بصرك أمانة ونعمة
من فوائد غض البصر
"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "النور30
"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ....."النور31
ذكر ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان (1/47)ثلاث فوائد عظيمة الخطر، جليلة القدر في غضِّ البصر:
إحداها: حلاوةُ الإيمان ولذتُه، التي هي أحلى وأطيب وألذُّ مما صرف بصرَه عنه وتركَه لله تعالى فإن من ترك شيئا لله عوَّضه الله عز وجل خيرًا منه، والنفس مولَعة بحبِّ النظر إلى الصُّور الجميلةِ، والعين رائد القلب. فيبعث رائده لنظر ما هناك، فإذا أخبره بحسنِ المنظور إليه وجماله، تحرك اشتياقا إليه، وكثيرا ما يَتعب ويُتعب رسولَه ورائده كما قيل:
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا ... لِقلبكَ يَوْماً أتْعَبَتْكَ المنَاظِرُ
رَأَيْتَ الَّذِى لا كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌ ... عَلَيْه وَلا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابرُ
الفائدة الثانية : نور القلب وصحة الفراسة.
الفائدة الثالثة: قوُّة القلب وثباتُه وشجاعتُه، فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة، كما أعطاه بنوره سلطان الحجة، فيجمع له بين السلطانين، ويهرب الشيطان منه .اهـ المراد.
وهذه نصيحة ذهبية للرجال والنساء في الحث على غضِّ البصر والحرص على سلامته .
وهذا عام سواء كان النظر في صورة أو غير صورة وقد عمَّت البلوى وانتشر وسائل نظر الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال وانفتاح ذلك حتى إن النساء تنظر إلى صورة الذي يحاضر على الشاشة وكأنه عندهن .
وهذا مخالف لقول الله تعالى"قُلْ لِلمُؤْمِنِينَ يغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهْمِ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أزْكَى لَهُمْ إنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يصْنَعُونَ" [النور: 30].وبعدها قال "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ"الآية.
فاحفظ بصرك فإنه نعمة من الله قال الله تعالى ممتنًّا على عباده "أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ".
ولا يكون الميزان حال الأكثرية من الناس فقد قال تعالى "وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".
الميزان هو الدليل قال تعالى " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ".
•—•أم عبدالله بنت الشيخ مقبل الوادعي•—•
•—* حفظها الله تعالى *—•
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|