الأنواع الرائدة مهمة لتطور النظام البيئي، لأن الأرض لا يمكن أن تتحول إلى تربة بدون عمليات الحياة للأنواع الرائدة، هذا هو السبب في أن الأشنات تعد من الأنواع الرائدة المفيدة عندما تستعمر الأشنات الصخور العارية، فإنها تفرز الأحماض التي تكسر الصخور ببطء، ونظرًا لأن الأشنات لا تحتاج إلى التربة نفسها، فهي قادرة على استعمار هذه المناطق العارية وبدء عملية تكوين التربة.
عندما تبدأ الأشنات والميكروبات والطحالب في الاستعمار، يبدأ جزء صغير من المادة العضوية بالتشكل مع موت هذه الكائنات، وتشكل هذه المادة المبكرة أساس التربة، حيث يمكن أن تبدأ البذور التي تهب عليها الرياح في الترسخ.
وعلى مدى فترة زمنية قد تستغرق سنوات أو عقودًا أو أكثر تهاجر الكائنات الحية إلى المنطقة المتغيرة، وستعمل الأنواع الرائدة المبكرة كغذاء ومأوى وموارد للأنواع الجديدة.
مع مرور الوقت تميل الأنواع التي تدخل النظام البيئي المتغير إلى أن تكون من الأنواع الأكبر، فالأشنة تفسح المجال للطحالب والتي تجلب العشب والذي بدوره يمكن أن يخلق تربة للشجيرات والأشجار الكبيرة.
بمجرد أن يتغير الموطن الأساسي من أحد الصخور المغطاة بالأشنات إلى الحشائش، يمكن للحشرات والفقاريات الكبيرة أن تسكن المنطقة، سوف ينتقل النحل والدبابير والذباب الملقح إلى الداخل وكذلك الأفاعي والفئران والطيور، وسيستمر استبدال الكائنات الحية طالما أن الموارد متاحة لدعم كل نوع جديد من الكائنات الحية.