هل النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور؟ - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 318
عدد  مرات الظهور : 6,696,082
عدد مرات النقر : 297
عدد  مرات الظهور : 6,696,079
عدد مرات النقر : 193
عدد  مرات الظهور : 6,696,118
عدد مرات النقر : 163
عدد  مرات الظهور : 6,696,118
عدد مرات النقر : 182
عدد  مرات الظهور : 6,696,118

عدد مرات النقر : 5
عدد  مرات الظهور : 214,237

عدد مرات النقر : 5
عدد  مرات الظهور : 208,826

عدد مرات النقر : 4
عدد  مرات الظهور : 209,350
العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-13-2024, 01:46 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » اليوم (09:03 PM)
آبدآعاتي » 3,698,368
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2096
الاعجابات المُرسلة » 732
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي هل النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور؟

Facebook Twitter


النبي صلى الله عليه وسلم بشر، يتفق في تكوينه البشري مع سائر البشر، ولا يختلف في بنيانه عنهم، فهو من دم ولحم وعظم وما خالطهم، انحدر من أب وأم كسائر البشر، وتمضي عليه سنن الله فيهم، يأكل كما يأكلون، ويشرب كما يشربون، ويشبع حاجاته الغريزية كما يشبعون، وبشريته ثابتة بالكتاب والسنة، يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ [الكهف: 110]، فالآية تقرر بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن في الوقت نفسه لا تساويه بالبشر؛ لأنه معصوم من الله سبحانه وتعالى، والشواهد والدلائل التي تثبت ذلك كثيرة ومبثوثة في كتب السنة والدلائل. وإذا أمعنا النظر في الآية، نجدها تقرن بين بشريته صلى الله عليه وسلم وإيحاء الله له، فقوله تعالى: ﴿ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾. إثبات للبشرية والمثلية في الجنس والصورة والهيئة، وقوله: ﴿ يُوحَى إِلَيَّ ﴾. مناط التكريم والتفضيل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم فضل البشر وارتقى عليهم بما منحه الله سبحانه وتعالى من الرسالة والنبوة، ومع ذلك، لا يخرجه هذا التكريم والتفضيل عن وصفه البشري. وكذلك ما يعتريه من بعض الأحوال أثناء تلقي الوحي واتصاله بالملأ الأعلى لا يرفع عنه صفة البشرية. وجماع الأمر فيه أنه بشر كملت أخلاقه، واكتملت صفاته، وكرمه الله تعالى على سائر الخلق بالرسالة، فكان سيد البشر أجمعين.



وصدق من قال:
فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم

ولقد أردنا من هذا التقديم أن نجعله خلفيَّة ندحض من خلالها شبهات المضللين وأصحاب البدع والخرافات وأكاذيبهم، وما يروجون له من بدع وافتراءات وغلو ما أنزل الله به من سلطان.



من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم له محبة في القلوب لا تضارعها محبة، وهذه المحبة لا بد منها للمسلم؛ لأنه لا يكتمل إيمانه إلا بها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". متفق عليه.


ومن تلبيس إبليس على البعض غلوهم في هذا الحب، وابتداعهم أمورًا لا تخضع لمنطق العقل، مقتنعين أن ما يفعلونه من بدع، وما يبثونه من سموم بين عوام الناس يغيبون بها عقولهم من كمال حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فراحوا يعزفون على وتر حب العوام للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمهم إياه، فعمُّوا عليهم كثيرًا من الأمور، وروَّجوا بينهم كثيرًا من الضلالات، قوامها المغالاة في هذا الحب، والمبالغة في إطراء النبي صلى الله عليه وسلم، فنسبوا إليه ما هو منه براء من مثل أن الرسول مخلوق من نور الله، وأنه ليس له ظل كسائر البشر، وأنه نور العرش، وأن الكون مخلوق لأجله.



إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وجوب الصلاة والزكاة، فبها يكتمل إيمان العبد، وهي سبيل نيل الدرجات العلى، وهذه المحبة لا ينبغي أن تقود إلى الغلو والشطط، بل يجب أن يتحلى المؤمن في كل سلوكه بالوسطية والاعتدال، الذي هو من سمت الشريعة وخصائص الدين، فالوسطية هي السياج المنيع الذي يحفظ التوحيد من كل شائبة قد تشوبه، والغلو في كل الأمور سنة إبليسية، لا يفعلها إلا أصحاب الأوهام والظنون.


ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والتنطع، حتى ولو كان في شخصه صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أيها الناس، عليكم بقولكم، ولا يَسْتَهْويَنَّكُمُ الشيطانُ، أنا محمدُ بنُ عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني اللَّهُ عز وجل".رواه أحمد. وقال أيضًا: "لا تطروني - أي: لا تمدحوني - كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله". رواه البخاري. لأن النصارى ما ضلوا وما حادوا عن الجادة، إلا بسبب غلوهم في إطراء عيسى ابن مريم عليه السلام، وقولهم فيه ما يهتز له عرش الرحمن، ومهما يعتذر مَنْ يغالون في النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يحبونه ويعظمونه لا نقبله؛ لأن صيانة التوحيد وحمايته ضرورة لا تقايض باعتذار، فما أُرسِلت الرسل إلا لنشر التوحيد وتبليغه، وليس من المعقول أن يُجعَل من الرسول أو النبي معولاً لهدم بنيانه الشامخ، أو تكدير نبعه الصافي.



طال الكلام، وامتد الحديث بنا، فماذا بعد؟

إن كل ما تقدم ما هو إلا بساط نمده بين يدي هذا الكلام؛ لنبحث السؤال الذي عنونَّا به، وهو: هل النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور، أو هو نور؟



نقول: إن للكون سننًا إلهية لا تتبدل ولا تتغير، تسري على كل عناصره، لا يند عنها شيء أو أحد مهما علا أو ارتقى، فالكل خاضع لهذه النواميس الإلهية المحكمة، هذا أولاً.



ثانيًا: إن الإيمان إذا اكتمل، فإنه يشيع في النفس إشراقًا وصفاء، ويملأ القلب ضياء ونورًا، يفيض حتى ينعكس أثره على الوجه نورًا، ويكسب صاحبه القبول عند الناس، فيجعلهم يأنسون له حين لا يأنسون بغيره، ويستشعرون صلاحه حين لا يكون هناك أمارات للصلاح، غير هذا النور المعنوي الذي تستشفه النفس، ويلمسه القلب، فينشرح له الفؤاد، وتنقشع بسببه الظلمات التي شاعت في جوانب النفس.



والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي من يحقق كمال العبودية لله سبحانه وتعالى؛ لذلك فإنه معصوم منه سبحانه وتعالى، وله خصائص لا يشاركه فيها أحد من البشر، وهذه الخصائص من مظاهر تكريمه صلى الله عليه وسلم، وبمثابة دلائل على نبوته، وأمارات على صدق دعوته؛ مثل: حنين الجذع إليه، وتسبيح الحصى بين يديه، وتكليم الشاة المسمومة له، وتظليل الغمام إياه، كل ذلك منحة من الله تعالى له، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أكمل البشر إيمانًا وخلقًا؛ لذا فلا غرو أن يكون لهذا الإيمان الكامل نور يلف وجهه الكريم، يبصره الرائي ويستشعره، وقد قالوا: إن الوجوه مرآة القلوب، تتجلى فيها أمارات الصلاح، وتنعكس عليها آثار الطاعة والإيمان. فإذا كنا نلمس هذا مع عباد الله الصالحين، فما بالنا بالنبي صلى الله عليه وسلم؟!



هذا وقد يفهم البعض خطأً - إما بحسن نية أو بسوء فهم - أن هذا النور يرفع الظلام الحسي ويبدده، فهذا الفهم الخاطئ لا تقوم له حجة، ولا يستقر أمامه دليل؛ لأن لله تعالى في هذا الكون سننًا وقوانين لا تتبدل، وأسبابًا ومسببات لا تتحول، وما زعمه البعض من أن في القرآن دليلاً على أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور، وهو قوله: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]، فكلمة النور التي جاءت هنا تطلق في القرآن الكريم تارة على القرآن، وتارة أخرى تطلق على النبي صلى الله عليه وسلم، على اعتبار أن كلاًّ منهما ينير للبشر طريق السعادة، ويرشدهم إلى سبل الخير، كما تطلق أيضًا على الحق سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35].



لذا قيل: إن النور هنا في هذه الآية هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو نور لمن اتبعه واقتدى به، نور باعتبار ما جاء به من الهداية والرشاد، يبدد ظلمات الشرك والضلال، ألم يقل الله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257]. وهذا النور لا يجده إلا مَن خلع مِن عنقه ربقة الشيطان، وأضاء ظلمات نفسه باتباع هذا الدين، والاقتداء بهذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.



يقول الطبري في تفسير هذه الآية: يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ ﴾. يا أهل التوراة والإنجيل ﴿ مِنَ اللَّهِ نُورٌ ﴾، يعني بالنور: محمدًا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله تعالى به الظلمات وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به إذ إنه يبيِّن الحق. ومن إنارته الحق، تبيينُه لليهود كثيرًا مما كانوا يخفون من الكتاب.


وقوله: ﴿ مِنَ اللَّهِ نُورٌ ﴾. يقول جل ثناؤه: قد جاءكم من الله تعالى النور الذي أنار لكم به معالم الحقِّ. ﴿ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾، يعني: كتابًا فيه بيان ما اختلفوا فيه بينهم؛ من توحيد الله تعالى، وتبيين الحلال والحرام وشرائع الدين، وهو القرآن الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يبين للناس جميع ما بهم الحاجةُ إليه من أمر دينهم، ويوضحه لهم، حتى يعرفوا حقَّه من باطله. تفسير الطبري، 2/ 183.


وقيل: إن المراد بهذا النور ما أرسله الله به من الوحي، مِن عطف الخاص على العام، لذا فوصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه نور من نور الله، إن أريد به أنه نور ذاتي من نور الله، فهذا مخالفة صريحة لنص القرآن الذي يثبت بشريته، وإن أريد أنه نور باعتبار ما بعثه الله تعالى به من الوحي قرآنًا وسنة كانا سببًا في هداية من شاء الله من خلقه، فهذا صحيح لا مخالفة فيه؛ لأن نور الهداية والرشاد من الله سبحانه وتعالى يمنُّ به على من يشاء من عباده، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ * وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 52، 53].



جاء في الظلال أنه: ليس أدق ولا أصدق ولا أدل على طبيعة هذا الكتاب - القرآن - وعلى طبيعة هذا المنهج - الإسلام - من أنه "نور". إنها حقيقة يجدها المؤمن في قلبه وفي كيانه وفي حياته، وفي رؤيته وتقديره للأشياء والأحداث والأشخاص، يجدها بمجرد أن يجد حقيقة الإيمان في قلبه. "نور" نور تشرق به كينونته فتشف وتخف وترف، ويشرق به كل شيء أمامه، فيتضح ويتكشف ويستقيم؛ ثقلة الطين في كيانه، وظلمة التراب، وكثافة اللحم والدم، وعرامة الشهوة والنزوة، كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلى.. تخف الثقلة، وتشرق الظلمة، وترق الكثافة، وترف العرامة، واللبس والغبش في الرؤية، والتأرجح والتردد في الخطوة، والحيرة والشرود في الاتجاه والطريق البهيم الذي لا معالم فيه. كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلى، يتضح الهدف، ويستقيم الطريق إليه، وتستقيم النفس على الطريق. "نور وكتاب مبين". وصفان للشيء الواحد، لهذا الذي جاء به الرسول الكريم. في ظلال القرآن، 2/ 336.


ويقول الشيخ عطية صقر ردًّا على سؤال في هذا الموضوع: إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لم يُخلق من نور، فهو من ذرية آدم، وآدم من طين، وهو القائل: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر".



والله - سبحانه - أمره أن يُبيِّن للناس ذلك فقال: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [الكهف: 110]. وقال: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 93]. وكون اللَّه تعالى أخبر عنه بأنه نور، وكون بعض الآثار جاءت تخبر بأن نوره كان موجودًا قبل أن يُولد، كل ذلك لا ينفى أنه بشر، وهو - عليه الصلاة والسلام – ليس في حاجة إلى اختلاق أمور تزيده شرفًا وتكريمًا، فكفى تشريف اللَّه تعالى له فيما ثبت من الأخبار. وقد تحمِلُنا شدة حبه على وضعه فوق ما يستحق، وهو القائل كما رواه البخارى: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله". وبرهان حبنا له جاء في قوله: "من أحبني فَليَسْتَنَّ بسنتي". فتاوى الأزهر، المفتي الشيخ عطية صقر.


وجماع الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختصه الله بفضائل جمة، كلها تنبئ بمقامه عند ربه، ولو كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه مخلوق من نور، أو هو نور بالمعنى الحسي، لأخبر بذلك صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم، ولكن لم يرد ذلك، ولم يكتم النبي صلى الله عليه وسلم أمرًا يسمو به على سائر الأنبياء والمرسلين، فضلاً عن كونه معجزة. وليس معنى ذلك أننا نجرد الرسول من خاصية يكمل بها فضله، فالله سبحانه وتعالى هو الأعلم بقدر نبيه، ويعلم ما يرفعه ويسمو به، ولو كانت هذه الخاصية من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم لذكرها الله في كتابه، حتى ولو في معرض الامتنان على نبيه، ولكن الحق - جل وعلا - حين امتنَّ على نبيه، وصفه بأحب الأوصاف، التي هي في الحقيقة أعلى درجات التكريم والتشريف، وهي صفة العبودية، فقال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1].



ويتصل بتلك الفرية التي أسهبنا في الرد عليها فرية أخرى، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى في الظلام كما يرى في النور، أو يرى بالليل كما يرى بالنهار، استنادًا إلى حديث مروي عن عائشة يقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى في الظلماء كما يرى في النور، جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بالليل في الظلمة كما يرى في النهار في الضوء. رواه البخاري. وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى في الظلماء كما يرى في الضوء.


يقول الزرقاني في شرحه معلِّقًا على إسناد الحديث للبخاري: لم أجده فيه، وإنما عزاه السيوطي وغيره للبيهقي في الدلائل، وقال: إنه حسن. قال شارحه: ولعله - أي الحكم بالحسن - لاعتقاده، وإلا فقد قال السهيلي: ليس بقوي. ونقل ابن دحية تضعيفه في كتاب "الآيات البينات" عن ابن بشكوال؛ لأن في سنده ضعفًا، فكيف يكون في البخاري؟!


وحديث البيهقي رواه أيضًا ابن عدي، وبقي بن مخلد كما في الشفاء، وضعفه ابن الجوزي والذهبي. لكنه يعتضد بشواهده، فهو حسن كما قال السيوطي. المواهب اللدنية 4/ 83.


وخلاصة ما قاله الزرقاني أن الأحاديث التي يُستدل بها على أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في الظلام كالنهار، سندها ضعيف أو حسن. وذكر الزرقاني أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة فوطئ على زينب بنت أم سلمة بقدمه وهي نائمة، فبكت، وقد يكون ذلك لبيان أن رؤيته في الليل كالنهار ليست في كل الأحوال.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من كانت عنده مَظْلِمَةٌ حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 11-27-2023 03:26 PM
خوف النبي صلى الله عليه وسلم وخشيته من الله تعالى حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 10-30-2023 11:29 AM
من فضائل النبي: جعل الله محبته صلى الله عليه وسلم أغلى شيء في الحياة وأعزه حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 2 01-10-2023 07:58 AM
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: ثناء الله تعالى عليه في التوراة بحسن الخلق حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 3 12-23-2022 09:16 AM
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أعطاه الله قوة بدنية معجزة حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 6 12-06-2022 09:02 AM


الساعة الآن 11:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.