عطيه الدماطى
01-04-2025, 02:21 PM
الإرجاف فى الإسلام
كلمات جذر رفق فى كتاب الله قليلة الذكر ومواضع ذكر تلك الكلمات هى :
المرجفون في المدينة:
أخبر الله نبيه (ص)أن المنافقين وقد فسرهم بأنهم الذين فى قلوبهم مرض وفسرهم بأنهم المرجفون فى المدينة والمقصود المشيعون الاضطراب وبلفظ أخر المزلزلون أمن القرية إن لم ينتهوا والمقصود إن لم يرتدعوا عن أفعالهم سوف يغريه الله عليهم والمقصود سوف يسلطه عليهم والمقصود يعطيه سلطة قتلهم فلا يجاورونه فيها إلا قليلا والمقصود فلا يحيون فى المدينة معه سوى وقت قليل وبعد ذلك هم ملعونين أين ما ثقفوا والمقصود معذبين أين وجدوا وعذابهم هو أخذهم وهو قتلهم تقتيلا والمقصود القضاء عليهم قضاء مبرما وهذا هو عذاب المنافقين وهذه سنة وهى حكم الله فيهم ولن تجد لسنة الله تبديلا والمقصود ولن تلق لحكم الله تحويلا وبلفظ أخر تبديلا
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "
هلاك ثمود بالرجفة :
أخبرنا الله أن ثمود أخذتهم الرجفة والمقصود أماتتهم الصيحة وهى نفسها الزلزلة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين والمقصود فأصبحوا فى بلدهم راقدين دون حركة موتى فتولى عنهم والمقصود فابتعد عنهم صالح(ص)قائلا:
يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى والمقصود لقد عرفتكم أحكام خالقى ونصحت لكم والمقصود ووعظتكم ولكن لا تحبون الناصحين والمقصود ولكن لا تودون الذين يبلغون الحق لكم .
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين"
هلاك قوم شعيب (ص) بالرجفة :
أخبرنا الله أن قوم شعيب(ص)أخذتهم الرجفة والمقصود أماتتهم الصيحة وبلفظ أخر أهلكتهم الزلزلة فأصبحوا فى دارهم جاثمين والمقصود فكانوا فى قريتهم هالكين
والذين كذبوا شعيبا والمقصود الذين عصوا رسالة شعيب(ص)كأن لم يغنوا فيها والمقصود كأن لم يحيوا فى الدنيا والذين كذبوا شعيبا والمقصود أن الذين كفروا برسالة شعيب(ص) كانوا هم الخاسرين والمقصود الهالكين وبلفظ أخر المعذبين
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين"
هلاك مدين بالرجفة :
أخبرنا الله أنه أرسل لمدين أخاهم وهو صديقهم شعيبا (ص) حيث قال :
يا قوم اعبدوا الله والمقصود اتبعوا وحى الله وارجوا اليوم الآخر والمقصود واستعدوا بالطاعات ليوم القيامة ولا تعثوا فى الأرض مفسدين والمقصود ولا تسيروا فى البلاد بغير وحى الله
ولكن القوم كذبوه والمقصود كفروا برسالته فأخذتهم الرجفة والمقصود فأفنتهم الزلزلة وبألفاظ أخرى فأهلكهم عذاب يوم الظلة فأصبحوا فى دارهم جاثمين والمقصود فكانوا فى أرضهم موتى
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ولا تعثوا فى الأرض مفسدين فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين "
أخذ الرجفة للسبعين رجلا من بنى إسرائيل:
أخبرنا الله أن موسى(ص)اختار من قومه والمقصود اصطفى من جماعته سبعين رجلا لميقات الله وهو الموعد الذى عينه الله لهم لما طلب الناس رؤية الله عيانا فكانت النتيجة أن أخذتهم الرجفة والمقصود أماتتهم الزلزلة وهى الصيحة فقال موسى (ص):
رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياى والمقصود خالقى لو أردت أفنيتهم من قبل بسبب العجل وأنا بطلبى الرؤية أتهلكنا بما فعل السفهاء والمقصود أتميتنا بالذى طلب المجانين ؟
وقال :
إن هى إلا فتنتك والمقصود إن هو إلا اختبارك تضل به من تشاء وتهدى من تشاء والمقصود تعاقب بالعصيان فى الاختبار من يسقط وترحم بطاعتك فى الاختبار من يتبعك أنت ولينا والمقصود ناصرنا فاغفر لنا والمقصود ارحمنا بعفوك وأنت خير الغافرين والمقصود وأنت أحسن الراحمين المفيدين لنا
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هى إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين"
رجف الأرض والجبال في القيامة :
أمر الله رسوله (ص)أن يذره والمقصود يدعه يتعامل مع المكذبين أولى النعمة وهم الكافرين أصحاب المال من غير أن يطلب الرأفة بهم وأمره أن يمهلهم قليلا والمقصود أن يتركهم يستمرون فى كفرهم وقتا قصيرا
وأخبره أن لديه والمقصود عنده فى الآخرة أنكالا وهى السلاسل وجحيما وهى النيران المحرقة وطعاما ذا غصة والمقصود أكلا صاحب ايلام للكافر وكل هذا من ضمن العذاب الأليم وهو العقاب المستمر وهو يحدق يوم ترجف الأرض والجبال والمقصود يوم تزلزل الأرض والرواسى وبألفاظ أخرى تتحرك الأرض والجبال من أماكنها فتكون الجبال كثيبا مهيلا والمقصود وكانت الرواسى غبارا هشا
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا "
رجف الراجفة في القيامة:
أخبرنا الله أن البعث زجرة واحدة والمقصود أن الحياة ترجع للناس عن طريق نفخة والمقصود نداء واحد فإذا هم بالساهرة وهى مكان الحشر حيث يتواجد الناس قبل دخول الجنة والنار
يحلف الله بالنازعات غرقا والمقصود جماعات المجاهدين التاركات ثباتها في المكان وبالناشطات نشطا والمقصود جماعات المجاهدين المستعدة للسير إلى أرض المعركة وبالسابحات سبحا وهى جماعات المجاهدين المتحركات لميدان الجهاد وبالسابقات سبقا وهى جماعات المجاهدين المقتربة اقترابا من مكان تواجد المعتدين وبالمدبرات أمرا وهى جماعات المجاهدين المنفذات كيفية قتال العدو
والله يخلف على أن يوم ترجف الراجفة والمقصود يوم تتحرك بواطن الأرض وبألفاظ أخرى يوم تتزلزل الأرض تتبعها الرادفة والمقصود تليها التابعة وهى السماء وساعتها تكون قلوب واجفة والمقصود نفوس مفزوعة أبصارها خاشعة والمقصود أنظارها ذليلة.
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة "
وقد استعمل أهل الفقه لفظ الارجاف بمعناه فى الآية الأولى وهو :
احداث الفوضى فى المجتمع بالوقيعة بين الناس
ومن الكلمات المشابهة فى المعنى للارجاف الكلمات التالية التى ذكرتها الموسوعة الفقهية :
"أ - التخذيل:
2 - التخذيل هو: تثبيط الناس عن الغزو، وتزهيدهم في الخروج إليه، كقوله: الوقت حر شديد، المشقة شديدة، ونحو ذلك، وعلى هذا فإن في التخذيل منع الناس من النهوض للقتال، والإرجاف نشر الاضطراب أخبرنا المسلمين. فالإرجاف أعم من التخذيل .
ب - الإشاعة:
3 - الإشاعة: لغة الإظهار، واصطلاحا: نشر الأخبار التي ينبغي سترها، لشين الناس. ومنه الحديث: أيما رجل أشاع على رجل عورة ليشينه بها. . "
وقد تناولت الموسوعة حكم الارجاف وهو كونه حرام وأن عقابه هو القتل حيث قالت :
"الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
4 - الإرجاف حرام، وتركه واجب لما فيه من الإضرار بالمسلمين، وفاعله يستحق التعزير قال تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} .
قال القرطبي: لنغرينك بهم: لأسلطنك عليهم فتستأصلهم بالقتل .
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا من المنافقين يثبطون الناس عنه في غزوة تبوك، فبعث إليهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه، وأمرهم أن يحرقوا عليهم البيت، ففعل طلحة ذلك.
5 - ولا يجوز للأمير أن يستصحب معه إلى الجهاد مرجفا، وإن كان الأمير هو أحد المرجفين لم يستحب الخروج معه للجهاد ، لقوله تعالى {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة} .
ولو خرج مرجف مع الجيش لا يسهم له في الغنيمة، ولا يرضخ له منها "
بالطبع الارجاف وهو الوقيعة بين الناس لنشر الخوف والرعب هو من ضمن أحكام حد الحرابة والمقصود حرب الله وهى :
الافساد فى البلاد بأى صورة من الصور
والعقاب فى حكم الله هو القتل بطرق مختلفة ذكرتها آية المحاربة وهى :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم"
وأما حكاية خروج المرجف مع المجاهدين أو كون الأمير هو المرجف فهى تتعارض مع طبيعة النفاق فالمنافقون يقعدون عن الجهاد خوفا من قتلهم فى المعارك ولو خرجوا دون إرادتهم اخفاء لنفاقهم لن يقاتلوا العدو إلا لحظات ثم يختفون حرصا على حياتهم كما قال سبحانه عنهم :
" ذرنا نكن مع القاعدين "
وقال أيضا:
"يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوكم إلا قليلا"
كلمات جذر رفق فى كتاب الله قليلة الذكر ومواضع ذكر تلك الكلمات هى :
المرجفون في المدينة:
أخبر الله نبيه (ص)أن المنافقين وقد فسرهم بأنهم الذين فى قلوبهم مرض وفسرهم بأنهم المرجفون فى المدينة والمقصود المشيعون الاضطراب وبلفظ أخر المزلزلون أمن القرية إن لم ينتهوا والمقصود إن لم يرتدعوا عن أفعالهم سوف يغريه الله عليهم والمقصود سوف يسلطه عليهم والمقصود يعطيه سلطة قتلهم فلا يجاورونه فيها إلا قليلا والمقصود فلا يحيون فى المدينة معه سوى وقت قليل وبعد ذلك هم ملعونين أين ما ثقفوا والمقصود معذبين أين وجدوا وعذابهم هو أخذهم وهو قتلهم تقتيلا والمقصود القضاء عليهم قضاء مبرما وهذا هو عذاب المنافقين وهذه سنة وهى حكم الله فيهم ولن تجد لسنة الله تبديلا والمقصود ولن تلق لحكم الله تحويلا وبلفظ أخر تبديلا
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "
هلاك ثمود بالرجفة :
أخبرنا الله أن ثمود أخذتهم الرجفة والمقصود أماتتهم الصيحة وهى نفسها الزلزلة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين والمقصود فأصبحوا فى بلدهم راقدين دون حركة موتى فتولى عنهم والمقصود فابتعد عنهم صالح(ص)قائلا:
يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى والمقصود لقد عرفتكم أحكام خالقى ونصحت لكم والمقصود ووعظتكم ولكن لا تحبون الناصحين والمقصود ولكن لا تودون الذين يبلغون الحق لكم .
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين"
هلاك قوم شعيب (ص) بالرجفة :
أخبرنا الله أن قوم شعيب(ص)أخذتهم الرجفة والمقصود أماتتهم الصيحة وبلفظ أخر أهلكتهم الزلزلة فأصبحوا فى دارهم جاثمين والمقصود فكانوا فى قريتهم هالكين
والذين كذبوا شعيبا والمقصود الذين عصوا رسالة شعيب(ص)كأن لم يغنوا فيها والمقصود كأن لم يحيوا فى الدنيا والذين كذبوا شعيبا والمقصود أن الذين كفروا برسالة شعيب(ص) كانوا هم الخاسرين والمقصود الهالكين وبلفظ أخر المعذبين
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين"
هلاك مدين بالرجفة :
أخبرنا الله أنه أرسل لمدين أخاهم وهو صديقهم شعيبا (ص) حيث قال :
يا قوم اعبدوا الله والمقصود اتبعوا وحى الله وارجوا اليوم الآخر والمقصود واستعدوا بالطاعات ليوم القيامة ولا تعثوا فى الأرض مفسدين والمقصود ولا تسيروا فى البلاد بغير وحى الله
ولكن القوم كذبوه والمقصود كفروا برسالته فأخذتهم الرجفة والمقصود فأفنتهم الزلزلة وبألفاظ أخرى فأهلكهم عذاب يوم الظلة فأصبحوا فى دارهم جاثمين والمقصود فكانوا فى أرضهم موتى
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ولا تعثوا فى الأرض مفسدين فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين "
أخذ الرجفة للسبعين رجلا من بنى إسرائيل:
أخبرنا الله أن موسى(ص)اختار من قومه والمقصود اصطفى من جماعته سبعين رجلا لميقات الله وهو الموعد الذى عينه الله لهم لما طلب الناس رؤية الله عيانا فكانت النتيجة أن أخذتهم الرجفة والمقصود أماتتهم الزلزلة وهى الصيحة فقال موسى (ص):
رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياى والمقصود خالقى لو أردت أفنيتهم من قبل بسبب العجل وأنا بطلبى الرؤية أتهلكنا بما فعل السفهاء والمقصود أتميتنا بالذى طلب المجانين ؟
وقال :
إن هى إلا فتنتك والمقصود إن هو إلا اختبارك تضل به من تشاء وتهدى من تشاء والمقصود تعاقب بالعصيان فى الاختبار من يسقط وترحم بطاعتك فى الاختبار من يتبعك أنت ولينا والمقصود ناصرنا فاغفر لنا والمقصود ارحمنا بعفوك وأنت خير الغافرين والمقصود وأنت أحسن الراحمين المفيدين لنا
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هى إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين"
رجف الأرض والجبال في القيامة :
أمر الله رسوله (ص)أن يذره والمقصود يدعه يتعامل مع المكذبين أولى النعمة وهم الكافرين أصحاب المال من غير أن يطلب الرأفة بهم وأمره أن يمهلهم قليلا والمقصود أن يتركهم يستمرون فى كفرهم وقتا قصيرا
وأخبره أن لديه والمقصود عنده فى الآخرة أنكالا وهى السلاسل وجحيما وهى النيران المحرقة وطعاما ذا غصة والمقصود أكلا صاحب ايلام للكافر وكل هذا من ضمن العذاب الأليم وهو العقاب المستمر وهو يحدق يوم ترجف الأرض والجبال والمقصود يوم تزلزل الأرض والرواسى وبألفاظ أخرى تتحرك الأرض والجبال من أماكنها فتكون الجبال كثيبا مهيلا والمقصود وكانت الرواسى غبارا هشا
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"وذرنى والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا "
رجف الراجفة في القيامة:
أخبرنا الله أن البعث زجرة واحدة والمقصود أن الحياة ترجع للناس عن طريق نفخة والمقصود نداء واحد فإذا هم بالساهرة وهى مكان الحشر حيث يتواجد الناس قبل دخول الجنة والنار
يحلف الله بالنازعات غرقا والمقصود جماعات المجاهدين التاركات ثباتها في المكان وبالناشطات نشطا والمقصود جماعات المجاهدين المستعدة للسير إلى أرض المعركة وبالسابحات سبحا وهى جماعات المجاهدين المتحركات لميدان الجهاد وبالسابقات سبقا وهى جماعات المجاهدين المقتربة اقترابا من مكان تواجد المعتدين وبالمدبرات أمرا وهى جماعات المجاهدين المنفذات كيفية قتال العدو
والله يخلف على أن يوم ترجف الراجفة والمقصود يوم تتحرك بواطن الأرض وبألفاظ أخرى يوم تتزلزل الأرض تتبعها الرادفة والمقصود تليها التابعة وهى السماء وساعتها تكون قلوب واجفة والمقصود نفوس مفزوعة أبصارها خاشعة والمقصود أنظارها ذليلة.
وفى هذا المعنى قال سبحانه :
"والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة "
وقد استعمل أهل الفقه لفظ الارجاف بمعناه فى الآية الأولى وهو :
احداث الفوضى فى المجتمع بالوقيعة بين الناس
ومن الكلمات المشابهة فى المعنى للارجاف الكلمات التالية التى ذكرتها الموسوعة الفقهية :
"أ - التخذيل:
2 - التخذيل هو: تثبيط الناس عن الغزو، وتزهيدهم في الخروج إليه، كقوله: الوقت حر شديد، المشقة شديدة، ونحو ذلك، وعلى هذا فإن في التخذيل منع الناس من النهوض للقتال، والإرجاف نشر الاضطراب أخبرنا المسلمين. فالإرجاف أعم من التخذيل .
ب - الإشاعة:
3 - الإشاعة: لغة الإظهار، واصطلاحا: نشر الأخبار التي ينبغي سترها، لشين الناس. ومنه الحديث: أيما رجل أشاع على رجل عورة ليشينه بها. . "
وقد تناولت الموسوعة حكم الارجاف وهو كونه حرام وأن عقابه هو القتل حيث قالت :
"الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
4 - الإرجاف حرام، وتركه واجب لما فيه من الإضرار بالمسلمين، وفاعله يستحق التعزير قال تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} .
قال القرطبي: لنغرينك بهم: لأسلطنك عليهم فتستأصلهم بالقتل .
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا من المنافقين يثبطون الناس عنه في غزوة تبوك، فبعث إليهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه، وأمرهم أن يحرقوا عليهم البيت، ففعل طلحة ذلك.
5 - ولا يجوز للأمير أن يستصحب معه إلى الجهاد مرجفا، وإن كان الأمير هو أحد المرجفين لم يستحب الخروج معه للجهاد ، لقوله تعالى {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة} .
ولو خرج مرجف مع الجيش لا يسهم له في الغنيمة، ولا يرضخ له منها "
بالطبع الارجاف وهو الوقيعة بين الناس لنشر الخوف والرعب هو من ضمن أحكام حد الحرابة والمقصود حرب الله وهى :
الافساد فى البلاد بأى صورة من الصور
والعقاب فى حكم الله هو القتل بطرق مختلفة ذكرتها آية المحاربة وهى :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم"
وأما حكاية خروج المرجف مع المجاهدين أو كون الأمير هو المرجف فهى تتعارض مع طبيعة النفاق فالمنافقون يقعدون عن الجهاد خوفا من قتلهم فى المعارك ولو خرجوا دون إرادتهم اخفاء لنفاقهم لن يقاتلوا العدو إلا لحظات ثم يختفون حرصا على حياتهم كما قال سبحانه عنهم :
" ذرنا نكن مع القاعدين "
وقال أيضا:
"يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسئلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوكم إلا قليلا"