الاشتباكات مستمرة.. والجامعة العربية تشدد على احترام السيادة
لقيت المبادرة السعودية الأمريكية، لدفع طرفي النزاع في السودان لإنهاء القتال بينهما، ومن ثم لعودة العملية التفاوضية إلى مسارها، ترحيباً إقليمياً ودولياً.
وكانت جدة قد شهدت السبت انطلاقة المباحثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في محاولة لوقف الحرب المندلعة بينهما منذ 3 أسابيع.
ورحبت الرياض وواشنطن، ببدء المحادثات، في بيان مشترك حث كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خريطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة.
ونوه البيان المشترك بجهود الدول والمنظمات كافة، التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك الآلية الرباعية المكونة من السعودية، وأمريكا، وبريطانيا، والإمارات، والآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيجاد)، إضافة إلى الجامعة العربية.
كما حثت الرياض وواشنطن على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
وكان الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية قد أعرب عن أمله في أن يقود الحوار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الجاري في مدينة جدة، إلى إنهاء الصراع، وانطلاق العملية السياسية، وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان.
ميدانياً، تواصلت المعارك في السودان أمس بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
وعلى الرغم من الهدن المتتالية المعلنة ومحادثات إحلال السلام، سمعت أصوات اشتباكات أمس.
وتسببت المعارك منذ اندلاعها منتصف أبريل في مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف وعرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد.
ويسعى الآلاف للمغادرة عبر بورتسودان على متن قوارب متجهة للسعودية أو الدفع مقابل رحلات جوية تجارية باهظة الثمن للرحيل من المطار الوحيد الذي يعمل في البلاد أو من خلال رحلات الإجلاء.
وفي القاهرة، اتفق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الاستثنائي، أمس، في مبنى الجامعة العربية، على مشروع قرار بشأن أحداث السودان.
وينص مشروع القرار على الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته، ورفض أي تدخلات خارجية في الشأن السوداني، والاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته، والسعي لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار، فضلاً عن تشكيل مجموعة اتصال للعمل على حل الأزمة في السودان.
وكان الأمين العام للجامعة الدول العربية، قد تلقى، خطاباً من القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، تعرض فيه وجهة نظرها حول الدور المنشود من الجامعة العربية لوقف الحرب الدائرة.
وقال المتحدث باسم أبو الغيط، إن القوى المدنية طلبت من الأمين العام التواصل الفوري مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع لحثهما على وقف القتال كأولوية رئيسية، مع رفض التدخلات الخارجية التي تساهم في زيادة إشعال الحرب أو توسيع رقعتها.
كما طلبت القوى المدنية من الأمين العام للجامعة العربية دعم الانتقال لعملية سياسية تفضي إلى اتفاق جميع الأطراف على ترتيبات دستورية جديدة تنشأ بموجبها سلطة مدنية، متوافق عليها، لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة، تؤدي إلى انتخابات عامة والحصول على الدعم الإغاثي العربي لمواجهة الكارثة الإنسانية داخل وخارج الخرطوم.
الأمم المتحدة 19 مليون شخص معرضون للجوع خلال الأشهر المقبلة
قال نائب المتحدث باسم الأمين العام لللأمم المتحدة فرحان حق إن برنامج الأغذية العالمي يتوقع «أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان ما بين مليونين و2,5 مليون شخص». ووفق تقرير البرنامج مطلع 2023، كان 16,8 مليون من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثراً ستكون غرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور.
ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعا في 11 مايو لمناقشة «تأثير» المواجهات في السودان «على حقوق الإنسان». ويعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أي من الطرفين على حسم الأمر على الأرض.
وما زال السودانيون يعيشون محصنين في خضم حرارة شديدة خوفًا من الرصاص الطائش، وهم حالياً محرومون من الاتصالات الهاتفية إلى حد كبير إذ أعلنت شركة «أم تي أن» المشغلة للهواتف توقف خدماتها لأنها لم تعد قادرة على إمداد مولداتها بالوقود.
الخارجية السودانية تدين الاعتداء على سيارة السفير التركي
أدانت وزارة الخارجية السودانية، أمس، بشدة الاعتداء على سيارة سفير دولة تركيا مما تعتبره انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. وقالت «الخارجية السودانية» في بيان لها: «ندين بأقوى العبارات الاعتداء على سيارة سفير جمهورية تركيا الصديقة بالخرطوم صباح يوم أمس الأول، مما يعكس نهج الاستهداف المستمر ضد السفارات والبعثات والمنظمات الدولية والأطقم الدبلوماسية».
وأكدت الوزارة السودانية أنها «تلقت 10 بلاغات رسمية لحوادث الهجوم المسلح والاعتداء والنهب لمقار السفارات ودور الإقامة الرسمية للسفراء، إضافة إلى جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي ضد العاملات في مجال الغوث الدولي «.
واعتبرت وزارة الخارجية السودانية أن «الهجوم المسلح ضد سيارة سفير جمهورية تركيا الصديقة، وقبلها استهداف سفير دولة تشاد يمثّل جريمة إضافية في سجل انتهاكات القوات المتمردة المتطاول، الذي يشمل ضمن جرائم أخرى قتل المدنيين واستخدام المواطنين دروعاً بشرية، واحتلال دور العلاج والمشافي، واستهداف الخدمات الحيوية لحرمان المواطنين من الاحتياجات الضرورية، واستخدام الطعام والحرمان من حق الصحة والحصول على المياه والخدمات سلاحاً في الحرب».