مشاهدة النسخة كاملة : أسباب جالبة لمحبة الله


حكاية ناي ♔
12-03-2024, 06:22 PM
الحمد لله، نحمده على ما هدى وكفى، ونشكره على ما أجزل وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فاتقوا الله وأطيعوه، واخشوه وراقبوه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



أيها الناس: خطبتي اليوم تذكير ببعض الأسباب التي ينال بها العبد محبة الله عز وجل، فأرعوني سمعكم، واعملوا بما تسمعون؛ فمن عمل بها على وفق ما أراد الله، نال بها محبة الله جل وعلا:

أولًا: أن يتقرب العبد لله جل وعلا بالنوافل، مع حرصه على الفرائض وحسن أدائها:

ففي الحديث الصحيح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال:... وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه...))، ومن حرص على نوافل الطاعات، نال بها محبة رب الأرض والسماوات، وجبر بالنوافل ما يحدث من نقص في الفرائض؛ كما في الحديث: ((أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامةً، وإن لم يكن أتمها، قال الله عز وجل لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته؟ ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك)).



ثانيًا: قراءة القرآن بتدبر من الأسباب الجالبة لمحبة الله؛ ففي الحديث أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استجلب محبة الله بتلاوة سورة واحدة تدبرها وأكثر من قراءتها، وهي سورة الإخلاص، فظل يرددها في صلاته، فلما سُئل عن ذلك قال: ((إنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه))؛ فاقرؤوا القرآن يا من أردتم محبة الله.



واجعلوا لأنفسكم وردًا يوميًّا من كتاب الله، لا تتركوه، مهما كان الأمر، وضاق الوقت.



ثالثًا: أن صاحب الخلق الحسن يحصل على كمال الإيمان ومحبة الرحمن: عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين أحسنهم خلقًا))، وفي الحديث الآخر: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا)).



فاحرصوا - رعاكم الله - على حسن الخلق، فبه تنالون محبة الله جل وعلا.

رابعًا: مجالسة الأخيار المتحابين في الله، والمتزاورين في الله، من الأسباب التي ينال بها العبد محبة الله؛ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه))؛ [رواه مسلم]، وفي الحديث الآخر: قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ)). خامسًا: من الأسباب الجالبة لمحبة الله خدمة الناس وإعانتهم وتفريج كربهم؛ ففي الحديث أن رجلًا قال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس...)).



نفعني الله وإياكم بما سمعنا، ورزقنا العمل بالأسباب الجالبة لمحبة الله، وجعلنا جميعًا ممن أحبه الله عز وجل، وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، فيا فوز المستغفرين!



الخطبة الثانية

الحمد لله السميع العليم، يعلم السر وأخفى، وهو بكل شيء عليم، والصلاة والسلام على سيد الأتقياء والمرسلين، صلى الله وسلم عليه صلاةً دائمةً ما تعاقب الليل والنهار؛ أما بعد:

عباد الله: من أعظم الأسباب الجالبة لمحبة الله أن يسير العبد على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعمل بسنته، وأن يحب ما يحبه صلى الله عليه وسلم، وأن يكره ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم؛ قال عز وجل: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].



أسأل الله أن يملأ قلوبنا جميعًا بخوفه وتقواه، وأن يثبتنا بالحق حتى نلقاه... اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا...



هذا، وصلوا وسلموا على الهادي البشير، والسراج المنير، كما أمركم بذلك العليم الخبير؛ فقال عز من قائل عليم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

صمتى لغتى
12-03-2024, 06:23 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

مجنون بحبك
12-03-2024, 06:23 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك

احساس
12-03-2024, 06:23 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

عاشق السهر
12-03-2024, 06:23 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

براءة العشق
12-03-2024, 06:23 PM
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته

احساس ناي
12-03-2024, 06:23 PM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

سنينى معاك
12-03-2024, 06:23 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن

الوافي
12-09-2024, 06:16 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير
واثابك ونفع بك

عاشق الليل
12-28-2024, 05:58 PM
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1065/1065810a8qyq0xxmk.gif



..




جزَآك آللَه خَيِرا
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله


http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14025248457.gif















http://forum.mn66.com/imgcache2/597844.gifhttp://forum.mn66.com/imgcache2/597844.gifhttp://forum.mn66.com/imgcache2/597844.gifhttp://forum.mn66.com/imgcache2/597844.gif

مہلہك الہعہيہونے
01-28-2025, 09:51 PM
جزاك الله خير..