فائدة:
قال علي بن الموفق
: حججت نيفًا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي
، ولأبوي
. وبقيت حجة فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم
، فقلت
: اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل منه حجته فقد وهبت له هذه الحجة
، ليكون ثوابها له
. قال
: فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي - عز وجل - في المنام
، فقال لي
: يا علي بن الموفق علي تتسخى
؟ قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم وأضعاف ذلك
، وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه
، وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة[1].
وعن العباس بن يوسف الشكلي
، قال
: سمعت علي بن الموفق يقول
: حججت سنة من السنين في محمل فرأيت رجالة فأحببت المشي معهم
، فنزلت وأقعدت واحدًا في محملي ومشيت معهم
، فعدلنا عن الطريق فنمنا فرأيت في منامي جواري معهن طسوت ذهب وأباريق فضة يغسلن أرجل المشاة
، فبقيت أنا
، فقالت إحداهن لصاحبتها
: ليس هذا منهم
، هذا له محمل
. فقالت
: بل هو منهم لأنه أحب المشي معهم
. فغسلن رجلي فذهب عني كل تعب كنت أجده[2].
فائدة:
قال أحمد بن أبي الورد
: إن ولي الله إذا زاد ثلاثة أشياء زاد منها ثلاثة أشياء
؛ إذا زاد جاهه زاد تواضعه
، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه
، وإذا زاد عمره زاد اجتهاده[3].
فائدة:
قال إبراهيم الخواص
: علم العبد بأن الخلق مسلطون مأمورون يزيل عنه خوفهم
، ويقيم في قلبه خوف المسلط لهم
.
وكان يقول دواء القلب خمسة
: قراءة القرآن بالتدبر
، وخلاء البطن
، وقيام الليل
، والتضرع عند السحر
، ومجالسة الصالحين
.
فائدة:
سمعت أبا يعقوب الزيات وقال لمريد
: تحفظ القرآن
؟ فقال
: لا فقال
: واغوثاه بالله
؛ مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها
، فبم يتنغم
، فبم يترنم
، فبم يناجي ربه
، أما علمت أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم ومن غيرهم[4].
وكان ابن الفرغاني يقول
: ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام ولا أخلاق الجاهلية
، ولا أحلام ذوي المروءة
.
فائدة:
محفوظ بن محمود
: كان يقول
: من أبصر محاسن نفسه ابتلي بمساوئ الناس
، ومن أبصر عيوب نفسه سلم من رؤية مساوئ الناس
، ومن ظن بمسلم فتنة فهو المفتون
. وكان يقول
: أكثر الناس خيرًا
؛ أسلمهم صدرًا للمسلمين
. وقال
: لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك
. وقال بعضهم
: أحسن الناس حالاً من أسقط عن نفسه رؤية الخلق وكان صادقًا في الخلوات
؛ لسره راعيًا
، واعتمد في جميع أحواله على من كان له كافيًا[5].
فائدة:
يقول أبو بكر الكتاني
: الشهوة زمام الشيطان
؛ من أخذ بزمامه كان عبده
.
قال بعض السلف
: إن الله يرزق العبد حلاوة ذكره فإن فرح به وشكره آنسه بقربه
، وإن قصر في الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلبه حلاوته به
.
سئل بعض السلف
: ما خير ما أعطي العبد؟ قال
: فراغ القلب عما لا يعنيه ليتفرغ إلى ما يعنيه
. وكان يقول
: أفضل أعمال العباد حفظ أوقاتهم وهو أن لا يقصروا في أمره ولا يتجاوزوا عن حده
. وقال
: العارف من جعل قلبه لمولاه وجسده لخلقه
. وقال
: أفضل ما يلقى به العبد ربه نصيحة من قلبه وتوبة من ذنوبه[6].
فائدة:
قال رجل لعمر بن عبد العزيز
: جزاك الله عن الإسلام خيرًا
. قال
: لا بل جزى الله الإسلام عني خيرًا[7].
عن ابن عمر
: تعلم عمر البقرة في ثنتي عشرة سنة فلما تعلمها نحر جزورًا[8].
المصدر: مجمع الفوائد