قسوة الرجل مع المرأة لها دوافع عديدة جميعها يتعلق بشكل العلاقة بين
الرجل والمرأة، والتفاصيل الدقيقة التي تحدث بينهما، وكيفية التصرف في
المواقف المختلفة التي تتعلق بها، وقسوة الرجل قد تكون في رد فعله
تجاه أنثاه، أو في خوفه وغيرته عليها أحياناً، وقد تكون أي شيء إلا أن
تكون حباً.
هل تعتبر قسوة الرجل حب؟
قسوة الرجل حب، سؤال لا يحتمل إلا الإجابة بـ لا، لأن الحب والقسوة لا يجتمعان
في قلب محب يحب حباً سوياً، حب يصل للطرف الآخر بطرقه الطبيعية المألوفة،
وهي الحنان والإهتمام والصدق والإخلاص، فحنان الرجل على أنثاه هو الحب،
وإهتمامه بها هو الحب، وإخلاصه لها هو منتهى منتهى الحب، فمن يحب
يقدر ويحترم ويحنو ويهتم ولا يقسوا أبداً، يحب من أعماق قلبه.
أحياناً قد يبرر الرجل قسوته على أنثاه في بعض الأمور، بخوفه وغيرته عليها،
ولذلك يقسو ويتجبر ويتحكم ويتسلط باسم الحب، والحقيقة أن ذلك ليس حباً.
أسباب قسوة الرجل على المرأة
لقسوة الرجل على المرأة أسباب عديدة، والحقيقة أن أغلبها يتعلق بصميم
العلاقة بينهما، ومن ذلك، تبعية المرأة له لأي سبب، وعدم وجود ذات مستقلة
لها، وتأكد الرجل من عدم قدرتها على تحمل المسؤولية بمفردها، كما أن
قسوة الرجل في بعض الأحيان تكون ناتجة عن إعتبار المرأة الرجل محور حياتها.
ومن أسباب قسوة الرجل أيضاً، مبالغة المرأة في حنانها عليه، وثقتها المفرطة
فيه، وأيضاً، تنازلها في كل صغيرة وكبيرة في العلاقة، وهي أمور أكد على
أثرها السلبي خبراء العلاقات الزوجية والأسرية.
وأخيراً، لا تعتبر قسوة الرجل مع أنثاه حب، لأنه توجد علاقة عكسية بين القسوة
والحب، إذ أنه كلما زادت القسوة، قل الحب، فكم من حب ملأ القلب والوجدان،
وتلاشى مع القسوة، ففي كل فعل فيه قسوة يموت فيه قدر من الحب حتى
يصل إلى مثواه الأخير، والحب عندما يموت لا يعود أبداً للحياة.