ارتفاع الدولار 2.4 % منذ بداية العام يحبط المستثمرين المراهنين على ذبول العملة
تسبب ارتفاع الدولار في إحباط المستثمرين الذين راهنوا على أن العملة ستذبل تحت وابل من تخفيضات أسعار الفائدة التي لم تتحقق بعد، في ظل اقتصاد جاء أقوى من المتوقع.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة مقابل سلة من نظرائه، بنسبة 2.4 % منذ بداية العام حتى الآن.
أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن صافي الرهانات على الدولار في أسواق العقود الآجلة تأرجحت إيجابيا الشهر الماضي للمرة الأولى منذ أواخر نوفمبر.
وتعود القوة الدافعة للعملة، إلى الاقتصاد الأمريكي القوي الذي جعل بنك الاحتياطي الفيدرالي مترددا في تخفيف السياسة النقدية بسرعة كبيرة والمخاطرة بحدوث انتعاش تضخمي.
نما الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل سنوي 3.2 % في الربع الرابع. وعلى النقيض من ذلك، ركد اقتصاد منطقة اليورو العام الماضي، كما أن الصين تواجه أزمة متفاقمة، بينما انزلقت اليابان بشكل غير متوقع إلى الركود في نهاية 2023.
وقال تييري ويزمان، استراتيجي العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في ماكواري، الذي أصبح أكثر حيادية بشأن الدولار بعد توقعاته الهبوطية العام الماضي، إنه في حين ظل الاقتصاد الأمريكي مرنا، "لا يوجد دليل مهم على أن أوروبا والصين تتحسنان". وأضاف "هذا هو السبب وراء تغير رأي الناس" بشأن الدولار.
ومن بين المضاربين على ارتفاع الدولار أوغو لانسيوني، رئيس قسم العملة في نيوبيرجر بيرمان، الذي يراهن على استمرار الدولار في الارتفاع بفضل الأداء المتفوق للولايات المتحدة على الرغم من أنه يعتقد أنه أصبح مكلفا مقارنة بالعملات الأخرى. وقال: "إن دعوتنا الآن هي مجرد نوع من الدعوة للنمو النسبي".
وتحديد المسار الصحيح للدولار أمر مهم بالنسبة للمستثمرين، وذلك نظرا للدور المركزي الذي تلعبه العملة في التمويل العالمي.
وقد يؤثر ارتفاع الدولار في التوقعات المستقبلية للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات، لأنه يزيد تكلفة تحويل أرباحها الأجنبية إلى دولارات، بينما يجعل منتجات المصدرين أقل قدرة على المنافسة في الخارج. أظهرت بيانات FactSet أن نحو ربع شركات S&P 500 تحقق أكثر من 50 % من الإيرادات خارج الولايات المتحدة.
وتؤدي قوة الدولار أيضا إلى تعقيد جهود البنوك المركزية الأخرى لمكافحة التضخم، لأنها تجعل عملاتها أرخص. كما عارض البنك المركزي الأوروبي، الذي يختتم اجتماع السياسة النقدية يوم الخميس، الحديث عن خفض أسعار الفائدة بسبب التضخم المستمر. ومن الممكن أن تؤدي الإشارات التي تشير إلى أن صناع القرار في منطقة اليورو قد يؤخرون مزيدا من التيسير النقدي لتعزيز اليورو على حساب الدولار.
وفي حين أن متوسط التوقعات بين استراتيجيي العملة هو أن يضعف الدولار خلال بقية العام، فإن نحو 80 % يعتقدون أن هناك خطر أن يتجاوز الدولار هدفهم، حسبما أظهر استطلاع أجرته "رويترز" في فبراير.
يرى بول ميلكزارسكي، رئيس الاستراتيجية الكلية في برانديواين جلوبال، أن انتعاش الدولار الأخير هو مجرد "ارتفاع تكتيكي".
ورجح ويزمان من ماكواري أن يظل المستثمرون مترددين في تجديد رهاناتهم الهبوطية مقابل الدولار.