموضوع
وشرح المشايعة حيث قال :
"وان من شيعته لإبراهيم "
كيف شايعه وهو بينه و بينه من الزمن ما الله أعلم به ومع ذلك نقول نعم هذه المشايعة وهذه الموافقة وهذه النصرة علي تباعد الزمن لأنه نصر دينه و سعي إلي إعلاء كلمة التوحيد كلمة لا إليه إلا الله "
المشايعة هى أن نكون من شيعة أحد أى أتباعه والمراد متبعى دينه وشرح معنى القلب السليم حيث قال :
"إذ جاء ربه بقلب سليم "
ما أحسن هذا الثناء وما أعظم هذا الوصف جاء ربه بقلب سليم سلم من الشرك سلم من كل ما يسخط الله سبحانه وتعالي سلم من كل ما يكرهه الله من قلوب بني آدم إبراهيم الأواه الحليم الذاكر لله عز وجل المنيب إلي الله سبحانه وتعالي المسبح القانط المداوم علي الطاعة المحب لله عز وجل الخليل أي الذي أحبه الله حبا عظيما وما كان ذاك إلا لسلامة قلبه وكمال حبه وانقياده لله عز وجل وامتثاله لأوامر الله سبحانه وتعالي وكلماته كلها واذ أبتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن كل الكلمات التي أمر بها طبعا أتمها ولذا قال وابراهيم الذي وفي أختبر في نفسه أولا فضحي بها لله فردها الله عليه سالمة غانمة أبتلي في نفسه بتكليف معين كالختان أخنتن بالقدوم وهو ابن ثمانين سنة قطع هذه الجلدة وهو ابن ثمانين سنة لما كلف أن يفعل ذلك و بالقدوم وهذه هي الآلة المعروفة ولم يكن هناك إمكانيات أحسن من ذلك في الإمكانيات الجراحية مثلا ومع ذلك أمتثل مهما كانت النتائج "
وهذا الابتلاء المزعوم لم يحصل لأن الختان هو تغيير لخلقة الله استجابة لقول الشيطان الذى حكاه الله لنا في القرآن حيث قال على لسانه:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
ومن ثم فالله لا يطلب من أحد الختام وهو قطع جزء من الجسم وهو اعتراض من فاعله على الخلقة الحسنة التى قال الله فيها" الذىة أحسن كل شىء خلقه"
الله لم يأمر أن نغير شىء في أجسامنا إلا ما يطول منها وهو الرءوس رءوس الأظافر والشعر
وتناول برهامى ابتلاء الذبح حيث قال :
"وبعد ذلك أبتلي في أغلي ما يحبه الإنسان الولد فأوتي الولد علي الكبر وابتلي كذلك أن يتولي بنفسه ذبحه فوفي "
والقول هنا كذب محض فلم يفى بالذبح لأن الحلم لم يكن تفسيره الذبح وإنما هو القيام بالاستعداد للذبح ولو ذبح ما عاش إسماعيل(ص)
وخرج برهامى عن الموضوع فشرح معنى الإسلام حيث قال :
"في كل ذلك الله سلم هذا القلب السليم الذي سلم لله عز وجل إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين هذا هو الإسلام عباد الله أن تسلم وجهك لله أن تقول ربي الله وتخليت أن تتخلي عن كل ما يسخط الله سبحانه وتعالي أن تستسلم لأوامر الله راضيا بقلبك طيبة نفسك بهذا الانقياد وليس ترغمها إرغاما وتأخذها أخذا للطاعة وهي لا تحبها القلب السليم يقبل علي الطاعة ويضحي في سبيل الله عز وجل بالغالي والنفيس ويستعذب كل أمر صعب أو مؤلم "
وقال أيضا:
"كذا كان إبراهيم صلي الله عليه و سلم ولا ينجوا يوم القيامة إلا من أتي الله بقلب سليم سلم من الشرك أولا وسلم من كل ما يغضب الله قال عز وجل علي لسان إبراهيم في دعائه ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم "
إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون " استفهام للاستنكار كما قال إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون أفكا ) السؤال ليس المقصود به السؤال لأنه يعرف أنهم يعبدون أصناما قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ) كما في الآية الأخرى ومع ذلك يسألهم لكي يحرك في ذهنهم الفكر والفهم ومحاولة التدبر كيف يعبد الإنسان ما ينحت كيف يعبد ما يصنع هو بنفسه كما يتعجب الإنسان من كل أهل الملل الباطلة من كل أهل الملل غير ملة الإسلام كيف تسني لهم أن يقبلوا كل هذه المتناقضات كيف تسني لقوم أن ينحتوا أصناما , إذا تم نحتها صارت هي الآلهة وصارت تقرب لها القرابين وتذبح لها الذبائح ويطاف بها وتعظم وما زال أقوام من البشر يعبدون الأصنام"
ومع أن الآيات التى يشرحها تتعرض للأصنام إلا أن برهامى أبى إلا أن يخرج عن الموضوع فتحدث عن مخلوق من مخلوقات الله وهى البقرة التى يعبدها الهندوس ومعها الفيران وغيرها حيث قال :
" وليس ببعيد هؤلاء الأعداء من الهندوس يعبدون البقر بالإضافة إلي الأصنام عجب من الإنسان أن يعبد ما هو ادني منه … بقرة تسير في أنحاء العالم لا تفقه شيئا تذبح ذبحا تحلب حلبا تحرث الأرض وهكذا ومع ذلك يوجد من يعبدها ما هوالخلل في كيان الإنسان أن يعبد هذه الآلهة الباطلة هناك من يعبد الفئران وهناك من يعبد الصلبان وهناك من يعبد ثالث ثلاثة ويعبد آلهة ثلاثة ويتناقض فيقولون واحد وهي ثلاثة يعبدون غير الله من الأحبار والرهبان يقول النصارى المسيح بن الله ويقول اليهود العزير بن الله يتعجب الإنسان ممن يعبد غير الله كيف تعبدون غير الله"
واستمر برهامى في الخروج عن موضوع المحاضرة متعرضا لما سماه قضية العبادة وقضية الأخلاق حيث قال :
"قضية العبادة أعظم قضية بعث بها الأنبياء ليس قضية الأخلاق هي القضية الأولي قضية الأخلاق نابعة من قضية العبودية إذا فصلت عنها كانت خطر كبيرا كانت بلا قيمة لو ان إنسان أدعي لله صاحبة وولدا أو عبد مع الله غيره علي سبيل الوساطة والشفاعة وطلب منه قضاء الحاجات والمدد وكشف الكربات وشفاء الأمراض وانجاح الأولاد و كانت أخلاقه طيبه جدا مسالم حسن العشرة مع الجيران لكنه يعتقد أن غير الله ينفع ويضر أو غير الله يحكم ويشرع أو غير الله سبحانه يدبر الكون والعياذ بالله أو كما ذكرنا أتخذ لله عز وجل ندا نعوذ بالله من ذلك لا تنفعه الأخلاق إذا أول قضية يجب أن يبحث عنها قضية العبودية ماذا تعبدون يبني الولاء والبراء علي هذه القضية والحب والبغض علي هذه القضية النصرة والطاعة والمتابعة علي هذه القضية قضية العبودية لله عز وجل ليس قبلها شئ لأنها الحكمة من خلق الإنس والجن قال تعالي : وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون فكيف تهمل هذه القضية و كيف يقال للناس دعونا من قضية ماذا يعبد هؤلاء وماذا يعبد هؤلاء كل إنسان يعبد ما يريد وما يشتهي "
وبرهامى هنا فهم خطأ أن العبادة غير الأخلاق الحميدة وكلمة الأخلاق لم ترد في القرآن لأن العبادة أى التقوى أى الخوف من الله أى الإيمان والعمل الصالح أى الإحسان ....وكل هذه الكلمات تعنى معنى واحد وهو طاعة أحكام الله وهذا الطاعة هى الأخلاق الحسنة هو نفسه معنى العبادة
فليس هناك عبادة منفردة وليس هناك اخلاق حسنة منفردة
وأنهى برهامى الخروج عن الموضوع هنا بالعبارة التالية:
"نعوذ بالله الحرية المزعومة في حرية اختيار الآلهة التي يعبدها الإنسان هي حرية الكفر والعياذ بالله ليست بحرية كما هي عبودية للشيطان "
وهى كلمة تنفى ما قرره الله من أنه من شرع حرية الإنسان بقوله سبحانه:
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وقال مكملا الحكاية:
"إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أئفكا آلهة دون الله تريدون "
أئفكا أي باطلا مبتدعا آلهة مصطنعة تطلبون رضاها وتطلبون منها قضاء الحاجات وتريدون أن تتقربوا إليها من دون الله سبحانه وتعالي
كما قال"قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون "
فردوا كما في الآية الأخرى قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين *قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
تقليد أعمي عجيب الشأن ليس عندهم من حجة إلا أنهم وجدوا الآباء يفعلون ذلك ببلاهة وغباء ويقرون أنها لا تنفع ولا تضر ولا تسمع وهي تحتاج لمن ينصرها ومن يقيمها ومن يحفظها لما كسرها ووجدوها مكسرة قالوا من فعل هذا بآلهتنا لم يقولوا الآلهة تعاركت لماذا كسر بعضها بعضا قطعا هم فاهمين إن الآلهة ما تقدر تعمل حاجة لوحدها قطعيا في فاعل قالوا من فعل هذا بآلهتنا يبقي الآلهة يفعل بها نسأل الله العافية هذا من العجب الذي عليه اكثر الخلق " أكثر الخلق يعبدون غير الله " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون"
وتعرض برعامة لمعنى الظن فقال:
"قال فما ظنكم برب العالمين ) فسوء الظن بالله من أعظم أسباب الشرك وعدم معرفة أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالي وربوبيته والوهيته"
والسؤال لا يتضمن كل ما قاله برهامى عن الأسماء والصفات والربوبية والألوهية فالرجل يسألهم عن اعتقادهم في عبادة الله وتلك المسائل التى ذكر اسمائها برهامى هى اختراعات من قبل الفقهاء فعموم الناس لا يفهمون التفاصيل التى يتعرض لها الفقهاء ومعهم الفلاسفة وهم مختلفون فيها كل حسب فهمه فأى واحد منها عندما يتكلم عن الله يعرف أنه أفله الذى ليس فيه عيب المتصف بالكمال دون أن يزيد أن ينقص
وإبراهيم(ص) أراد فقط أن يقارنوا بين العجزة وهى الآلهة المزعومة وبين الله تعالى المتصف بكل كمال حتى يتركوا ما يعتقدون في الأصنام و
ونجد برهامى يخرج عن سياق موضوع المحاضرة فيتعرض لعدم معرفة العقيدة ويتحدث عن أناس من أديان أخرى فيقول:
"كما قال تعالي وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) عدم معرفة العقيدة في الله سبحانه وتعالي وفي أسمائه وصفاته مردي ومهلك مهما كانت أعمال الإنسان بعد ذلك ومن أعتقد في الله سبحانه وتعالي ما لا يجوز واعتقد معه الأنداد والشركاء والأولاد والأعوان ونحو ذلك لم ينفعه عمل ولو ظل عمره كله يعبد الله فيما يزعم أو يعبد الله مع ما يعبده من دونه كما روي أن عمر مر علي راهب في صومعة فجعل عمر يبكي فسئل عن ذلك فقال تذكرت قول الله عز و جل هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية
يتعب نفسه والعياذ بالله ويعمل عمل مجهد واحد كان بيقول بيزرع البذرة وما يأكلش حتي تطلع الشجرة واكيد بيخدعوه لأنه حيموت طبعا "
واحد تاني يقولك قعد خمسة وعشرين سنة ما جابش علي جسمه مياه والعياذ بالله ده بلاء عظيم جدا لا يستنجي من بول ولا براز ولا يستحم خمسة و عشرين سنة ويعذب نفسه ويحرم نفسه من كل لذات الدنيا من طعام وشراب ونساء ومع ذلك علي عقيدة فاسدة ومع ذلك إيه يصلي نارا حامية يبقي نصب وتعب ومع ذلك في الضياع " أكثر أهل الارض يعملون وينصبون يشتغلوا شغل من نار وفي النهاية شقاء في الدنيا والآخرة نعوذ بالله ولذلك هم عندهم حقد علي أهل الإسلام و عايزين يشقوهم كمان مثل ما هم في شقاء ."
ورجع برهامى للموضوع فتحدث عن النجوم مدخلا السامعين في متاهة تفسير السقم ومن المقصود فذكر أقوالا عدة حيث قال :
"فما ظنكم برب العالمين كيف تظنون بالله ظن السوء ووجود الأنداد والشركاء والآلهة من دونه
فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ) أراد إبراهيم أن يحتال بحيلة كي يصل لتكسير الأصنام وهم كان لهم عيد فنظر نظرة في السماء ثم قال لهم إني سقيم و ذلك من التعريض لكي يتركوه ولا يذهب معهم عيدهم كان لهم عيد يخرجون فيه إلي النزهة والفسحة فأراد إبراهيم ألا يخرج فقال إني سقيم وهذا معني وهناك معني آخر يعني سأسقم فما من أحد إلا يصيبه السقم "
وبرهامى هنا يخالف معنى الكلمات تماما فالله تحدث عن أن خطاب إبراهيم(ص) للنجوم وليس للناس ومع هذا يأتينى بكلام غريب عن العيد والكذب على الناس حتى لا يخرج معهم
وناقض تفسيره ألأول فجعل السقم هو الألم من اعتقاد القوم حيث قال:
"أواني سقيم منكم يعني قلبي متألم مما تعتقدون في الله عز وجل فقال إني سقيم تعريض في الكلام لكي يفروا عنهم ويتركوه ولا يذهب معهم العيد فتولوا عنه مدبرين أسرعوا إلي العيد اللهو واللعب أهم وتركوا الآلهة "
وهو تخريف تام وترك للآية التى تتحدث عن مخاطبة إبراهيم (ص) للنجوم وليس للناس فخطابه كان إثبات لخطأ معتقد القوم في النجوم هى الأخرى وهى أنها تشفى المرضى
وأكمل حيث قال :
" فراغ [ أسرع ] إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ) عندهم قرابين موضوعة سيدنا إبراهيم بيستهزئ بهم والا فهو يعلم أنها لا تجيب ولكن من غيظه منها ومن ضيقه منها أراد أن يستهزئ بها ويستخف فقال ألا تأكلون وهذا ليس صفة كمال في الحقيقة ولكن أن الذي لا يجيب لا ينطق ولا ينزه نفسه يقول لا أحتاج إلي الأكل لا يجب علي الإطلاق ما لكم لا تنطقون من شدة الغيظ يقول هذا الكلام وهو في الحقيقة كأنه يخاطب قومه في حواره مع هذه الآلهة التي لا تتكلم فراغ عليهم ضربا باليمين جعل يكسرها جميعا إلا كبيرا لهم صنما كبيرا تركه
فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون
عادوا من العيد مسرعين يسألون ما الخبر وجدوا الآلهة مكسرة إلا الصنم الكبير لم يفكروا قطعا أن الآلهة اختصمت أو ان الكبير غار لنفسه فكسر الصغار لم يتصورا ذلك يعلمون يقينا أنها أعجز لكن لابد من فاعل قادر كسر تلك الآلهة قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين رجال مباحثهم قالوا ) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ذكروا و بحثوا حتي وجدوا ما يبحثون عنه و كان فتي شابا صلي الله عليه و سلم ) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فكان هذا السؤال محير بالنسبة لهم ولم يكذب إبراهيم كذبا صريحا هذا كذب تعريض وليس كذبا صريحا ذلك أنه قال فأسألوهم إن كانوا ينطقون فإن كانوا ينطقون فقد فعلها كبيرهم وهم لا ينطقون فلم يفعله كبيرهم فهذا نوع من التعريض في الكلام )"
وهذا الكلام من إبراهيم(ص) هو كذب صريح أباحه الله لشرح وبيان المعتقدات الخاطئة فهناك صدق محرم وهناك كذب محرم فلم يبح الله الصدق كله ولا الكذب كله وإلا أصبحت حياتنا جحيما وما تصالح متخاصمين أبدا ولقتل وعذب كل المسلمين الذى يظهرون إسلامهم عند الأعداء
فقهائنا علمونا خطأ أن الصدق كله حلال وأن الكذب كله حرام مع أن الله حرم الصدق في النميمة فوصف النمام بالكفر حيث قال في الكفار" هماز مشاء بنميم" فالنميمة هى نقل أقوال قيلت بالفعل ولكن نقلها يحدث كراهية بل جرائم جرح وقتل وضرب كما حرم قول ما يؤذى الفرد من الأقوال الصادقة عن قصر أو طول أو عرج أو كتع ...
ورجع برهامى للموضوع حيث قال :
" فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فقال في الآية الأخري ) قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون وهذه الآية دليل علي خلق أفعال العباد وان الله عز وجل خلق الإنسان وخلق فعله فالله خالق كل صانع وصنعته فهو حديث حسن عن النبي والله خلقكم وما تعملون والتفسير الآخر خلقكم و خلق عملكم إن ما تكون مصدرية و علي دليل أي خلقكم والذي تعملون أي خلق الأصنام التي تعملونها فهو أيضا دليل علي خلق أفعال العباد لأن الصنم لا يسمي صنما إلا بالحجارة مع النحت فالحجر مخلوق لله عز وجل بلا منازعة لكن النحت الذي هومن صنع الإنسان هو الذي صار به الصنم صنم والله خلقكم وما تعملون تدل علي خلق الله لأفعال العباد جميعا لأن الله خلق مادة الشئ وخلق الصنعة التي بها صار صنما فالله خالق كل شئ سبحانه وتعالي قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم
صدر الحكم الجائر الظالم بلا تهمة دون تثبت التهمة ولكنهم يفهمون أنه يعارضهم ويخالفهم في عبادة الآلهة وتجد هذا سلوك الظلمة كل من يخالفه ولو لم يثبت عليه التهمة مستعد أن ينزل به أنواع العقاب واختاروا كلمة الجحيم فألقوه في الجحيم لأن النار المستعرة شديدة الإحراق وهم أصحاب الجحيم وهم أرادوا إلقاء إبراهيم في الجحيم فألقاهم الله في الجحيم ونجي إبراهيم"
ونلاحظ العبارة التالية" صدر الحكم الجائر الظالم بلا تهمة دون تثبت التهمة" فيقول أن حكم الكفار صدر بلا تهمة والتهمة أساسا موجودة وهى "أأنت فعلت هذا بآلهتنا " وأيضا" سمعنا فتى يذكرهم"
وقال أيضا:
"قالوا ابنوا له بنيانا كي يلقوه من خلاله و بنوا له ما يقذفونه من خلاله أن النار التي أوقدوها كانت نارا عظيمة جدا لا يستطيعون أن يقتربوا منها ليضعوا …فيها إبراهيم إنما يريدون أن يلقوه من بعد و بالفعل فعلوا ذلك وتركهم الله عز و جل بحكمته إلي أن أوقدوا النار و بنوا البنيان و بالفعل ألقوا إبراهيم واثناء إلقاه وهو في الطريق إلي النار حين ألقي والنار مازالت نارا قال إبراهيم حسبنا الله ونعم الوكيل كافينا الله ونعم ما يتوكل عليه كما قال ابن عباس رضي الله عنه حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين القي في النار و قالها محمد حين قال له الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فحسبنا الله ونعم الوكيل فحين ألقي إبراهيم في النار في الأثر الإسرائيلي إن جبريل آتاه وهو في الهواء فقال ألك حاجة فقال أما إليك فلا واما إلي الله فنعم هي معني واحسن الذي ورد في السنة الصحيحة أنه قال حسبنا الله ونعم الوكيل"
وحكاية قول حسبنا الله ونعم الوكيل لم ترد في قصة إبراهيم(ص) لا هى ولا الحكايات المعروفة كحكايته مع جبريل(ص)وعدم ورودها يدل على عدم صحة كل الحكايات التى قيلت فيها
وتناول برهامى أن الفرج يأتى إبراهيم(ص) في اللحظات ألأخيرة حيث قال :
"فجاء الفرج من عند الله في اللحظة الأخيرة ضحي إبراهيم بنفسه وقبل أن يلقي في النار لكي يقول دعوة الحق ولكي يقول كلمة الحق ولا يكتم براءته من الشرك واهله واستخفافه بآلهة الباطل فكان الجزاء من الله عز و جل بلا واسطة لا واسطة ملك ولا واسطة ريح ولا واسطة مطر ولكن بكلامه سبحانه وتعالي قال عز و جل قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) "
تضحية إبراهيم(ص) بنفسه لا وجود لها في الآيات فالرجل تم جره للنار بالقوة وإنما التضحية أن يقوم هو بإلقاء نفسه في الناء ولكن القوم من ألقوه في النار كما قال سبحانه:
" فألقوه في الجحيم"
وقال متما كلامه :
"لن تنطفئ النار بل بقيت نارا لأن الله قال لها يا نار فظلت نارا لكن كانت بردا و سلاما وليس بردا فقط لأنه ربما تأذي من البرد ولكن وسلاما أنظر إلي الحب العظيم الذي أحب الله لإبراهيم ليخصه بكلامه عز وجل قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم لتكون آية عظيمة ما أحرقت إلا وثاقه الذي أوثق به ورآه الكفار في النار أياما طيبا يقال أنها خير أيامه كان يجد فيها أنواع النعيم وهم يتأملون الآية الكبري العظيمة فيما نجاه الله و في إبطال كيدهم وارادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين أمرهم ما نفذ قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم فما أنتصرت الآلهة ولم يحرق إبراهيم كلمتهم سفلي جعلهم الله الأسفلين في الدنيا بخزيهم و في الآخرة حين يكونون في طبقات الجحيم السفلي أرادوا به كيدا فكانت نجاة إبراهيم من الكيد بفضل الله وكذلك كل من سار علي نهج إبراهيم إذا أريد به الكيد يتوكل علي الله ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل فيصرف الله كيد الكائدين ويجعلهم الأسفلين واعداء الإسلام يكيدون للمسلمين فعليهم أن يتوكلوا علي الله لكي يدفعوا أذي المؤذين وكيد الكائدين وضرر الضارين والله سبحانه وتعالي وحده هو النافع الضار والله عز وجل الذي يمكر بالكافرين فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين لما ضحي إبراهيم لربه حفظه الله سبحانه وتعالي و ظل في النار أيام في نعيم حتي قال له فيما يذكر قال به أبوه نعم الرب ربك يا إبراهيم ومع هذا الأمر البين العجب أن هؤلاء القوم لم يؤمنوا و ظلوا علي كفرهم لم يؤمن بإبراهيم إلا سارة ولوط قال تعالي فآمن له لوط فهنا قرر إبراهيم الهجرة عندما أصروا على يكفرهم بعد الآيات و جادله النمرود كذلك في ربه واظهر الله إبراهيم بالحجة و كما أظهره بالمعجزة والكفر واستمرار عبادة غير الله فقرر إبراهيم أن يفارق "
والغلط هنا إيمان سارة فلم يذكر الله أحد آمن به سوى لوط من قومه كما قال سبحانه:
"فآمن له لوط"
وزوجته الأولى يبدو أنها لم تكن من قومه وإنما تزوجها من قوم آخرين بعدما أهلك الله كفار قومه جميعا كما حدث مع كل الأقوام السابقة عدا قوم يونس (ص)كما قال سبحانه:
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
وخرج برهامى عن ساق الموضوع حيث قال :
"وهكذا المؤمن إذا لم يجد ثمرة من دعوته إلي الله وارض الله واسعة وليبحث عن مكان آخر إذ لم يجد إستجابة واذا لم يجد سماع واذا تكرر إعراض الباطل ويكرر الدعوة مرة ومرة ومرة مرات عديدة فإذا أصر المبطلون فليرحل إلي مكان آخر الأرض واسعة والأرض القابلة للزراعة كثيرة فليوضع البذر الطيب في الأرض الطيبة هؤلاء قوم لم يقبلوا البذرة الطيبة بذرة العقيدة الصحيحة التي تثمر أعظم الخيرات ما قبلوها ولا رضوا بها فقال إني مهاجر إلي ربي إلي المكان الذي يأمره به ربه فيه إلي بيت المقدس حول فلسطين نسأل الله أن يردها إلي المسلمين "
وقال أيضا:
"قال سيهدين " سيهدين في الدنيا و في الآخرة وهداه الله إلي أكمل السبل و قال إني ذاهب إلي ربي سيهدين وتجد في هذا الشوق إلي الله عز وجل وتجد في طيات هذه الكلمات المنيرة مدي حب إبراهيم لربه و شوقه إليه وهاجر في سبيل الله وترك قومه فصار فردا صار واحدا فماذا يريد يريد أسرة صالحة يريد قوم يعاشرهم غير عشرة هؤلاء التي عشرتهم عذاب قال ربي هب لي من الصالحين
و قال وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين
الهبة من الله الولد هبة محضة الإنسان قد يأخذ بالأسباب ولكنه يعجز إبراهيم صلي الله عليه و سلم دعا بهذه الدعوة وتأخرت الإجابة إلي الكبر إلي أن ييأس الناس في العادة من أن يوجد لمثل هذا الرجل واذا قال الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل واسحاق رب هب لي من الصالحين هذا الدعاء لطلب الولد ليس لمجرد طلب الولد ليس بمجرد وجود الرغبة في الأبوة ولكن ليكون صالحا هذا هو النافع للإنسان أن الولد عندما لا يكون صالحا فهو ضرر علي الإنسان وربما كان عذابا كما قال في النافقين فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)) فربما كان الولد سبب في عذاب أبيه وامه إذا لم يكن صالحا ربي هب لي من الصالحين إذا تأخرت إجابة الدعاء لا نستعجل قد مضت سنوات قبل أن يستجاب لإبراهيم (ص) قد أجيبت الدعوة ولكن متي تحققت الإجابة قد تتأخر فلا تستعجل يستجاب للمرء ما لم يستعجل كما قال النبي (ص)ربي هب لي من الصالحين فلا تيأس من رحمة الله كما لم ييأس إبراهيم ص)إبراهيم كما ذكرنا في كل المواطن الفرج كان يأتي في اللحظة الأخيرة كما في شأن الولد أتي بعد أن يأس الناس كما ذكرنا في العادة من الولد ولم ييأس إبراهيم قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون كانت سارة وصلت إلي سن لا تجد فيها أمل هي أصلا عقيم و عجوز وابراهيم في هذا الموضع إنما ولده إسماعيل علي الصحيح بل الصواب من أقوال العلماء في سورة الصافات الولد هو اسماعيل الذبيح هو اسماعيل كما تدل عليه هذه السورة الكريمة لأن لما قبل إبراهيم أن يذبح ولده ونجح في هذا الإمتحان كافأه الله أن أعطاه ولد آخر وصحبة الصالحين فهي سعادة هذه الدنيا بل ومن سعادة الآخرة النبي يقول في آخر كلماته في هذه الدنيا اللهم الرفيق الأعلي وابراهيم (ص)يقول ربي هب لي حكما والحقني بالصالحين ان صحبة الصالحين سعادة وان صحبة الكفار والفاسقين عقوبة والنظر في وجوههم شقاء و عذاب أن يكون الإنسان مبتلي بفسقة وفجرة وكفرة ومنافقين والله إن كلامهم فقط حتي لو كان الإنسان يبغضهم لهو نوع من الألم والشقاء والتعب فضلا أن يكلف النظر في وجوههم كما قالت أم جريج لجريج اللهم لا تمته حتي ينظر في وجوه المومسات مع إنه ينظر لتبرئة نفسه جريج أضطر إلي النظر في وجه المومسة لكي يبرئ نفسه من التهمة الباطلة التي اتهمته بها وهي الزني ومع ذلك كان ذلك من دعوة أمه عليه
الإنسان يحب صحبة الصالحين هم القوم لا يشقي بهم جليسهم سيدنا إبراهيم يقول ربي هب لي من الصالحين والذي يريد الولد ينبغي أن يدعوا هذا الدعاء ربي هب لي من الصالحين " ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " لم يطلب زكريا أي ذرية وانما ذرية طيبة إنما يريد من يعبد الله سبحانه وتعالي
فبشرناه بغلام حليم كما ذكرنا الصحيح أنه إسماعيل أول ما رزق إبراهيم من الولد من أم ولده هاجر فبشرناه بغلام حليم والحلم هو عدم العجلة وهو صفة طيبة عظيمة و في السورة الأخري وبشرناه بغلام عليم وهذا إسحاق (ص) وكانت بشرت به سارة التي لم تنجب في صغرها وانما أنجبت بعد أن بلغت من الكبر ما بلغت وكان ذلك من آيات الله سبحانه وتعالي فبشرناه بغلام حليم وكان علي الكبر وهذا يكون أشد لحب الإنسان للولد لأنه أتاه بعد مدة طويلة و بعد إنتظار وكان ولد حليما صالحا وهذا أكثر حبا في قلب أبيه من غيره مطيع يلتزم بأوامر أبيه مباشرة كما قال في قصة بناء البيت إن الله أمرني بأمر قال فأفعل ما أمرك ربك من غير ما يستفسر يمتثل قال وتعينني قال واعينك قال فإنه أمرني أن أبني له بيتا فسبحان الله هناك الإمتثال التام هذا يجعل الولد أحب لأبيه
فلما بلغ معه السعي وهذه تجعله أشد حب ومنزلة في قلبه الطفل وهو صغير لسه ما بيحبوش بنفس الدرجة التي يحب بها الكبار لأنه لسه لم يتكلم معه لن ينفعه لم يتعامل معه المعاملة تجعل الطفل أحب إلي والده فإذا بلغ أينفعه فلما بلغ معه السعي سار يسعي معه وترجي إعانته
فلما بلغ معه السعي فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك جاء الإبتلاء و في صورة يمكن أن يدخل الشيطان منها وهي أنها لم تكن وحي مباشر أتاه جبريل مثلا وانما رأي في المنام ولكن رؤيا الأنبياء وحي وهذا وحي من الله عز وجل ولم يتشكك إبراهيم وانما تلطف في عرض الأمر علي ولده ليكون فعله صادر عن إقتناع"
الحديث هنا عن كون رؤية الأنبياء وحى ليس صحيحا لأن الوحى يكون صريحا كما في دخول المسلمين المسجد الحرام لو كان في المنام ولا يكون في صورة رموز وهنا الرؤيا فيها ذبح ومع هذا في الحقيقة لم يحدث الذبح ذبح إسماعيل (ص) فكيف تكون وحيا وهى لم تقع كما هى ؟
وقال :
"كما يقولون أو عن طواعية في الحقيقة لم يرد أن يذبحه مباشرة هو سينفذ الأمر سواء قبل الولد أم لم يقبل لكنه يريد أن يثاب الولد لذا قال يا بني جلس معه وخاطبه بهذه اللفظة يا بني يعني يا أبني الصغير يذكره بأني لم أنسي رابطة البنوة التي تربطه به أنا أبوك وانت أبني ومع ذلك إني أري في المنام أني أذبحك لكي لا يظن الابن أن ذلك ينافي الشفقة أو نسيان العلاقة لا ليس كذلك هو متذكر تماما أنه ابنه يتلطف معه لكي يصدر الأمر عن رضا وسماحة نفس النفس إذا أدت ما كلفت به عن سماحة وطيب نفس كان ذلك أزكي واكثر في الثواب ومقبولا عند الله الذي يستخرج الطاعة من بين أضراسه هذه طاعة ناقصة ولذلك الزكاة من أداها طيبة بها نفسه أجر عليها ومن أداها ونفسه تنازعه فهذا أنقص بلا شك واما الذي غلبته نفسه فهذا الذي ضيع الواجب فإبراهيم (ص)يعلمنا من خلال هذه الوسيلة التربوية الرائعة كيفية توجيه الأبناء "
وخرج عن سياق الموضوع حيث قال :
"ينبغي أن يكون بالمجالسة وبالملاطفة وبالنصيحة المباشرة وبأخذ الفترة المناسبة لكي يقع الأمر طواعية و كما أمرنا النبي صلي الله عليه و سلم في أمر العبادات قال : مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع فأمر أن يؤمر الطفل بالصلاة من غير عقوبة ثلاث سنوات متواصلة يتسأل في كل يوم خمس مرات قم فصلي قم فصلي " واذا دخل الأب البيت يسأل يقول أصلي الغلام كما كان النبي يفعل يوم دخل علي ميمونة و كان عندها ابن عباس فقال
اصلي الغلام يبقي هي أمرته و بعدين اللي جه سأل ثلاث سنين و بعد كده لواصر يبقي يضرب لكن قبل ذلك الأخذ طواعية لكي يتعود أن يفعل الطاعة من نفسه كرر الأمر ولا تيأس والمجالسة بين الأب وابنائه أمر مطلوب لأنه تجد الحوار هادئ لم يكن هذا إلا علي المجالسة تجد الناس تفر من أبنائها والعياذ بالله والدليل علي كده كتر القهاوي " القهاوي دلوقتي أكبر مشروع ناجح في زمنا والعياذ بالله الناس بتسيب البيت وتمشي كل الناس محتاجه تقعد مع عيالها لكن العيال مشغولين في الكورة والأتاري ده دول أحسن الأولاد أما الأولاد التانيين ونسأل الله العافية فالكل مشغول الناس كلها مشغولة " فمحتاج الأب يقعد مع أولاده يكلمهم"
وبعد كله هذا الكلام الخارج عن القصة رجع إليها فقال :
" يا بني إني اري في المنام أني أذبح فأنظر ماذا تري ؟ ما قلش أنظر ماذا أفعل لأنه سيفعل ولكن أنظر ماذا تري ؟ يعني أنظر ما تراه أنت ؟ و كان الجواب علي ما يرضي الأب الرحيم الشفيق . قال : يا أبت أفعل ما تؤمر ويا أبت فيها تعظيم وتوقير وتكريم لأبيه يا أبت أفعل ما تؤمر مع إن صيغة الأمر مش مناسبة في الخطاب ولكن بيأمره يعني أفعل ما أمرك به ربك لأنه يريده أن يسمع منه ذلك لأنه يريد أن يسمع منه أن يطلب منه ما أمره به ربه أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " مع إن صبره فعله هو ولكن علقه علي مشيئة الله دليل علي ان هذا الإبن الواعي يفهم قضية القضاء والقدر وان فعله لن يكون إلا بمشية الله وتوفيقه ستجدني إن شاء الله من الصابرين ولم يزكي نفسه وانما علقه علي مشيئة الله فهو يرجوا أن يكون صابرا وهو ان يصبر علي أمر الله والبلاء والألم المتوقع "
ورجع مرة أخرى للخروج عن الموضوع حيث قال :
و بعدين لوان الإنسان أمر بأن ينظر فقط إلي ولده المريض لكان ذلك مؤلما أم إسماعيل ما كانت تنظر إلي ولدها يتلوي من الجوع أنصرفت كراهية أن تنظر إليه فعلا الأم لما يبقي أبنها متألم تبقي عايزه تعمل أي حاجة والأب كذلك يتألم إنه يراه وهو يتألم تخيل لو حد بيقتل أبنك دي الطاقات الكامنة كلها تنفجر علشان ينقذ ابنه من القتل فضلا إنه هو يقتله بنفسه ممكن مثلا يقتله بحاجة من بعيد لا ده بيقتله بالذبح وهو بجانبه مباشرة فسبحان الله بلاء مبين لأن سيدنا إبراهيم ما كانش في حاجه في قلبه لغير الله فحب الولد حب عظيم وكثير من الناس من أجل الأموال والأولاد ربما باعوا أديانهم كل حاجه عشان العيال ويأكل الحرام عشان يبني للعيال مستقبل ويتعامل بالربا عشان العيال فحب الولد كان الإمتحان الأكيد في أن إبراهيم خالص لله سليم قلبه لله"
وقال مكملا القصة:
فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين " إستسلام لله وراحة واخذه إبراهيم ص)ليذبحه"
ونجد الكاتب يسير خلف الروايات الكاذبة حيث قال :
"وهذا كان في يوم الأضحي في أعظم الأيام في السنة وعلي ما يظهر في مكة المكرمة و ذلك أن قرني الكبش كانا معلقين في الكعبة فدل ذلك علي أن هذه الواقعة وقعت في مكة المكرمة "
فلا وجود للكبش وإنما نص القرآن" وفديناه بذبح عظيم"
والذبح العظيم لا يمكن أن يكون خروفا أى كبشا لأن أكبر الأنعام الجمل والبقرة ومن ثم فداه الله بأحدهما
وقال أيضا:
"فلما أسلما وتله للجبين سيدنا إبراهيم لم يؤمر أن ينظر إلي وجه ولده هذه اعظم مشقة فجعله علي وجهه كي يكون أيسر في الذبح لكي لا ينظر إلي ولده وهو يتألم و كلاهما مستسلم ووضعت السكين علي الجلد ليبدأ الذبح " أنظر متي يأتي الفرج ؟!! في اللحظة الأخيرة كل مواقف سيدنا إبراهيم يأتي الفرج في آخر لحظة سيدنا إسماعيل وهو يتلوي من العطش الفرج جاء أمتي بعد سبع أشواط بين الصفا والمروة و بعد ما نفد التمر والماء ثم يأتي الفرج في اللحظة الأخيرة الفرج دائما يأتي بعد شدة العسر ولذلك لا تيأسوا عباد الله الأمة سوف يأتيها الفرج من عند الله سبحانه وتعالي"
وهذا الكلام هو خروج عن السياق فلم يكن إبراهيم(ص) موجودا في حكاية السعى لأنهم كما في الحكاية تركهم ومشى
وقال أيضا:
"قال تعالي فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) هنا قد نفذت ما أمرت به و قد وقع ما أراد الله من الإمتحان يكفي هذا هنا كان النجاة لإبراهيم واسماعيل مع رفع الدرجات العالية إنا كذلك نجزي المحسنين إذا ليست خاصة بإبراهيم فقط بل هي لكل محسن أخلص لله وراقب الله سوف يجازي بنفس الطريقة إنا كذلك نجزي المحسنين كل من ضحي لله بشئ فالله سوف يخلفه خير منه أو يبقيه له و زياده كما بقيت نفس إسماعيل زيد له أخا نبيا بدلا من نبي واحد أصبحا نبيين إسماعيل واسحاق " و فداه الله بذبح عظيم "
إن هذا لهوا لبلاء المبين وفديناه بذبح عظيم إن هذا لهو البلاء البين الذي يظهر من خلاله الإيمان واليقين والتوكل والصبر والرضا و كمال الإنقياد لله عز وجل وفديناه بذبح عظيم بكبش نزل به جبريل و ذبحه إبراهيم فكان كرم من الله سبحانه وتعالي وهبة وعطاء وتشريع لهذه الشعيرة العظيمة شعيرة الأضحية "
وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم
فكل الأمم المتأخرة تسلم علي إبراهيم وتريد الإنتساب إليه وان أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا معه ونحن أولي الناس بإبراهيم إذ نحن علي ملته
ذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين"
وهكذا انتهت المحاضرة التى كان يجب أن تقتصر على موضوع الذبح وليس ذكر بعضا كثيرا من قصة إبراهيم(ص)والعيب الرئيسى فيها هو الخروج على سياق الموضوع

عاشق السهر
12-03-2024, 06:06 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

احساس
12-03-2024, 06:06 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

صمتي شموخي
12-03-2024, 06:06 PM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

مجنون بحبك
12-03-2024, 06:06 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

صمتى لغتى
12-03-2024, 06:06 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

احساس
12-03-2024, 06:06 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

ساكن الروح
12-03-2024, 06:06 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

مہلہك الہعہيہونے
01-28-2025, 09:54 PM
جزاك الله خير..