عطيه الدماطى
12-23-2024, 03:14 PM
الأبْنَة في الإسلام
الأبنة في الفقه والعرف مرض يصيب المستقيم والإست وقد قال الفقهاء فيه كلام لا يعقل عندما قالوا في تعريفه بالموسوعة الفقهية:
"نَوْعٌ مِنَ الأْمْرَاضِ الَّتِي تَحْدُثُ فِي بَاطِنِ الدُّبُرِ يَجْعَل صَاحِبَهُ يَشْتَهِي أَنْ يُفْعَل بِهِ الْفِعْل الْمُحَرَّمُ، وَهُوَ فِعْل قَوْمِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ."
وبالبحث عن هذا المرض في الكتب الطبية الحديثة لا وجود لهذا المرض بالصفة التى وصفها به الفقهاء وأقرب مرض في الطب الحالى هو :
مرض الحكة الشرجية وهو مرض له أسباب متعددة كالالتهابات والفطريات والديدان خاصة الديدان الدبوسية وله علاجات مختلفة وهو لا يتسبب فيما قاله الفقهاء من طلب النكاح في الدبر
وأما في كتب الطب التراثية فقد بين ابن سينا أن سبب المرض هو تعود الرجل على أن يفعل به الرجال الفاحشة حيث قال فى كتاب القانون :
"فصل في الأبنة :
الأبنة في الحقيقة علة تحدث لمن اعتاد أن تطأه الرجال وبه شهوة كثيرة وهمية ومني كثير غير متحرك وقلبه ضعيف وانتشاره ضعيف في الأصل أو قد ضعف الان فكان قد اعتاد الجماع فهو يشتهيه ولا يقدر عليه أو يقدر عليه قدرة واهية فهو يشتهي أن يرى مجامعة تجري بين إثنين .
وأقربه ما كان معه فحينئذ تتحرك شهوته فإما أن ينزل إذا جومع أو ينهض معه قوة عضوه فيتمكن من قضاء شهوته .
ففريق منهم إنما تنهض شهوته وتتحرَك إذا جومع وحينئذ يشغله لذة الإنزال بفعل منه لذلك أو بغير فعل وفريق إذا عوملوا بذلك لم ينزلوا حينئذ بل يمكن أن يعاملوا غيرهم ."
واعتبره ابن سينا مرض وهمى والمقصود أنه لا يحدث إلا بسبب من الإنسان وهو فعل الفاحشة فى الدبر من الرجال وليس مرض بأسباب من المخلوقات الأخرى حيث قال :
"وهو بالجملة من سقوط النفس وخبث الطبع ورداءة العادة والمزاج الأنثوي وربما كانت أعضاؤهم أجمل من أعضاء الذكران .
واعلم أن جميع ما يقال غير هذا باطل .
وأجهل الناس من يريد أن يعالجهم بعلاج وإنما مرضهم وهمي لا طبعي"
وضعف ابن سينا قول البعض بأن السبب هو العصب الحساس فى الشعبة الدقيقة حيث قال :
"فإن نفعهم علاج فيما يكسر الشهوة من الغموم والجوع والسهر والحبس والضرب وقال بعضهم أن سبب الابنة هو أن العصب الحساس الذي يأتي القضيب يتشعب بأولئك شعبتين تتصل دقيقتهما بأصل القضيب والغليظة تنحو نحو الكمرة فتحتاج الدقيقة إلى حك شديد حتى يحس فيتحرك على الإنسان وحينئذ يتأتى له المعاملة وهذا شيء كالعبيد .
والأول هو المعتمد عليه .
وقد سمع من قوم كان لهم من العلم حظ وفي الصناعة الخبيثة مدخل وتصادفت حكايات جماعة منهم على ما ذكر ..ج4ص319
وتناول محمد بن زكريا الرازى فى رسالة الأبنة سبب المرض مرجعا إياه إلى غلبة المنى الأنثوى على الذكرى والذى يتسبب فى حدوث خلقة تتسبب فى الرغبة المذكورة :
"وممَّا أغفله الأوائل: القول في الأُبنة، وسببها، وعلاجها، فإني لم أجد إلى وقْتي هذا لأحد كلامًا تامًّا مُستقصى، بل لم نجد لها عند أكثرِهم ذكرًا، إلا رجُلاً واحدًا، فإنَّه كتب كتابًا في هذا المعنى ووسَمه بـ "الدَّاء الخفي"، ثمَّ لم يأْتِ بسببٍ مُستقل، وعلَّة كافية، ولا مداواة ولا علاج نافع، وأنا قائلٌ في هذا باختِصار، وبِمقدار ما أراه كافيًا - إن شاء الله تعالى"
وقال :
ويحدث عن مثل هذه الخلْقة أن تكون الدَّغدغة والحركة الكائنة عن تَهييج المنيِّ لها بكمِّيَّة في ناحية المعاء المستقيم من خلف، لا من ناحية الثنَّة والعانة؛ لأنَّ ميْل أوعية المنيِّ والبيضتين بالطَّبع إلى هناك؛ ولذلِك قلَّما يوجد مأبون عظيم الخُصَى متسبِّلها، بل يوجد بالضِّدِّ من ذلك، فيكون صغير البيضتَين، متغاصَّة منجذِبة إلى فوق، غائرة في الأرشين في الأمْر الأكثر، وانسيال الخُصَى، وعظم جلْدة البيضتَين وسعتها دليلٌ على عدم الأُبنة لا يخطئ، ويتبعه في الأمر الأكثر عظم القضيب، كما يتبع الأبنة صِغره."
وقد وصف ابن البيطار علاجا للمرض وهو حرق جلد ضبع يسمى ضبع عرجاء حيث قال فى كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية فى ضبع عرجاء :
"وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها إذا أحرق وسحق بزيت ودهن به دبر المأبون أذهب الأبنة عنه"ج1ص452
ومن المتعلقات بالمعلومات عن المرض اتهام الشيعة عمر بن الخطاب بناء على اشاعة أشاعها نعمة الله الجزائرى أحد علمائهم أن السيوطى ذكر فى مدونة أو حاشيته على كتاب القاموس أن عمر كان أحد خمسة أو ستة مصابون به فى الجاهلية وبتعبيرهم الأخر :
أنه كان يتداوى من الدودة بماء الرجال
والمدافعون عن عمر قالوا أنه لا يوجد كتاب بهذا الاسم فى كتب السيوطى ولا يوجد فى أى كتاب من كتب السنة رواية عن هذا وقالوا أن أصل الفرية وهى الكذبة رواية فى أحد كتب التفسير الشيعية وهو :
تفسير العياشى حيث قال :
" عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد الله قال:
"دخل رجل على أبي عبد الله فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين الله سماه به ولم يسم به أحد غيره فرضى به إلا كان منكوحًا وان لم يكن به ابتلى به...""
والرواية ليس فيها ذكر عمر صراحة وإنما ضمنا لأنه أول من قيل له أمير المؤمنين كما تقول كتب الروايات والتاريخ
والبعض منهم يستدل برواية وردت في طبقات ابن سعد الذي روى قول عمر : "ما بقيَ فيَّ شيء من أمر الجاهلية إلا أني لست أبالي إلى أيّ الناس نكحت، وأيّهم أنكحت"! (راجع الطبقات الكبرى ج3 ص289"
الغريب العجيب هو فهم النكاح على أنه ارتكاب الفاحشة بينما القول ظاهر معنى وهو :
لست أبالى من أى الناس تزوجت وأيهم زوجت
والمعنى أن كل الناس عنده سواء في الزواج سواء تزوج هو أو زوج أولاده لا فرق أن يزوج عبدا أو حرا صاحب غنى أو فقر صاحب نسب معروف أو غير معروف ....
والمعنى الوهمى الذى قاله الفقهاء صدقه عامة الناس ومن ثم تجد الأجيال تربت على قول كلمة :
" هة بتأكلك خلى أحد يبردها لك "
وقد أبدع الفقهاء فيما اخترعوا من أحكام وهى كما تقول الموسوعة الفقهية :
"مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
3 - يَتَكَلَّمُ الْفُقَهَاءُ عَنِ الأْبْنَةِ فِي الاِقْتِدَاءِ فِي بَابِ صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ (بُطْلاَنُ الاِقْتِدَاءِ) ، وَفِي الْخِيَارِ (خِيَارُ النَّقِيصَةِ) وَفِي الْقَذْفِ ، وَفِي اللِّوَاطَةِ الْوَارِدِ ذِكْرُهَا فِي كِتَابِ الْحُدُودِ."
وأول الأحكام هو :
حرمان المريض بالداء من الإمامة وهو أمر غريب فالمريض لن يعرف أحد بمرضه هذا لأن الناس يجعلون اظهار مرض مثل هذا عيب ومن ثم يخفونه عن غيرهم والمرض بتعريف الفقهاء لا يمكن لمن يصلون معه معرفته لأن من يمارس الفاحشة فى المجتمع المسلم يتخفى عند ممارسته لها ومعروف أنهم يمارسونها فى الأماكن الخربة وأحيانا القبور المبنية المفتوحة حتى لا يشاهدهم أحد خوفا من العقاب أو الفضيحة
وثانيها هو:
خيار النقيصة والمقصود به :
أن العبد المصاب بداء الأبنة للمشترى أن يرده باعتبار أن المرض عيب فيه يستوجب أن يشتريه بثمن أنقص من الثمن المعروض بسبب هذا العيب
ويسمى الفقهاء هذا :
خيار العيب
وثالثها :
اعتبار من وصف غيره بأنه مأبون قاذف باعتبار المرض سبة لأن من يصاب حسب زعم الفقهاء هم :
الشاذين وبلفظ أخر من يمارسون الفاحشة مع بعضهم
والحقيقة:
أنه مرض عادى وليس له علاقة بارتكاب الفاحشة ولكن الفقهاء هنا يحكمون حسب استخدام الناس للكلمة
ورابعها :
قتل المصاب بالمرض ممن يمارسون الفاحشة باعتباره لوطى والتسمية اللواطة ولوطى تسمية مغلوطة حيث ينسبون إلى الطاهر لوط (ص) جريمة لم يرتكبها أبدا " اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"وإنما ارتكبها قومه
الجريمة هى الفاحشة وهى :
زنى الرجال ببعضهم البعض وعقابها ليس قتل الفاعل والمفعول به كما تقول الروايات الكاذبة وإنما العقاب هو :
إيذاء الاثنين بمعنى :
جلدهما مائة جلدة
ودليل حياتهما أنهما يتوبون ومن ثم يجب على المسلمين الاعراض عنهما وهو الكف عن ضربهم وهو جلدهم كما قال سبحانه :
"وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16)"
والمقصود جملة :
" فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا"
الأبنة في الفقه والعرف مرض يصيب المستقيم والإست وقد قال الفقهاء فيه كلام لا يعقل عندما قالوا في تعريفه بالموسوعة الفقهية:
"نَوْعٌ مِنَ الأْمْرَاضِ الَّتِي تَحْدُثُ فِي بَاطِنِ الدُّبُرِ يَجْعَل صَاحِبَهُ يَشْتَهِي أَنْ يُفْعَل بِهِ الْفِعْل الْمُحَرَّمُ، وَهُوَ فِعْل قَوْمِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ."
وبالبحث عن هذا المرض في الكتب الطبية الحديثة لا وجود لهذا المرض بالصفة التى وصفها به الفقهاء وأقرب مرض في الطب الحالى هو :
مرض الحكة الشرجية وهو مرض له أسباب متعددة كالالتهابات والفطريات والديدان خاصة الديدان الدبوسية وله علاجات مختلفة وهو لا يتسبب فيما قاله الفقهاء من طلب النكاح في الدبر
وأما في كتب الطب التراثية فقد بين ابن سينا أن سبب المرض هو تعود الرجل على أن يفعل به الرجال الفاحشة حيث قال فى كتاب القانون :
"فصل في الأبنة :
الأبنة في الحقيقة علة تحدث لمن اعتاد أن تطأه الرجال وبه شهوة كثيرة وهمية ومني كثير غير متحرك وقلبه ضعيف وانتشاره ضعيف في الأصل أو قد ضعف الان فكان قد اعتاد الجماع فهو يشتهيه ولا يقدر عليه أو يقدر عليه قدرة واهية فهو يشتهي أن يرى مجامعة تجري بين إثنين .
وأقربه ما كان معه فحينئذ تتحرك شهوته فإما أن ينزل إذا جومع أو ينهض معه قوة عضوه فيتمكن من قضاء شهوته .
ففريق منهم إنما تنهض شهوته وتتحرَك إذا جومع وحينئذ يشغله لذة الإنزال بفعل منه لذلك أو بغير فعل وفريق إذا عوملوا بذلك لم ينزلوا حينئذ بل يمكن أن يعاملوا غيرهم ."
واعتبره ابن سينا مرض وهمى والمقصود أنه لا يحدث إلا بسبب من الإنسان وهو فعل الفاحشة فى الدبر من الرجال وليس مرض بأسباب من المخلوقات الأخرى حيث قال :
"وهو بالجملة من سقوط النفس وخبث الطبع ورداءة العادة والمزاج الأنثوي وربما كانت أعضاؤهم أجمل من أعضاء الذكران .
واعلم أن جميع ما يقال غير هذا باطل .
وأجهل الناس من يريد أن يعالجهم بعلاج وإنما مرضهم وهمي لا طبعي"
وضعف ابن سينا قول البعض بأن السبب هو العصب الحساس فى الشعبة الدقيقة حيث قال :
"فإن نفعهم علاج فيما يكسر الشهوة من الغموم والجوع والسهر والحبس والضرب وقال بعضهم أن سبب الابنة هو أن العصب الحساس الذي يأتي القضيب يتشعب بأولئك شعبتين تتصل دقيقتهما بأصل القضيب والغليظة تنحو نحو الكمرة فتحتاج الدقيقة إلى حك شديد حتى يحس فيتحرك على الإنسان وحينئذ يتأتى له المعاملة وهذا شيء كالعبيد .
والأول هو المعتمد عليه .
وقد سمع من قوم كان لهم من العلم حظ وفي الصناعة الخبيثة مدخل وتصادفت حكايات جماعة منهم على ما ذكر ..ج4ص319
وتناول محمد بن زكريا الرازى فى رسالة الأبنة سبب المرض مرجعا إياه إلى غلبة المنى الأنثوى على الذكرى والذى يتسبب فى حدوث خلقة تتسبب فى الرغبة المذكورة :
"وممَّا أغفله الأوائل: القول في الأُبنة، وسببها، وعلاجها، فإني لم أجد إلى وقْتي هذا لأحد كلامًا تامًّا مُستقصى، بل لم نجد لها عند أكثرِهم ذكرًا، إلا رجُلاً واحدًا، فإنَّه كتب كتابًا في هذا المعنى ووسَمه بـ "الدَّاء الخفي"، ثمَّ لم يأْتِ بسببٍ مُستقل، وعلَّة كافية، ولا مداواة ولا علاج نافع، وأنا قائلٌ في هذا باختِصار، وبِمقدار ما أراه كافيًا - إن شاء الله تعالى"
وقال :
ويحدث عن مثل هذه الخلْقة أن تكون الدَّغدغة والحركة الكائنة عن تَهييج المنيِّ لها بكمِّيَّة في ناحية المعاء المستقيم من خلف، لا من ناحية الثنَّة والعانة؛ لأنَّ ميْل أوعية المنيِّ والبيضتين بالطَّبع إلى هناك؛ ولذلِك قلَّما يوجد مأبون عظيم الخُصَى متسبِّلها، بل يوجد بالضِّدِّ من ذلك، فيكون صغير البيضتَين، متغاصَّة منجذِبة إلى فوق، غائرة في الأرشين في الأمْر الأكثر، وانسيال الخُصَى، وعظم جلْدة البيضتَين وسعتها دليلٌ على عدم الأُبنة لا يخطئ، ويتبعه في الأمر الأكثر عظم القضيب، كما يتبع الأبنة صِغره."
وقد وصف ابن البيطار علاجا للمرض وهو حرق جلد ضبع يسمى ضبع عرجاء حيث قال فى كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية فى ضبع عرجاء :
"وزعم بعض الأطباء أن الجلد الذي يكون حول خاصرتها إذا أحرق وسحق بزيت ودهن به دبر المأبون أذهب الأبنة عنه"ج1ص452
ومن المتعلقات بالمعلومات عن المرض اتهام الشيعة عمر بن الخطاب بناء على اشاعة أشاعها نعمة الله الجزائرى أحد علمائهم أن السيوطى ذكر فى مدونة أو حاشيته على كتاب القاموس أن عمر كان أحد خمسة أو ستة مصابون به فى الجاهلية وبتعبيرهم الأخر :
أنه كان يتداوى من الدودة بماء الرجال
والمدافعون عن عمر قالوا أنه لا يوجد كتاب بهذا الاسم فى كتب السيوطى ولا يوجد فى أى كتاب من كتب السنة رواية عن هذا وقالوا أن أصل الفرية وهى الكذبة رواية فى أحد كتب التفسير الشيعية وهو :
تفسير العياشى حيث قال :
" عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد الله قال:
"دخل رجل على أبي عبد الله فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين الله سماه به ولم يسم به أحد غيره فرضى به إلا كان منكوحًا وان لم يكن به ابتلى به...""
والرواية ليس فيها ذكر عمر صراحة وإنما ضمنا لأنه أول من قيل له أمير المؤمنين كما تقول كتب الروايات والتاريخ
والبعض منهم يستدل برواية وردت في طبقات ابن سعد الذي روى قول عمر : "ما بقيَ فيَّ شيء من أمر الجاهلية إلا أني لست أبالي إلى أيّ الناس نكحت، وأيّهم أنكحت"! (راجع الطبقات الكبرى ج3 ص289"
الغريب العجيب هو فهم النكاح على أنه ارتكاب الفاحشة بينما القول ظاهر معنى وهو :
لست أبالى من أى الناس تزوجت وأيهم زوجت
والمعنى أن كل الناس عنده سواء في الزواج سواء تزوج هو أو زوج أولاده لا فرق أن يزوج عبدا أو حرا صاحب غنى أو فقر صاحب نسب معروف أو غير معروف ....
والمعنى الوهمى الذى قاله الفقهاء صدقه عامة الناس ومن ثم تجد الأجيال تربت على قول كلمة :
" هة بتأكلك خلى أحد يبردها لك "
وقد أبدع الفقهاء فيما اخترعوا من أحكام وهى كما تقول الموسوعة الفقهية :
"مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
3 - يَتَكَلَّمُ الْفُقَهَاءُ عَنِ الأْبْنَةِ فِي الاِقْتِدَاءِ فِي بَابِ صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ (بُطْلاَنُ الاِقْتِدَاءِ) ، وَفِي الْخِيَارِ (خِيَارُ النَّقِيصَةِ) وَفِي الْقَذْفِ ، وَفِي اللِّوَاطَةِ الْوَارِدِ ذِكْرُهَا فِي كِتَابِ الْحُدُودِ."
وأول الأحكام هو :
حرمان المريض بالداء من الإمامة وهو أمر غريب فالمريض لن يعرف أحد بمرضه هذا لأن الناس يجعلون اظهار مرض مثل هذا عيب ومن ثم يخفونه عن غيرهم والمرض بتعريف الفقهاء لا يمكن لمن يصلون معه معرفته لأن من يمارس الفاحشة فى المجتمع المسلم يتخفى عند ممارسته لها ومعروف أنهم يمارسونها فى الأماكن الخربة وأحيانا القبور المبنية المفتوحة حتى لا يشاهدهم أحد خوفا من العقاب أو الفضيحة
وثانيها هو:
خيار النقيصة والمقصود به :
أن العبد المصاب بداء الأبنة للمشترى أن يرده باعتبار أن المرض عيب فيه يستوجب أن يشتريه بثمن أنقص من الثمن المعروض بسبب هذا العيب
ويسمى الفقهاء هذا :
خيار العيب
وثالثها :
اعتبار من وصف غيره بأنه مأبون قاذف باعتبار المرض سبة لأن من يصاب حسب زعم الفقهاء هم :
الشاذين وبلفظ أخر من يمارسون الفاحشة مع بعضهم
والحقيقة:
أنه مرض عادى وليس له علاقة بارتكاب الفاحشة ولكن الفقهاء هنا يحكمون حسب استخدام الناس للكلمة
ورابعها :
قتل المصاب بالمرض ممن يمارسون الفاحشة باعتباره لوطى والتسمية اللواطة ولوطى تسمية مغلوطة حيث ينسبون إلى الطاهر لوط (ص) جريمة لم يرتكبها أبدا " اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"وإنما ارتكبها قومه
الجريمة هى الفاحشة وهى :
زنى الرجال ببعضهم البعض وعقابها ليس قتل الفاعل والمفعول به كما تقول الروايات الكاذبة وإنما العقاب هو :
إيذاء الاثنين بمعنى :
جلدهما مائة جلدة
ودليل حياتهما أنهما يتوبون ومن ثم يجب على المسلمين الاعراض عنهما وهو الكف عن ضربهم وهو جلدهم كما قال سبحانه :
"وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16)"
والمقصود جملة :
" فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا"