القُلَاخُ العَنْبَرِيُّ، وهو القُلَاخُ بْنُ جَنَابِ بْنِ جَلَا، كان شاعرًا بصريًّا مخضرمًا، عاش في الإسلام طويلًا.
أصل تسميته
قال المَرْزَبَانِيُّ: «القُلَاخُ مأخوذ من القَلْخِ، وهو رُغَاء من البعير فيه غلظ وجشة، وأحسبه لقبا».
أَراد: إِنِّي مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ. وكُلُّ مَنْ قَادَ الجَمَلَ، فإِنَّهُ يَرَى مِنْ كُلِّ مَكَانٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ لَيْسَ هُوَ الْقُلَاخَ بْنَ حَزْنٍ كَمَا ذَكَرَ، وإِنَّمَا هُوَ القُلَاخُ العَنْبَرِيُّ».
حياته
له مع معاوية بن أبي سفيان خَبَرٌ، يَذْكُرُ فيه أَنَّهُ وُلِدَ قبل مولد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنه رأى أمية بن عبد شمس بعدما ذَهَبَ بَصَرُهُ، يَقُودُهُ عَبْدٌ له من أهل صَفُّورِية، يُقَالُ لَهُ: ذَكْوَان. فقال له معاوية: «مه ذاك ابنه ذكوان»، فقال: «هذا شيء قلتموه أنتم». فقال القلاخ:
يُسَائِلُنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ هِنْدٍ
لَقِيْتُ أَبَا سُلَالَةَ عَبْدَ شَمْسِ
فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُ أَبَاكَ شَيْخًا
كَبِيرَ السِّنِّ مَضْرُوبًا بِطَمْسِ
يَقُودُ بِهِ أُفَيْحِجُ عَبْدُ سُوْءٍ
فَقَالَ: بَلْ ابْنُهُ، لِيُزِيلَ لُبْسِي
وعاش القلاخ إلى أن تَزَوَّجَ يحيى بن أبي حفصة بِنْتَ مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم، فهجا آل قيس بن عاصم بسبب ذلك:
هم مجد تصول به معد
وليس له إذا عد افتخار
حس له يدعو نزارا
لعمرك لا تقربه نزار
كان له غُلَامٌ، اسمه مِقْسَم، وكَانَ قَدْ هَرَبَ، فَخَرَجَ قُلَاخٌ فِي طَلَبِهِ، فَنَزَلَ بِقَوْمٍ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ:
أَنَا القُلَاخُ جِئْتُ أَبْغِي مِقْسَمَا
أَقْسَمْتُ لَا أَسْأَمُ حَتَّى يَسْأَمَا
ورُوِيَ صدر البيت هكذا:
أَنَا القُلَاخُ فِي بُغَائِي مِقْسَمَا