قد تبكي على لحظاتك الأخيرة ..
وتدوس كل آهاتك... كأنك مغيب...
أشبه بالخريف إذا سلم نفسه للسقوط...ورضي أن يبقى معرضا للخدش ...
يبقى ساعيا نحو الفناء الأبدي...يمزقه العتاب كلما شكى
يبعثره الجنون إذا حاول أن يلملم شعاث روحه الممتلئة بالضيق
تتنكر له كل الفضاءات...
ويأبى أن يخضع لماضيه المزركش بخيانة الحروف...
يشكل من ملامحه صورة لخياله المسموم ...
لقلقه الكاتم على إيحاءاته الصفراء ...
تداعبه الهزائم كلما حاول الهرب ..
يهرول مع الوقت بساعاته بدقائقه اللاهثة نحو الرحيل ...
يلف روحه صمت يكاد ينفجر من بين ظلاله السمراء ..
التي يخفي خلفها وجعه المزمن ... ماضيه الملوث بالصراعات..
قد تلد بين لحظة وأخرى كلماته اليتيمة ... سطوره المتشحة بالضباب ...
وكأن آيات أوجاعه تتلى في مآتم الأحزان .. ومعابد النساك ...
سيظل مبللا بالأسى .. يريق دماء الأيام ...
ويستبيح أحلام السماء ... حتى يعانق الأرض ...
تجردتْ كل لياليه من وهج النجوم ...
تعرتْ أماسيه الحمراء من كرنفالات الجنون ...
يعانقُ العراء وحيدا بصمته الشاحب ..
لم يكن يعي حجم الضياع المندس بين أركان وجوده ..
خصيلاته البيضاء باتت تنذر بالغياب
فالمبتدأ المرفوع على قامته ينادي الخبر الذي نصب أمامه .
تعثر كل أمل يرتجيه ...
حتى ميعاده مع القلم بات مهددا بالشرود القاتل..
تنقرض الحروف من ساحات نثره ..
تتجاهله لغة خواطره .. حتى أنكره الحرف والقلم معا ...
فأشبه بالمجهول وسط أقرانه !!!
غائبا رغم حضور روحه بينهم ..
كالحروف المتساقطة من صفحة كتاب يقرئه ...
وكأن قيامة الأشياء قامت من حوله...
ويسرقه الحزن الذي أدمن عليه قلبه دهرا!
حولكَ عالم يكتسي حلة الضياع
يرتدي بردة الصمت كلما شعر بقشعريرة البكاء
نظرات تلوثت في زحمة الطريق
وغادرت بك بعيدا ...
كي تحصد من حقول الذكريات ألما صغيرا
يناغي جروح الوقت
ويستلذ الصمت
حين نطق البياض عن صفاء الحلم
ويتغلغل الهدوء خلايا السحر المهاجر
فما زال سقوط الحروف مستمرا
فهناك الكثير من الفواصل ،
الكثير من النقاط التي تعلن نهاية الطريق ..