في إطار التسهيلات والخطط العملاقة لاستقبال أكثر من 30 مليون حاج ومعتمر سنويا، يتطلع الزواروالمعتمرون إلى تسهيل زيارة غار حراء الذي كان يختلي فيه الرسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة في ظل وقوعه على ارتفاع 634 مترًا وصعوبة وصول البعض من كبار السن إلى هذه البقعة الطاهرة.
وغار حراء يقع في شمال شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى «جبل النور» أو «جبل الإسلام»، ويبعد مسافة 4 كم عن المسجد الحرام، وهو فجوة في الجبل بابها نحو الشمال، طولها أربعة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع، ويمكن لخمسة أشخاص فقط الجلوس فيها في آن واحد.
والداخل له يكون متجهًا نحو الكعبة، وأول آيات القرآن الكريم نزولًا كانت فيه مبتدئةً الوحي بآية ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)..
الزوار يفرحون ويقترحون
عبر عدد من الزوار والمعتمرين الذى التقيناهم أثناء وبعد صعودهم الى قمة جبل النور للوقوف على موقع غار حراء عن سعادتهم بمشاهدة هذا الموقع التاريخي الذى كان يتحنث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، مشيرين الى أن هذه اللحظة الفارقة تمثل لهم فرحة العمر. وقالوا: إن الرحلة جميلة وممتعة رغم أن صعود الجبل يستغرق من نصف ساعة إلى ساعة ونصف حسب قدرة الشخص..
ذرفت دموعنا
المعتمر سيد حداد (مصري)، قال: أكرمنا الله تعالى بأداء العمرة وكلنا شوق لمعرفة كل المواقع التاريخية في مكة المكرمة وخاصة المرتبطة بسيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وجئنا الى «جبل النور» لرؤية الغار الذى كان يجلس فيه الرسول عليه الصلاة والسلام للعبادة قبل البعثة، والحمدلله شاهدنا المكان وشعرنا بفرحة واعتبرنا، وذرفت دموعنا بتذكر كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصعد لهذا المكان فى ذلك الزمن، ونشكر المملكة على التسهيلات والخدمات التى رافقتنا فى كل مكان خلال رحلة العمرة والتوسعات العملاقة في الحرمين الشريفين.
سلم كهربائي
وأعرب محمد منصور (بنغلاديش) عن أمله في إنشاء سلالم كهربائية لنقل الزوار إلى موقع الغار بكل سهولة، مشيرا اإلى أن حجم الانجازات على الأرض بخدمة الزوار والمعتمرين يفوق الوصف.
«تلفريك»
وأعرب المعتمر محمد بخش (باكستان) عن أمله في تسهيل الوصول الى غار حراء من خلال سلالم كهربائية أو تلفريك منوها بالخدمات الكبيرة والتسهيلات المقدمة للزوار والمعتمرين فى مكة والمدينة.
شكر وامتنان
وأبدى عبدالله سيد ورحمانوف من جمهورية قيرقذستان شكرهما وامتنانهما لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وكافة المسؤولين على التسهيلات خلال رحلة العمرة، وقالوا إنهم جاؤوا لمشاهدة موقع نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لأول مرة في غار حراء وهي رحلة ممتعة ورائعة على كافة المستويات.
«جبل حراء» لاشبيه له في أصقاع الدنيا
جبل حراء له أسماء عديدة منها جبل القرآن، وجبل الإسلام، ولكنه يعرف حالياً بجبل النور، ويصل ارتفاعه إلى 642 متراً، ولكنه شاق على من يصعده، لاسيما عندما يصبح انحدار الجبل شديداً من ارتفاع 380 متراً حتى يصل إلى 500 متر، ثم يستمر بانحدار قائم الزاوية تقريباً إلى قمة الجبل في شكل جرف، وتبلغ مساحته 5.25 كم مربع.
يقع جبل النور، في الشمال الشرقي لمكة المكرمة، ويقع في أعلاه غار حراء، محضن أول آية أنزلت في القرآن الكريم، ومقر خلوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم قبل بعثته. وفيه تم أول لقاء مع جبريل عليه السلام حاملا بشرى النبوة لمحمد بن عبدالله تمهيدا لحمل الرسالة إلى الثقلين الإنس والجن.
وأشارت مصادر تاريخية إلى أنه لا يوجد جبل بمكة ولا بالدنيا كلها يشبه جبل حراء، فهو فريد الشكل والصورة، قمته تشبه الطربوش الذي يلبس على الرأس أو كسنام الجمل، أو كالقبة الملساء. وقد وصفه مسلم ابن خالد بأنه «جبل مبارك قد كان يؤتى».
وللجبل فضائل أوردتها كتب التاريخ على أنه أحد الجبال الخمسة، التي بنى بها أبوالأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام الكعبة المشرفة، وأورد أبي الوليد الأزرقي في كتابه (أخبار مكة وما جاء فيها من آثار) عن سعيد عن قتادة في قوله عز وجل: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد» قال: (ذكر لنا أنه بناه من خمسة جبال: من طور سيناء، وطور زيتا، ولبنان، والجودي، وحراء. وذكر لنا أن قواعده من حراء).