"دافوس" تجمعٌ دوليٌ يبحث الحلول الاقتصادية والسياسية والصحية والبيئية
اشتهرت المدينة السويسرية دافوس باستضافة الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو التجمّع السنوي الذي يُعقد في فصل الشتاء ويجمع الشخصيات المهمة كرؤساء الدول والحكومات والوزراء والسفراء، إضافة إلى كبار المسؤولين في المنظمات الدولية، وكذلك شخصيات عامة من المجتمع المدني ووسائل الإعلام، والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الأبحاث، والنقابات.
ويعد المنتدى الاقتصادي العالمي منظمة غير حكومية لا تهدف للربح مقرها جنيف بسويسرا، أسسها أستاذ علم الاقتصاد البروفيسور كلاوس شواب عام 1971م، ويعدُ المنتدى بمثابة الطاولة التي يتلاقى فيها النخب من مختلف الفئات والجنسيات؛ ليتناقشوا في التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وكيفية حلولها، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء جسور التفاهم لمساعدة العالم على مزيد من الترابط الجيوسياسي والاقتصادي.
وفي كل عام وعلى مدار خمسة أيام يحضر الاجتماع قرابة 2500 مشاركٍ يجمع ممثلين عن أكثر من 100 حكومة ومنظمة دولية كبرى، وما يفوق 1000 من أهم الشركات العالمية في القطاع الخاص، إضافة إلى العديد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ودور الفكر.
وقد رأى المشاركون في أعمال الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي أن هنالك حاجة ماسة إلى استمرار عقد هذه الاجتماعات، وعليه تنعقد خلال العام عدة اجتماعات إقليمية وموضوعية في مختلف قارات العالم لمناقشة جميع التحديات والحلول المقترحة لها.
وكان لمنطقة الشرق الأوسط نصيب من الاجتماعات الإقليمية التي بدأت في 2002 بالأردن، وتستهدف دمج المنطقة في الاقتصاد العالمي ومناقشة مستقبل الشرق الأوسط السياسي والاقتصادي وما يتطلبه ذلك من استقرار لتنشيط وجذب الاستثمارات.
واستكمالاً لسلسلة الاجتماعات الإقليمية لمنتدى دافوس وتحت شعار "التعلم من المستقبل" استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية الاجتماع الإقليمي للمنتدى الذي تناول مستقبل السلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من 1500 شخصية بارزة من 55 دولة من بينهم رؤساء دول، وحكومات ووزراء وشخصيات اقتصادية وسياسية رائدة وقادة مجتمع مدني، وممثلون عن وسائل الإعلام العالمية.
وشهد عام 2021م إعلان تدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، على هامش أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" في مقرها بالرياض، ويعد المركز من ضمن برامج الدعم والتمكين الذي تحظى بها منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-.
من جانبه، هنأ رئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب، المملكة العربية السعودية على تدشينها لمركز الثورة الصناعية الرابعة؛ الذي يهدف لتسخير التقنيات الجديدة بأفضل مبادئ الحوكمة المرنة بالشراكة مع الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني لتصبح التقنية قوة من أجل ضمان استفادة المجتمع منها.
وعلى هامش اليوم الأول للاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023، شارك وفدٌ رفيع المستوى من المملكة العربية السعودية باجتماعٍ مع قيادات عالمية، حيث شارك في هذا الاجتماع صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، ومعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريّف، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم، مع البروفيسور كلاوس شواب المؤسس ورئيس مجلس الإدارة للمنتدى الاقتصادي العالمي، ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، لاستكشاف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الاجتماع وقّع معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية رئيس مجلس إدارة هيئة البحث والتطوير والابتكار المهندس عبدالله بن عامر السواحة، مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، خطاب نوايا لإطلاق مسرّعات "أسواق الغد" للإسهام في تعزيز الابتكار في المملكة، حيث ستحدّد هذه المسرّعة -التي تبلغ مدتها 18 شهرًا- الأسواق الاقتصادية الواعدة في المستقبل، مما يساعد المملكة على تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح بيئةً محفزةً للابتكار.
وسيعمل خطاب النوايا على دعم تطوير المبادرات لتعزيز شبكة عالمية للمعرفة وتبادل الخبرات وربط الخبراء وشركاء المعرفة من القطاعين العام والخاص، كما سيساعد على التعرف على الأسواق الواعدة الجديدة التي لديها القدرة على الإسهام في مسيرة التحوّل الاقتصادي الذي تعمل عليه المملكة، وتحديد أفضل الإستراتيجيات لإطلاق العنان لتنمية هذه الأسواق.
وخلال الاجتماع سلّط الوفد السعودي الضوء على دور المملكة كونها شريكاً ريادياً في "Global Metaverse Village" خلال المنتدى، حيث ستعزز الاستفادة من "ميتافيرس" لتعزيز تعاون المجتمع الدولي، كما أعلنت وزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزارعة عن اتفاقيتها مع "UpLink"، المنصة المفتوحة للابتكار التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لإطلاق تحدي الابتكار المصمّم لتعزيز الأمن الغذائي في المناطق القاحلة، ويأتي هذا التعاون بصفته جزءاً من جهود المملكة لتطوير حلول مبتكرة لأبرز التحديات التي يواجهها العالم، حيث يمثّل هذا التحدي دعوة عالمية لإيجاد حلول تقنية لتحقيق الأمن الغذائي، حيث تُعد التحديات التي تواجه المنظومات الغذائية والمناطق القاحلة نداءً عالميًا لرواد الأعمال والشركات الناشئة والمشاريع الاجتماعية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجال الأغذية لتقديم حلول تتضمن تقنيات بسيطة أو متطورة، وحصلت المجموعة الفائزة على 408,000 ريال لتنفيذ المشروع وتوسيع نطاقه في المناطق القاحلة، ويعد هذا التحدي الأول من أصل تحديين يتمحوران حول الأنظمة الغذائية، وقد تم إطلاق التحدي الثاني في أواخر عام 2023 بشأن الزراعة الذكية مناخياً.
وانضمت المملكة العربية السعودية -ممثلة بوزارة الاقتصاد والتخطيط- إلى اتحاد الوظائف التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو تحالف يضم مجموعة من الرؤساء والمديرين التنفيذيين والوزراء وقادة آخرين، يجمعهم هدف مشترك لتعزيز مستقبل أفضل للعمل للجميع، من خلال تمكين وتوفير فرص العمل والانتقالات الوظيفية.
وعلى هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023، استضافت المملكة العربية السعودية جلسة حوار بعنوان "نحو ترابط مرن لموارد التنمية الحضرية" مع أصحاب المصلحة الدوليين الرئيسين في القطاعين العام والخاص ومن المنظمات الإقليمية والعالمية، ناقش المتحدثون خلالها سبل استدامة مدن المستقبل.
وخلال هذه الجلسة تبادل المشاركون الخبرات والأفكار حول ظهور نماذج جديدة لمرونة المدن الحضرية، وكيفية التعاون على تصميمها وتطويرها وإتاحة هذه النماذج للعالم أجمع، بالإضافة لكيفية تطوير المدن الجديدة والعواصم الحالية لتصبح مراكز حاضنة للابتكار والتقنية الصديقة للبيئة.
كما شارك وفد المملكة العربية السعودية في جلسات حوارية لمناقشة التحديات العالمية، وحوارات ثنائية مع وزراء وكبار مسؤولين ومديرين تنفيذيين، بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى للقطاعين العام والخاص من دول عدة، وكانت فرصة لتبادل إنجازات رؤية السعودية 2030 مع استكشاف مجالات التعاون والشراكة الدولية المحتملة.
وضمن فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي نظمت وزارة الاستثمار بالتنسيق مع وزارة الطاقة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، جلسة حوار للقيادات التنفيذية في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والتعدين، ناقشوا خلاها تأثير تحوّل الطاقة، ودور الصناعات البتروكيماوية واستثمارات قطاع الطاقة اللازمة للوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060.
وتوافقت مشاركة المملكة في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023 في دافوس، مع التزامها في جعل العالم أكثر ترابطًا، وتحقيق الاستقرار على المدى القريب، وتقريب وجهات النظر، والتحول على المدى البعيد.
وشاركت المملكة في "قمة النمو" 2023 التي ينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي بوفدٍ يضم عددًا من أصحاب المعالي، حيث رأس وفد المملكة، معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم.
وهدفت القمة إلى النهوض بالفرص المستقبلية ومعالجة التحديات الراهنة عبر الابتكار والتعاون الدولي، وتناولت القمة عددًا من المحاور والموضوعات، تركز على التمكين من أجل تحقيق نمو اقتصادي مرن ومستدام، وتنمية رأس المال البشري من خلال الاستثمار في التعليم والصحة ودعم توفير فرص عمل جديدة وملائمة للأجيال القادمة، إلى جانب تعجيل وتيرة الوصول إلى اقتصاد منصف من خلال تعزيز جهود المساواة بين الجنسين والعدالة العرقية والاجتماعية، والانتقال العادل للاقتصاد الأخضر والمجتمعات الخضراء.
كما شاركت المملكة في النسخة الـ 14 من الاجتماع السنوي للأبطال الجدد التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عمل على إيجاد حلول للتحديات العالمية الحرجة مثل تحوّل الطاقة والحفاظ على الكوكب.
وقد عقد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم، على هامش الاجتماع عدداً من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى مع عددٍ من كبار المسؤولين المشاركين في الاجتماع؛ لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية، ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وآخر التطورات الاقتصادية على الساحة العالمية.
وخلال الاجتماع السنوي للأبطال الجدد أعلنت وزارة الاقتصاد والتخطيط رسمياً عن عشرة فائزين لـ "تحدي الابتكار للإسهام في تعزيز الأمن الغذائي في المناطق القاحلة"، الذي أطلقته الوزارة في يناير الماضي بالشراكة مع UpLink منصة الابتكار المفتوحة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، إضافة إلى ذلك، سيطلق البرنامج تحدياً ابتكارياً آخر للمشاركين؛ لحشد حلول تحولية تسهم في توفير الأغذية المحلية في البلدان المتضررة من شحّ الأمطار والجفاف والتصحر، حيث ستتلقى الشركات الناشئة الفائزة 100.000 فرنك سويسري لتطوير مشاريعهم من أجل تشجيع التغير الإيجابي للأفراد والكوكب.