تى نتخلص من دافع الخوف الذي يربط عمل الصواب بوجود "البعبع" من غيابه، علينا أن نبدأ بأنفسنا وبمجتمعنا المصغر المتمثل بأُسرنا وأبنائنا، وأن نحرص على غرس أهمية اتباع الصواب وتأسيس الطفل على ربط الصواب بمصلحته ومصلحة من هم حوله، حتى يكون الصواب والمصلحة العامة هما الدافع المحرّك له، وليس الخوف.
بدلاً من ترديد عبارات التهديد والتخويف لأطفالنا يمكننا أن نعزّز وعيهم ليتأملوا تبعات أفعالهم بشكل ملموس، فإذا رأيت ما يسيء من التصرف منهم اجلس معهم واشرح لهم بلغة مبسطة ما سيتبعُ هذا هذا التصرف من نتائج قد تؤثر عليهم سلبًا مستقبلاً، وبإمكانك أيضًا أن توسّع مساحة الوعي لديهم وأن تشرح لهم كيف أنّ تصرّفهم قد يؤذي باقي أفراد الأسرة حتى يعوا بذلك أهمية تأمّل نتائج أفعالهم على باقي أفراد "المجتمع". حينها سيقف الأبناء مستقبلاً أمام رف كتب التنمية الذاتية بوعي متكامل آملين وقادرين على إيجاد دوافع حقيقية تدفعهم للمزيد من الإبداع والتطوّر دون الاهتمام بعامل الخوف.
وبإمكاننا أيضاً التغلب على عامل الخوف عند الإقبال على العمل من خلال تذكير أنفسنا أنّ ما ننجزه وننتجه كلّ يوم سيكون له الأثر الإيجابي على من حولنا من خلال خدمتهم ومساعدتهم على إتمام حاجتهم، ولا نحتاج للخوف أو الترهيب للمضي قدمًا في عملنا.