من النبوءات المحمدية .. اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين
أخبرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قتالاً عظيمًا سيقع بين فئتين كبيرتَين من المسلمين، كل منهما يظن أنه على حق.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة))[1].
وقد حدث ما تنبَّأ به نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر تمامًا؛ حيث وقع قتالٌ عظيم بين فئتين من المسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه.
قال ابن حجر:
"وقوله ((دعواهما واحدة))؛ أي: دينُهما واحد؛ لأنَّ كلاًّ منهما كان يتسمَّى بالإسلام، أو المراد أن كلاًّ منهما كان يدعي أنه المُحقُّ، وذلك أن عليًّا كان إذ ذاك إمام المسلمين وأفضلهم يومئذٍ باتفاق أهل السنَّة؛ ولأن أهل الحل والعقد بايَعوه بعد قتل عثمان، وتخلَّف عن بيعته معاويةُ في أهل الشام، ثم خرَج طلحة والزبير ومعهما عائشة إلى العراق فدعوا الناس إلى طلب قتلة عثمان؛ لأنَّ الكثير منهم انضمُّوا إلى عسكر علي، فخرَج عليٌّ إليهم فراسَلوه في ذلك، فأبى أن يدفعهم إليهم إلا بعد قيام دعوى من وليِّ الدم وثبوت ذلك على من باشرَه بنفسه، ورحل عليٌّ بالعسكر طالبًا الشام، داعيًا لهم إلى الدخول في طاعته، مجيبًا لهم عن شبههم في قتلة عثمان بما تقدَّم، فرحل معاوية بأهل الشام فالتقوا بصِفِّين بين الشام والعراق، فكانت بينهم مقتلة عظيمة كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم"[2]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|