حديث: أعطوه حيث بلغ السوط
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير حُضْر فرسِه، فأجرى الفرس حتى قام ثم رمى بسوطه، فقال: ((أَعطُوه حيث بلغ السوطُ))؛ رواه أبوداود، وفيه ضعف.
المفردات:
الزبير: هو ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعُزَّى بن قُصي بن كِلاب الأسدي، أبو عبدالله، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمَّتِه صفية بنت عبدالمطلب وأحد العشرة المبشرين بالجنة، شهِد بدرًا وما بعدها، وهاجر الهجرتين وصلى للقِبلتين، وهو أول مَن سلَّ سيفًا في سبيل الله، وعندما أسلم كان عمُّه يعلِّقه في حصير ويدخن عليه بالنار؛ ليرجع عن دين الإسلام، فيقول الزبير: لا أكفر أبدًا، وقد قتله عمرو بن جرموز المجاشعي غدرًا بوادي السباع سنة 36 هـ، وهو ابن سبع أو ست وستين سنة رضي الله عنه، وفي قتله تقول زوجته:
غدر ابنُ جرموزٍ بفارسَ بهمة
يومَ الهياجِ وكان غيرَ معردِ
يا عمرُو لو نبَّهته لوجدتَهُ
لا طائشًا رعش الجنانِ ولا اليدِ
ثكِلَتْكَ أمُّك إن قتلتَ لَمسلمًا
حلَّت عليكَ عقوبةُ المتعمِّدِ
حُضر فرسه؛ أي: مقدار عَدْو فرسه، والحُضر والإحضار هو ارتفاع الفرس في عَدْوِه، ويقال: احتضر الفرس إذا عدا.
رمى بسوطه؛ أي: قذف بالمقرعة التي كانت بيده.
حيث بلغ السوط؛ أي: إلى المكان الذي وصل إليه السوط عند رميه.
وفيه؛ أي: وفي هذا الحديث.
البحث:
هذا الحديث عند أبي داود من رواية عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن ابن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، وعبدالله هذا هو المشهور بعبدالله بن عمر المُكبَّر، وأخوه عُبَيدالله بن عمر بن حفص، هو المشهور بالمُصغَّر، ولا شك في توثيق عبيدالله، أما عبدالله، فقد نُقِل عن أحمد أنه كان يزيد في الأسانيد ويخالف، وتركه يحيى بن سعيد، ونُقل عن علي بن المديني تضعيفه، وقال صالح جزرة: لين مختلط الحديث، وقال النسائي: ضعيف الحديث، وقال الترمذي في العلل الكبير عن البخاري: ذاهب، لا أروي عنه شيئًا، وقال البخاري في التاريخ: كان يحيى ين سعيد يضعِّفه، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، والله أعلم.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|