تفسير سورة التوبة للناشئين (الآيات 21 - 36)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (21) إلى (26) من سورة «التوبة»:
﴿ مقيم ﴾: دائم.
﴿ أولياء ﴾: أصدقاء وأحباب.
﴿ استحبوا ﴾: اختاروا.
﴿ عشيرتكم ﴾: أقرباؤكم.
﴿ اقترفتموها ﴾: اكتسبتموها.
﴿ كسادها ﴾: بوارها بفوات أيام المواسم.
﴿ فتربصوا ﴾: فانتظروا.
﴿ الفاسقين ﴾: الخارجين عن الدين.
﴿ مواطن ﴾: مواضع للحرب.
﴿ حنين ﴾: وادٍ بين مكة والطائف.
﴿ بما رحبت ﴾: مع رحبها أي سعتها.
﴿ ولَّيتم مدبرين ﴾: انهزمتم.
﴿ سكينته ﴾: طمأنينته وأمَنَتَه أو رحمته.
مضمون الآيات الكريمة من (21) إلى (26) من سورة «التوبة»:
1 - تبيِّن الآيات جزاء المؤمنين المهاجرين المجاهدين في سبيل الله بالأموال والأنفس.
2 - ثم تتحدث عمَّن ترك الهجرة لأجل أهله وتجارته، وقد فضَّل هؤلاء الأهل - من الآباء والإخوان - الكفرَ على الإيمان، فمن يتبعهم فإنه يكون منهم.
3 - ثم تتوعد كل من يقعد عن الجهاد ويفضل المال والأهل والتجارة ومتاع الحياة على الله ورسوله بعذابٍ شديد.
4 - ثم تذكر ما حدث من نصر للمؤمنين في حروب كثيرة كـ«بدر»، و«قريظة»، و«النضير»، وحين خرج المسلمون - لقتال «هوازن» - إلى وادي «حنين» في شوال سنة ثمان من الهجرة، وكانوا اثنى عشر ألفًا والكفار أربعة آلاف، فأعجب المسلمون بكثرتهم فلم تفدوهم الكثرة شيئًا، فانصرفوا منهزمين في أول الأمر، وثبت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس معه غير نفر قليل من أصحابه، ثم أقبل المسلمون وتحوَّلت الهزيمة إلى نصر بفضل الله -عز وجل-.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (21) إلى (26) من سورة «التوبة»:
1 - كان من أثر نقض عهود المشركين ومن حالفهم انطلاق الإسلام ؛ لنشر منهج الله في الأرض حوله.
2 - العبرة في المعارك ليست بقوة السلاح ولا بكثرة العدد، وإنما بالإيمان الصادق والثبات والإخلاص لله.
3 - لثبات القائد وشجاعته أثر عظيم في تحقيق النصر، والاغترار بالقوة والكثرة من أسباب الهزيمة.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (27) إلى (31) من سورة «التوبة»:
﴿ نجس ﴾: قذر ؛ لخبث باطنهم وفساد عقيدتهم.
﴿ خفتم عيلة ﴾: خفتم فقرًا بانقطاع تجارتهم عنكم.
﴿ دين الحق ﴾: دين الإسلام الثابت.
﴿ الذين أوتوا الكتاب ﴾: اليهود والنصارى.
﴿ يعطوا الجزية ﴾: يدفعوا الخراج المقدر على رءوسهم (مثل ضريبة تفرض على الأفراد).
﴿ عن يدٍ ﴾: منقادين أو عن قهر وقوة.
﴿ صاغرون ﴾: أذلاَّء، منقادون لحكم الإسلام.
﴿ يضاهئون ﴾: يشابهون في الكفر والشناعة.
﴿ أنَّى يؤفكون ﴾؟: كيف يصرفون عن الحق بعد سطوعه ؟!.
﴿ أحبارهم ﴾: علماء اليهود.
﴿ رهبانهم ﴾: متعبدي النصارى.
﴿ أربابًا ﴾: أطاعوهم كما يطاع الرب.
مضمون الآيات الكريمة من (27) إلى (31) من سورة «التوبة»:
1 - توضِّح الآيات أن الله -سبحانه وتعالى- تاب على من شاء من هؤلاء الكفرة فهداهم إلى الإسلام وغفر لهم.
2 - وتقرر فساد بواطن المشركين وخبث نِيَّاتهم، فتحذر من دخولهم المسجد الحرام بعد العام التاسع من الهجرة، مطمئنة المؤمنين - الذين خافوا الفقر بانقطاع تجارة المشركين عنهم - بأن الله سوف يغنيهم من فضله، وتحثُّهم على قتال الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يتبعون النبي.
3 - ثم تبيِّن فساد عقيدة اليهود الذين قالوا: إن «عزيرًا» هو ابن الله وفساد عقيدة النصارى الذين ادعوا أن «عيسى» ابن الله. وقد اتخذوا علماء اليهود وعباد النصارى أربابًا من دون الله، فاتبعوهم في تحليل ما حرَّم الله، وتحريم ما أحلَّ.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (27) إلى (31) من سورة «التوبة»:
1 - الأمر بدعوة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) إلى الدخول في الإسلام، فإن رفضوا لم نقاتلهم، وإنما يدفعون الجزية، فإن رفضوا دفع الجزية، قوتلوا حتى يرجعوا إلى دين الله، ويرضوا بحكمه منقادين خاضعين.
2 - تلك الجزية في مقابل الزكاة التي يدفعها المسلمون فتنفق في المصارف التي حددها القرآن، وهي مبلغ يسير لا يزيد على ثمانية وأربعين درهمًا في العام عن كل فرد في مقابل الدفاع عنه وحمايته ونصرته، واستمتاعه بالمرافق العامة للدولة التي يعيش تحت ظل حكمها ورعايتها.
3 - فساد عقيدة أهل الكتاب في نسبة الولد إلى الله، والله -سبحانه وتعالى- منزَّه عن الشريك وعن مشابهة خلقه.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (32) إلى (36) من سورة «التوبة»:
﴿ نور الله ﴾: شرعه وبراهينه.
﴿ بأفواههم ﴾: بأقوالهم فيه.
﴿ يتم ﴾: يظهر.
﴿ يظهره ﴾: يعليه.
﴿ على الدِّين كله ﴾: على جميع الأديان المخالفة له.
﴿ يأكلون ﴾: يأخذون.
﴿ بشِّرهم ﴾: أخبرهم وأنذرهم.
﴿ تكوي ﴾: تحرق بحديدة ونحوها.
﴿ كتاب الله ﴾: اللوح المحفوظ.
﴿ أربعة حرم ﴾: أربعة أشهر يحرم فيها القتال هي: «رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم».
﴿ الدِّين القيِّم ﴾: الدِّين المستقيم، دين إبراهيم -عليه السلام-.
مضمون الآيات الكريمة من (32) إلى (36) من سورة «التوبة»:
1 - توضِّح الآيات موقف الكافرين من دين الله، وأنهم يريدون إبطاله، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يأخذ على نفسه أن يظهر هذا الدِّين وأن يغلبه على جميع الأديان الأخرى.
2 - ثم توضِّح للمؤمنين أن كثيرًا من الأحبار والرهبان يستولون على أموال الناس بغير الحق كالتعامل بالرشوة في الحكم، ويصرفون الناس عن دين الله.
3 - ثم تبين مصير الذين يجمعون الذهب والفضة والأموال الطائلة، ولا ينفقونها في نصرة الدِّين.
4 - وتبيِّن أن المعتد به عند الله للسَّنَة في اللوح المحفوظ - يوم خلق السموات والأرض - هو اثنا عشر شهرًا، لا كما كان يدعيه أهل الجاهلية من جعل السنَة ثلاثة عشر شهرًا، ومن هذه الأشهر أربعة حرَّم الله فيها القتال، ويجوز قتال المشركين جميعًا في كل الشهور إذا قاتلونا فيها.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (32) إلى (36) من سورة «التوبة»:
1 - وعد الله -سبحانه وتعالى- بإظهار دينه على الدِّين كله.
2 - طمع وجشع رؤساء اليهود والنصارى، وعلمائهم وعُبادهم وشدة حرصهم على أكل أموال الناس بالباطل.
3 - الجزاء من جنس العمل، فمن كنز مالاً ولم ينفقه في وجوه الخير، عُذب به يوم القيامة.
4 - تعظيم حرمة الأشهر الحرم، وتحريم القتال فيها إلا إذا اعتدى علينا فيها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|