هزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات جدران المنازل في الخرطوم أمس مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس، متخوّفين من وقوع سكان في العاصمة السودانية تحت «حصار كامل».
وللأسبوع الثامن على التوالي، تتواصل المعارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مع تحذير منظمات الإغاثة من «أزمة إنسانية هائلة» في السودان، وأفاد سكان في العاصمة بوقوع «اشتباكات بكل أنواع الأسلحة جنوب الخرطوم»، حيث سمع مواطنون «أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل».
كما أكد آخرون سماع «أصوات قصف بالمدفعية الثقيلة من مراكز للجيش في شمال أم درمان» بشمال غرب العاصمة، إلى ذلك تحدث شهود في جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والأزرق وسط الخرطوم، عن أن قوات الدعم منعت سكان الجزيرة من عبور الجسر الذي يربطها بوسط العاصمة الخرطوم، كما منعتهم من استخدام قوارب العبور إلي ضاحية بحري.
وقام مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، بإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية لجميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية، بمشاركة 68 منظمة أممية وغير حكومية سودانية ودولية، وقدمت منظمة اليونيسيف أكثر من 2500 طن من الإمدادات الصحية، والغذائية، والمياه لجميع المناطق، حيث يبلغ عدد المستفيدين من المساعدات 1.6 مليون طفل على الأقل، فيما تم إيصال أكثر من 600 طن من المساعدات الغذائية إلى 11 ولاية، لمعالجة أكثر من 45 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، والهزال الشديد.
كما قدمت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ بدء الأزمة السودانية، قرابة ألف خيمة إيواء في ولايات النيل الأبيض، وكسلا، والقضارف، وشمال دارفور، إضافةً لتسليم عشرة أطنان من الأدوية الأساسية والإمدادات الصحية لعلاج 50 ألف نازح؛ بسبب الأزمة إلى الجمهورية المصرية الذين يعانون من الأمراض غير المعدية وسوء التغذية الحاد.
وعانى المقيمون في العاصمة والذين يقدّر عددهم بزهاء خمسة ملايين نسمة، كغيرهم من سكان البلاد، من تراجع حاد في مستوى الخدمات والمواد الغذائية منذ بدء النزاع، وتشير التقديرات الى أن مئات الآلاف منهم تركوا الخرطوم، وتسببت الحرب بنزوح أكثر من مليون ونصف المليون شخص، بينهم 425 ألفًا لجأوا إلى الدول المجاورة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية، وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرًا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.
وقال نائب المدير الإقليمي في إفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بيير كريمر في تصريحات للصحافيين بجنيف «نحن نواجه أزمة إنسانية هائلة تزداد سوءًا مع انهيار الاقتصاد، ونظام الرعاية الصحية».