إن كنت من مُحبي اقتناء النباتات المنزلية أو زراعة أزهار دوار الشمس، فمن المؤكد أنك لاحظت انحناء الأوراق النباتية دائمًا باتجاه الضوء، ولكن هل تسائلت يومًا عن سر هذه الظاهرة؟
في الحقيقة، يُعد اتجاه الأوراق النباتية فى اتجاه الضوء ظاهرة طبيعية يقوم بها النبات نتيجة انجاذبه نحو مؤثر خارجي وهو الضوء، وتُعرف هذه الظاهرة علميًا بـاسم الاستجابة النباتية (Plant response)، وتنقسم الإستجابة النباتية إلى نوعين:
الاستجابة السلبية: وبها يُعبر النبات عن رفضه للمؤثر الخارجي عن طريق الإنتحاء والنمو بعيدًا عن المؤثر وتُعرف بـ (negative response)،
الاستجابة الايجابية: وبها يُعبر النبات عن استجابته للمؤثر الخارجي عن طريق الإنتحاء والنمو باتجاه المؤثر وتُعرف بـ (positive response).
ولتوضيح الفرق بين كلا النوعين دعنا ننظر إلى تصرف كلًا من الساق والجذر تحت تأثير الجاذبية الأرضية، فنجد أن كلًا منهما يُبدي استجابة مختلفة لهذا المؤثر، فتُبدي الجذور استجابة إيجابية بالإتجاه نحو الجاذبية، بينما تُبدي السيقان استجابة سلبية.
ولا تقتصر الاستجابة النباتية على الأوراق فقط، وإنما تشمل الجذور والسيقان والأوراق وكذلك الأزرهار، وتعرف عملية استجابة النبات ناحية المؤثر الخارجي بعملية الانتحاء (Tropism)، ويتأثر النبات بعدد من المؤثرات الخارجية مثل الضوء أو المياه أو الجاذبية الأرضية، وللتعبير عن حدوث انتحاء بواسطة مؤثر عن طريق استخدام مصطلح علمي صحيح، ماعليك سوى اضافة المقطع العلمي الخاص بالمؤثر إلى مقطع (Tropism).
فعلى سبيل المثال، انجذاب الجذور النباتية فى اتجاه المياه يُعرف بالانتحاء المائي (Hydrotropism)، وبالنظر إلى كلمة Hydrotropism، نجدها مكونة من مقطعين:
Hydro وتعني المياه.
Tropism وتعني الإنتحاء.
فيمكن إدراك المؤثر المُسبب للإنتحاء بالنظر إلى المقطع الأول من الكلمة، وعلى نفس السياق نجد كلمة Phototropism، ومن النظرة الأولى يمككنا معرفة أن المؤثر الأساسي للإنتحاء هنا هو الضوء، والمدلُول عليه بواسطة المقطع Photo ويعني ضوئي.