تفسير سورة التوبة للناشئين (الآيات 37 - 54)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (37) إلى (40) من سورة «التوبة»:
﴿ النسيء ﴾: تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر، فقد كانوا إذا هَلَّ شهر حرام وهم محاربون أحلُّوه وحرَّموا مكانه شهرًا آخر.
﴿ ليواطئوا ﴾: ليوافقوا.
﴿ عدَّة ﴾: عدد.
﴿ انفروا ﴾: اخرجوا للقتال (في غزوة تبوك).
﴿ اثَّاقلتم ﴾: تباطأتم وملتم عن الجهاد.
﴿ في الآخرة ﴾: بجانب متاع الآخرة.
﴿ إلاَّ تنصروه ﴾: إن لم تنصروا النبي صلى الله عليه وسلم.
﴿ ثاني اثنين ﴾: أحد اثنين والآخر «أبو بكر الصدِّيق» رضي الله عنه.
﴿ في الغار ﴾: في نقب في جبل ثور قرب مكة.
﴿ لصاحبه ﴾: أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه.
﴿ سكينته ﴾: السكينة: هدوء النفس واطمئنانها إلى الله.
مضمون الآيات الكريمة من (37) إلى (40) من سورة «التوبة»:
1- إبطال ما كان يسميه المشركون بالنسيء، وهو إبدالهم أيامًا عادية بأيام من الأشهر الحُرم ليستمروا في القتال والتناحر، وبيان أن ذلك العمل زيادة في الكفر.
2- حث المؤمنين على الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم في غزوة «تبوك»، والتنفير من حالة من تباطأ منهم في ذلك ؛ حبًّا في متاع الحياة والظل والراحة ؛ ببيان أن ذلك كله لا يساوي شيئًا إلى جانب متاع الآخرة الذي أعدَّه الله للمجاهدين في سبيله، ومهددًا من لم يخرج - لغير عذر - بالعذاب الأليم والاستبدال بهم قومًا غيرهم يطيعونه فيما أمر، وتذكِّر الآيات بنصرة الله سبحانه وتعالى له حين أخرجه الكافرون من مكة ومعه صديقه «أبو بكر» رضي الله عنه فاحتميا في الغار من عيون القوم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (37) إلى (40) من سورة «التوبة»:
1- عتاب من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة «تبوك» حين طابت الثمار والظلال في شدة الحر.
2- أهمية الجهاد في سبيل الله، ومناصرة الدين، وتحمل المتاعب والآلام إرضاءً لله سبحانه وتعالى وإعزازًا لدينه.
3- حسن صحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وتضحيته في سبيل الدعوة بنفسه وماله، وقوة إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم وثقته بربه.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (41) إلى (47) من سورة «التوبة»:
﴿ خفافًا وثقالاً ﴾: على أية حالة كنتم، مشاة وركبانًا أو صحاحًا ومراضًا أو أغنياء وفقراء.
﴿ عرضًا قريبًا ﴾: مغنمًا سهل المأخذ، أو متاعًا من الدنيا.
﴿ سفرًا قاصدًا ﴾: سفرًا وسطًا بين القريب والبعيد.
﴿ الشُّقَّة ﴾: المسافة التي تُقطع بمشقَّة.
﴿ ارتابت ﴾: شكت.
﴿ يترددون ﴾: يتحيرون.
﴿ انبعاثهم ﴾: نهوضهم للخروج معكم.
﴿ فثبطهم ﴾: فحبسهم وعوقَّهم عن الخروج معكم.
﴿ خبالاً ﴾: شرًّا وفسادًا، أو عجزًا وجبنًا.
﴿ لأوضعوا خلالكم ﴾: لأسرعوا بينكم بالفتنة (النميمة) لإفساد العلاقات بينكم.
﴿ يبغونكم الفتنة ﴾: يطلبون لكم ما تفتنون به.
مضمون الآيات الكريمة من (41) إلى (47) من سورة «التوبة»:
1- تطلب الآيات من المؤمنين أن يخرجوا للجهاد على أية حالة كانوا، أقوياء وضعفاء، مشاة أو ركبانًا.
2- ثم تشير إلى المنافقين الذين تخلفوا عن الغزوة بأنه لو دعاهم النبي إلى متاعٍ من الدنيا أو مغنم سهل وسفر وسط لساروا معه، ولكنهم خافوا المسافة الطويلة فتخلفوا، وعندما تعودون سيخلفون لكم كاذبين: إننا لو استطعنا الخروج لخرجنا معكم.
3- ثم توجِّه العتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أَذِنَ لجماعة في التخلُّف باجتهادٍ منه، لكنَّ الله سبحانه وتعالى قدَّم العفو عنه؛ رحمةً وحبًّا ورقَّةً في العتاب.
4- ثم تبيِّن أن الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر لا يستأذنون النبي في التخلُّف عن الجهاد بالنفس والمال، وإنما يستأذنه غير المؤمنين الذين شكَّت قلوبهم في الدين، ولو كانوا يريدون الخروج مع الرسول صلى الله عليه وسلم لاستعدُّوا لذلك بالمال والسلاح والراحلة والزاد، ولكن الله لم يرد خروجهم، فجعلهم يتكاسلون، وحبسهم عن النهوض ؛ ولو كانوا خرجوا مع المؤمنين ما زادوهم إلا فسادًا.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (41) إلى (47) من سورة «التوبة»:
1- مشروعية الحرب الإجماعية التي تحشد لها جميع القوى والقدرات والإمكانات البشرية والمادية عندما تستلزم الضرورة ذلك، كما حدث في غزوة «تبوك».
2- المنافقون في كل زمان ومكان يريدون المغنم السهل، ويحدثون الفتنة لتفرقة الصف وتمزيق الشمل.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (48) إلى (54) من سورة «التوبة»:
﴿ قلبوا لك الأمور ﴾: دبَّروا لك الحيل والمكايد.
﴿ ولا تفتنِّي ﴾: ولا توقعني في الفتنة أي في الإثم والعصيان.
﴿ قد أخذنا أمرنا من قبل ﴾: قد احتطنا لأنفسنا من قبل.
﴿ مولانا ﴾: ناصرنا ومتولي أمورنا.
﴿ هل تربصون بنا ﴾: ما تنتظرون بنا.
﴿ إلا إحدى الحسنيين ﴾: إلا إحدى العاقبتين الحسنيين: النصر أو الشهادة.
﴿ كرهًا ﴾: مكرهين.
﴿ كسالى ﴾: متثاقلون.
مضمون الآيات الكريمة من (48) إلى (54) من سورة «التوبة»:
1- تستمر الآيات في كشف المنافقين وفضح نواياهم الخبيثة، فتبين أنهم طلبوا تشتيت أمر النبي والمؤمنين قبل تلك الغزوة (غزوة تبوك) ودبروا المكايد حتى جاء نصر الله، وتغلب دين الله وهم كارهون.
2- ومنهم من يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في التخلُّف، حتى لا يقع في المعصية والإثم، وذلك نوع من الحيلة والكذب.
3- إن هؤلاء المنافقين يحزنون إن نال المسلمين خير وإن تصبهم مصيبة من هزيمة أو غيرها، يفرحوا قائلين: لقد احتطنا لأنفسنا من قبل بالتخلُّف عن الخروج، فرُدَّ عليهم يا محمد: بأنه لن يصيبنا إلا ما قدره الله لنا، وقل لهم: هل تنتظرون بنا إلاَّ واحدة من العاقبتين الحسنيين: النصر أو الشهادة في سبيل الله ؟! أما نحن فننتظر بكم أن يصيبكم الله بعذابٍ من السماء أو بعقاب لكم على أيدينا.
4 - وقل لهم: أنفقوا أموالكم طائعين أو كارهين فلن يتقبلها الله منكم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (48) إلى (54) من سورة «التوبة»:
1 - المنافقون أشد خطرًا على المسلمين من الكافرين ؛ لأنهم يدبرون المكايد في الخفاء للمسلمين.
2 - شماتة المنافقين عندما تصيب المسلمين محنة أو هزيمة.
3 - الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الصدقات والنفقات إلا ما كان طيِّبًا، وما أُنفق عن إيمان وإخلاص لله.
4 - من صفات المنافقين أنهم يأتون إلى الصلاة متثاقلين كسالى؛ لأنهم يؤدونها تظاهرًا ومن غير عقيدة صحيحة، ولا ينفقون أموالهم إلا بالإكراه؛ لأنهم يعدُّونها مغرمًا، فهم لا يرجون بذلك ثوابًا، ولا يخافون عقابًا.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|