مصر تُعرَف دولة مصر رسميّاً باسم جمهوريّة مصر العربيّة، وعاصمتها القاهرة، تقع شمال شرق أفريقيا، يحدّها خليج العقبة من الشرق، والبحر الأحمر من الجنوب الشرقي، أما من الغرب فيحدها ليبيا، ومن الجنوب السودان، بينما يحدها البحر الأبيض المُتوسِّط من الشمال، وتحدّها فلسطين من الشمال الشرقي، وتبلغ مساحة دولة مصر نحو 1,002,450 كيلومتر مربع.[١] ويقدّر عدد سكانها بـ 100,355,895 نسمة، وذلك بحسب إحصائيات نشرت عام 2019م، حيث تبلغ نسبة المصريين 91% من إجمالي عدد السكان، وما تبقى يشتمل على أقليات تركية، ويونانية، وأباظية، ومن صحراء سيناء أيضاً، وتعدّ اللغة العربية الرسمية في البلاد، في حين توجد نسبة من سكان مصر من يتكلمون اللغتي الإنجليزية والفرنسية.[١] معلومات تاريخيّة عن مصر حقبة ما قبل التاريخ تنقسم الحضارة البشريّة في مصر إلى قسمين أو حِقبتين، وهما: حِقبة ما قَبل التاريخ، والحِقبة التاريخيّة، أمّا حِقبة ما قَبل التاريخ، فتشتمل على عدّة حِقب فرعيّة، وهي:[٢] العصر الحجريّ القديم وينقسم هذا العصر إلى الأسفل، والأوسط، والأعلى، حيث بدأت الحضارة في مصر وظهر فيها الإنسان منذ فترة تزيد عن مليون عام، إذ تمّ العثور على أماكن تعود إلى الحقبة الأشوليّة، والتي تعود بدورها إلى العصر الحجريّ القديم الأسفل، وفي العصر الحجريّ القديم الأوسط تعاقَبت على مصر ثلاث حضارات، عُثِر على دلائل تشير إليها في منطقة الواحات، وجنوب مصر، ووَسَطها، أمّا العصر الحجريّ القديم الأعلى، فقد ظهرَت فيه حضارات توزَّعت في وَسَط مصر، وجنوبها، وكان اعتمادها على الصَّيد البَرّي، وصَيد الأسماك، كما وُجِدت في أماكن إقامة هذه الحضارات عدّة أدوات حجريّة، مثل الشفرات القزميّة.[٢] العصر الحجريّ الحديث أمّا الحضارات في العصر الحجر الحديث، فقد أبدَت تحضُّراً واضحاً، فلم تَعُد تقتصرُ على استخدام الأدوات الحجريّة فقط كما كان الحال في العصر الحجريّ القديم، وإنّما تعدَّت ذلك إلى صَقل الأدوات الحجريّة؛ لتصبح أكثر فائدة، كما صنعوا الفخّار، واستخدموا الحيوانات، ومارسوا الزراعة، وتكيَّفت الحضارات بشكل كبير سواء في المناطق الصحراويّة، أو المناطق المحيطة بالنيل، واستمرَّت حضارات العصر الحجريّ الحديث من الألف السابع إلى الألف الخامس قَبل الميلاد، وقد ظهرَت حضارات العصر الحجريّ الحديث في وَسط مصر، وفي منطقة النوبة المصريّة، وحول الواحات الجافّة أيضاً، كما مارسَت هذه الحضارات الفنون أيضاً؛ فصنعوا الدُّمى على شكل حيوانات، وهيئات بشريّة، من الموادّ الخامّ.[٢] العصر الحجري المعدني وهو فترة ما قَبل الأُسَر، وفي هذا العصر مرّت مصر بثلاث مراحل حضاريّة مُتتالية، وكان سبب ظهور هذه الحضارات هو حدوث ثورة في إنتاج الغذاء في العصر الحجريّ الحديث، ممّا أدّى إلى ظهور المراكز التي تشكَّلت من أسواق لبَيع السِّلَع المختلفة وتبادُلها، وقد تطوَّرت القُرى الصغيرة إلى أن تحوَّلت إلى مشيخات لها سلطة إداريّة وسياسيّة، أمّا المراحل الحضاريّة الثلاث، فهي:[٢] حضارة البداري. نقادة الأولى. نقادة الثانية. الحِقبة التاريخيّة أمّا الحِقبة التاريخيّة، فتنقسم إلى عدّة فترات، وهي: مصر الفرعونيّة والمُشتمِلة على الفترة القديمة، والمملكة القديمة، ثمّ الوُسطى، ثمّ الحديثة، كما تشتمل على الفترة المُتأخِّرة، وهي الفترة التي انتهت عندما غزا الإسكندر المقدونيّ منطقة الشرق، حيث تلتها الفترة البطلميّة، و الفترة الروميّة، ومن ثمّ بدأ الفَتْح الإسلاميّ لأفريقيا، ومنها دخل الإسلام إلى مصر؛ لتصبح جزءاً لا يتجزّأ من الدولة الأمويّة، ومن ثمّ الدولة العباسيّة، وبعد ذلك تعاقبَت على مصر العديد من الدُّوَيلات المُستقِلّة، كالدولة الأيّوبية، والمملوكيّة، والعثمانيّة، أمّا تاريخ مصر المُعاصِر، فقد وصلت إليه بعد استقلالها عن الاستعمارات الأوروبّية، وفيما يأتي نبذةٌ عن كلّ مرحلة من تلك المراحل التاريخيّة:[٢] الفترة المُبكِّرة: امتدَّت هذه الفترة من الألف الرابع قَبل الميلاد إلى عام 2686 ق.م، وخلالها ظهرَت الأسرتان: الأولى، والثانية، كما تميَّزت هذه الفترة بظهور الكتابة، وفي هذه الفترة ظهرت أوّل دولة كُبرى في التاريخ والتي حكمَها السومريّون، حيث اتّحدت الدُّوَيلات الصغيرة التي عرفتها بلاد الرافدَين في دولة واحدة، وكان الملك نارمر هو المسؤول عنها، حيث عُرِف باسم (مينا) أيضاً، وبَسَط سياسته، وحَظِي بقبول عامّة الشعب له. المملكة القديمة: حيث حكمت مصر خلال الفترة 2686 ق.م- 2181 ق.م أربع أُسَر، بدأت بالأسرة المصريّة الثالثة بقيادة الملك زوسر، وهو صاحب هَرَم سقارة الذي بناه له إمحوتب، ومن ثمّ الأسرة المصريّة الرابعة التي بدأت بحُكم الملك سنفرو، ومن بعده خوفو، وخفرع، ومنقرع، أمّا الأسرة الخامسة، فلم يكن لها نفوذٌ قويٌّ كالأُسَر التي سبقَتها، وتتميَّز بعُلوّ شأن الإله (رع) فيها، وكان ذلك واضحاً من خلال أسماء ملوكها التي تنتهي بمقطع (رع)، مثل: سامورع، ونفراير كارع، وقد تخلَّى ملوك هذه الأُسرة عن السُّلطة المركزيّة فيما بعد، وعيّنوا حُكّاماً إقليميّين، ومنحوهم سُلطات مُحدَّدة، وتَلَتهم الأُسرة السادسة، التي تعرَّضت إلى العديد من الغزوات، إلّا أنّ حاكمها أعاد تثبيت أركان الدولة بقَدْر استطاعته. فترة الاضمحلال الأولى: وكانت فترة الاضمحلال الأولى خلال الفترة 2181 - 2050 ق.م، حيث ضَعُفَت فيها السُّلطة المركزيّة، وحكمَها ملوك ضِعاف، وفيها تمّ غَزوُ دلتا النيل، وأُهمِلت الزراعة وكذلك أُهمِل الريّ، وانقسمَت البلاد إلى ثلاث ولايات: الأولى تمركزَت في طيبة في الصعيد، والثانية في هراكلوبولس في منطقة الوسط، والثالثة في منف في الدلتا، وانتهت الفترة بصراع هراكلوبولس وطيبة، وانتصار طيبة. المملكة الوُسطى: ظهرت المملكة الوُسطى بقيادة الأسرة الحادية عشرة، وفي هذه الفترة توحَّدت مصر، وبَسطَت نفوذها إلى شمال السودان، كما ظهر دور الإله أوزيريس، وذاع صِيته، بالرغم من أنّ الإله أمون كان المعبود الأوّل في طيبة، وكان الحُكم في المملكة الوُسطى غير مركزيّ، وإنما يُعطَى حُكّام الأقاليم صلاحيّات مُتعدِّدة في الحُكم، الأمر الذي أدّى فيما بعد إلى تمرُّدهم على الحكومة المركزيّة، وبدء فترة الاضمحلال الثاني. فترة الاضمحلال الثاني: استمرّت خلال الفترة 1786-1554 ق.م، وفي هذه الفترة انقسمَت البلاد، وتعرَّضت للعديد من الغزوات، وحكمتها عدّة أُسَر مصريّة ضعيفة، إلى أن حكمَها أحمس، وقويت شوكتها من جديد، وانتصر على الهكسوس، وأعاد مَجد البلاد في المملكة الحديثة. المملكة الحديثة: بدأت المملكة الحديثة في منتصف القرن السادس عشر قَبل الميلاد، وكان أوّل ملك حاكم فيها هو أحمس، وهو آخر ملك في فترة الاضمحلال الثاني، حيث كان ملك الأسرة المصريّة الثامنة عشر، وهو من أعاد السُّلطة والحُكم المركزيّ، ولاحَقَ الهكسوس في منطقة الدلتا وهزمَهم، وأصبحت مصر في فترة المملكة الحديثة قوّة كُبرى، واستمرَّ مَجدُها نحو أربعة قرون، بحُكم الأسرة الثامنة عشر، والأسرة التاسعة عشر، وبداية الأسرة العشرين، ووصلت حدود مصر إلى بلاد الشام، وتطوّر فيها العمران، وتحسَّن مُستوى المعيشة إلى حدٍّ كبير، كما علا شَأن المرأة حتى وصلَت إلى الحُكم، كما توقَّفت عبادة الأوثان المُتعدِّدة وأصبح الناس يعبدون وثناً واحداً فقط، وكان ذلك في عهد امنحوتب الرابع. الفترة المُتأخِّرة: بدأت في عَهد رمسيس الثالث، وهو ثاني ملوك الأسرة العشرين، وفيها تمّ غَزوُ مصر من قِبَل قبائل شعوب البحر من ناحية الشرق، كما تعرَّضت لغَزو آخر من ناحية الغرب، إلّا أنّه تمّ صَدّ هذه الغزوات بنجاح، وتعاقبَت الأُسَر على الحُكم في هذه الفترة حتى وصل الحُكم إلى الأسرة السادسة والعشرين، حيث عانت الدولة وقتها من مشكلات عدّة تمثَّلت في تمرُّد الشعب؛ وذلك لأنّ الأسرة الحاكمة كانت تعتمد على المُرتزَقة الإغريق في الجيش، وقد انتهت التمرُّدات بفَتْح مصر في عام 525 ق.م على يد قمبيز، واستمرَّ التطوُّر الحضاريّ في مصر مع مُحاولة التخلُّص من الأثر الفارسي، إلّا أنّ الأمر فَشل، حتى غزاها الإسكندر المقدونيّ في عام 332 ق.م. مصر بعد الفراعنة بعد أن تُوفِّي الإسكندر المقدونيّ، قُسِّمت إمبراطوريّته، وكانت مصر من نصيب البطالمة، وعلى رأسهم بطليموس الذي استقلّ بمصر منذ أن تسلّم حُكمها، وفي عَهد البطالمة حدثت الكثير من التعديلات على نظام الحُكم في مصر، فأُجبِر الشعب على عبادة الملوك تماماً كالآلهة، وقُسِّمت البلاد إلى عدّة ولايات، لكلّ ولاية حاكم مُعيَّن، كما تطوَّرت الزراعة، والصناعة، وفُرِضت الضرائب، والعديد من الرسوم، ومن بعد البطالمة، حَكم الروم مصر، وكان أوّل من اعتلى العرش منهم، الملكة كليوبترا في عام 51 ق.م، وقد تعرَّضت مصر في العهد الرومانيّ إلى صراع كبير بين الإغريق واليهود، حيث وقف الروم إلى جانب اليهود، وسلبوا الإغريق الكثير من الامتيازات، كما انتقلت النصرانيّة من فلسطين إلى مصر، وانتشرت بين الإغريق إلى أن تمّ الاعتراف بالدولة النصرانيّة في عَهد قسطنطين.[٢] وبعد أن انقسمت الكنيسة عادت دعائم الرومان من جديد، إلى أن فتحَها المسلمون في عام 22هـ، أي ما يوافق 642م، حيث توجّه عمرو بن العاص إلى مصر بجيش مُشكَّلٍ من 4 آلاف رجل، وحاصرَها من جميع المنافذ حتى فتحَها وأصبحت عاصمة إسلاميّة، وتوالَت عليها الدُّول الإسلاميّة، فكانت جزءاً من الدولة الأمويّة، ثمّ الدولة العبّاسية، كما أنّها خضعَت للطولونيّين، والإخشيديّين من بعدهم، ومن ثم جاء الفاطميّون، إلى أن جاءها صلاح الدين الأيّوبي، وخلَّصها من الصليبيّين، وبعد أن تُوفِّي صلاح الدين، أصبحت مصر تتبع للمماليك، ومن بعدهم استولى عليها العثمانيّون إلى أن حصل المصريون على استقلالهم التامّ في عام 1952م.[٢] أسماء مصر عبر التاريخ سُمِّيَت مصر بعدّة أسماء منذ القِدَم، حيث أطلق شعوبها عليها أسماءً مختلفة قَبل أن تتمّ تسميتها باسمها الحاليّ، ومن الأسماء التي سُمِّيَت بها:[٣] إيجيبتوس (بالإنجليزيّة: Aegyptus): سُميت مصر باسم إيجيبتوس في القرن الثامن قَبل الميلاد، وقد أطلق هوميروس عليها هذا الاسم. بيت روح بتاح: أو ها- كا- بتاح (بالإنجليزيّة: Ha-ka-Ptah) حيث كان هذا اسم الإله الذي يعبده المصريّون، وقد سُمِّيَت باسمه مدينة ممفيس. ميلامبودس (بالإنجليزيّة: Melampodes): وتعني هذه الكلمة الخُطى السوداء، أو الأقدام السوداء، ويُعتقَد بأنّها سُمِّيَت بذلك؛ بسبب سَير المصريّين في التربة السوداء حول النيل بعد الفيضان. الأرضان (بالإنجليزيّة: Two Lands): وقد سُمِّيت بذلك عندما كانت مصر تنقسم إلى جزأين، هما: شمال مصر وهو الجزء السُّفلي، وجنوب مصر وهو الجزء العُلويّ، وفي عصر الفراعنة تمّ دَمْج الجزأين، واتَّحدت مصر في أرض واحدة. أرض الضفَّتَين (بالإنجليزيّة: Two Banks): وسُمِّيَت بذلك لوجود ضفَّتَين على نهر النيل، وهما: الضفّة الشرقيّة التي ازدهرت وتطوّر فيها البناء، والضفّة الغربيّة التي عُرِفت باسم أرض الموتى؛ لعدم ازدهارها. الأرض الحبيبة (بالإنجليزيّة: The Beloved Land). مصرايم (بالإنجليزيّة: Mitzrayim): وهو اسم عبريّ لمصر كما وردَ في الكتاب المُقدَّس. كيمت (بالإنجليزيّة: Kemet): وتعني الأرض السوداء، وقد تمّ أَخْذ هذا الاسم من الأرض الخصبة التي تتشكَّل بعد انحسار فيضان النيل