ولقد أصبحنا اليوم بحاجة كبيرة إلى التسامح في حياتنا اليومية ، حيث أنه الحل الوحيد للتخلص من المشكلات المعاصرة مثل الصراعات، ويزخر التاريخ بشخصيات متعددة دعت إلى نشر التسامح وجعله رمز قوة وعنصر أساسي لبناء المجتمعات، وأشار التاريخ أيضا إلى مجتمعات كثيرة تقدمت بسبب انتشار التسامح، ومجتمعات أخرى تأخرت بسبب الحقد والانتقام والكراهية.
حيث أن التسامح منبع قوة لأي مجتمع ويدعم الوحدة بين أفراد المجتمع، وهناك علاقة متناغمة بين تطور وتقدم المجتمعات وبين التسامح، فمتى وجد التسامح وجد التقدم والتطور، فهما وجهان لعملة واحدة، وبناء الدولة يتطلب من شعبها تقديم التضحية والتنازلات، وصفة العفو صفة مقدسة، تبعث الاطمئنان والسكينة في النفس وبين الأفراد، وتنشئ مجتمع موحد، وهي دليل على التحضر، وتولد المحبة بين أفراد المجتمع.
يحظى التسامح بجانب كبير في بناء المجتمعات الإنسانية، حيث أنه يقضي على الكراهية والحقد بين الناس، ويعزز السلام بينهم، ويساهم في بناء المجتمعات المتحضرة بشكل كبير ويجعلها متينة وقوية لا يوجد فيها صراعات أو فتن، ويجعل الفرد لا يفكر في مصلحته الشخصية فقط، بل يفكر في جميع من حوله.
يمكن التسامح من تربية جيل قادر على العفو والمسامحة، ويمنحنا العيش بسلام داخلي في المجتمع، ويقوي من الروابط الانسانية والعلاقات الاجتماعية، وللتسامح أثر نفسي على الفرد، حيث أن الكراهية والحقد تؤثر على صحة الانسان وتجلب له العديد من الأمراض النفسية والعصبية، أما التسامح يمنحه الأمان والاستقرار والراحة النفسية، ويساعد أيضا على تقوية الجهاز المناعي، وبذلك يقلل من خطر التعرض لتلف خلايا الدماغ العصبية، وقد قال الإمام الشافعي رحمة الله عليه “فعاشر بإنصافٍ و سامح من اعتدى ولا تلْق إلا بالـتي هي أحسن”.