حديث: أليس هذا أوسط أيام التشريق؟
عن سراء بنت نبهان رضي الله عنها قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس فقال: أليس هذا أوسط أيام التشريق؟ الحديث. رواه أبو داود بإسناد حسن.
المفردات:
سراء بنت نبهان: هي بفتح السين وتشديد الراء الممدودة. ووالدها نبهان بفتح النون وسكون الباء. وهي غنوية. وكانت ربة بيت في الجاهلية. وذكرها ابن سعد في الطبقات في تسمية غرائب نساء العرب المسلمات المهاجرات المبايعات رضي الله عنهن وقد روى عنها ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي وساكنة بنت الجعد الغنوية.
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي قام فينا خطيبًا صلى الله عليه وسلم.
يوم الرؤوس: هو اليوم الذي يلي يوم النحر فهو الحادي عشر من ذي الحجة. قال الحافظ في الفتح: تنبيه: لستة أيام من ذي الحجة أسماء: الثامن يوم التروية، والتاسع: عرفة، والعاشر النحر، والحادي عشر القر، والثاني عشر النفر الأول، والثالث عشر النفر الثاني. اهـ، ويقال يوم الرؤوس لثاني أيام النحر أيضًا.
أيام التشريق: أي أيام تقديد اللحم وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة وقد يلحق بها يوم النحر فيدخل في جملة أيام التشريق.
البحث:
قال أبو داود: حدثنا محمد بن بشار ثنا أبو عاصم ثنا ربيعة بن عبد الرحمن بن حصن حدثتني جدتي سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس فقال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: أليس أوسط أيام التشريق؟ قال أبو داود: وكذلك قال عم أبي حرة الرقاشي أنه خطب أوسط أيام التشريق. اهـ. وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم عن ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي قال: حدثتني جدتي سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في اليوم الذي يدعون "الرؤوس" الذي يلي يوم النحر: أي يوم هذا قالوا: الله ورسوله أعلم قال: هذا أوسط أيام التشريق. قال: أتدرون أي بلد هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا المشعر الحرام. ثم قال: لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام بعضكم على بعض كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا فليبلغ أدناكم أقصاكم حتى تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم. قالت: ثم خرج إلى المدينة فلم يمكث إلا أيامًا حتى مات. صلوات الله عليه ورحمته وبركاته.
هذا وإذا كانت أيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة فإن أوسط أيام التشريق هو الثاني عشر، ورواية حديث سراء بنت نبهان عن ابن سعد تنص على أن يوم الرؤوس هو اليوم الذي يلي يوم النحر وهو أول أيام التشريق وقد ذكر الصنعاني في سبل السلام أن يوم الرؤوس ثاني يوم النحر بالاتفاق اهـ، فيحمل قوله صلى الله عليه وسلم عن يوم الرؤوس: أوسط أيام التشريق. على معنى أنه أفضلها أو يحمل على إلحاق يوم النحر بها، فيكون اليوم الثاني من أيام النحر هو أوسطها لا على سبيل التحديد بل التقريب لأن الثاني لا يكون وسط الأربعة إلا بمعنى أنه داخل في جملتها. وقد يفهم من كلام للحافظ ابن حجر في الفتح على أن يوم الرؤوس هو اليوم الذي يلي يوم النحر أو الذي يليه يعني الحادي عشر أو الثاني عشر. واستنبط ذلك من ترجمة البخاري في باب الخطبة أيام منى إذ قال الحافظ رحمه الله: فلعل المصنف أشار إلى ما ورد في بعض طرق الحديث كما عند أحمد من طريق أبي حرة الرقاشي عن عمه فقال: كنت آخذًا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس، فذكر نحو حديث أبي بكرة، فقوله في أوسط أيام التشريق يدل أيضًا على وقوع ذلك أيضًا في اليوم الثاني أو الثالث. اهـ. والله أعلم.
ما يفيده الحديث:
1- مشروعية الخطبة في أوسط أيام التشريق.
2- استحباب نشر العلم والحرص على ذلك وبخاصة في موسم الحج.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|