ما هي أسباب التهاب السحايا وأعراضه وطرق علاجه ؟

التهاب السحايا هو عدوى في الأغشية الواقية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، والتي تسمى السحايا، وينجم مرض التهاب السحايا عادة نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، وفي حالات نادرة، قد يسبب الفطريات أو الطفيليات أو الأميبا أيضًا التهاب السحايا، وهناك أيضًا أسباب غير معدية لالتهاب السحايا، مثل بعض أنواع السرطان أو الذئبة أو إصابات الرأس أو جراحة الدماغ، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

ويمكن أن يصاب الأشخاص من أي عمر بالتهاب السحايا، وعادة ما يعاني المصابون من الحمى والصداع الشديد، ولأن بطانة الدماغ والحبل الشوكي أصبحت ملتهبة، تتضخم الرقبة، مما يؤدي إلى تصلب الرقبة وأعراض التهاب السحايا يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا في شدتها وقد تسبب بعض أنواع التهاب السحايا ظهور طفح جلدي أحمر على الجسم.

والشكل الأكثر شيوعًا للمرض هو التهاب السحايا الفيروسي، والذي عادة ما يكون أقل حدة من التهاب السحايا الناتج عن البكتيريا، وفي الواقع أن التهاب السحايا الجرثومي خطير للغاية ويمكن أن يكون مميتًا ولكنه نادر إلى حد ما.


أسباب وعوامل خطر التهاب السحايا :
يمكن أن ينتشر التهاب السحايا الجرثومي عن طريق الاتصال بإفرازات الجهاز التنفسي أو الحلق لدى الشخص المصاب من خلال السعال أو العطس أو التقبيل أو مشاركة الطعام والمشروبات وأواني الطعام، وقد يكون المراهقون والشباب، مثل الطلاب في مساكن الكلية أو الثكنات العسكرية، أكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا الجرثومي بسبب تفاعلاتهم الإجتماعية ومن العيش في اتصال وثيق مع بعضهم البعض، وتشمل أربعة أنواع من البكتيريا الأكثر شيوعًا التي تسبب التهاب السحايا ما يلي :

- النيسرية السحائية، وهي نوع محدد من البكتيريا التي توجد عادة في أنف وحلق الناس، وفي حالات نادرة، يمكن لهذه البكتيريا أن تدخل مجرى الدم وتنتقل إلى السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، مما يتسبب في مرض يعرف باسم مرض المكورات السحائية وهذا النوع معد للغاية ويمكن أن ينتشر بسرعة في بيئات المجموعات الكبيرة، مثل الحرم الجامعي.

- يمكن أن تسبب بكتيريا المكورات العقدية الرئوية التهاب السحايا بالمكورات الرئوية، وهو أخطر أشكال التهاب السحايا الجرثومي.
المستدمية النزلية نوع من البكتيريا التي تؤثر بشكل أساسي على الأطفال تحت سن 5 وكان في السابق السبب الرئيسي لالتهاب السحايا عند الأطفال الصغار، ولكن تقريبا تم القضاء حيث أوصى تطعيم الرضع ضد المستدمية النزلية في عام 1989.

- والسبب الأكثر شيوعًا لالتهاب السحايا الفيروسي هو الفيروسات المعوية، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض هناك فيروسات أخرى مثل تلك التي تسبب النكاف، الهربس والجدري، الحصبة، الأنفلونزا والفيروسات المنقولة عن طريق البعوض يمكن أن تسبب العدوى أيضًا.

- وتم العثور على هذه الفيروسات في الحلق والبراز للمصابين ويمكن للناس نشر التهاب السحايا الفيروسي للآخرين عن طريق السعال أو العطس، أو عن طريق ملامسة البراز مثل عندما يقوم الشخص بتغيير حفاضات أو ملاءة متسخة.

- ويمكن أن يصاب الناس بالتهاب السحايا الفطري، وهو نادر ويتم نقله عندما يتنفسون في جراثيم فطرية تعيش في التربة أو على الخشب المتحلل، أو جراثيم موجودة في فضلات الطيور أو الخفافيش، والمرض يُرى دائمًا تقريبًا في الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة بسبب فيروس نقص المناعة البشرية أو زرع الأعضاء.

أعراض التهاب السحايا :
قد تظهر بعض العلامات المبكرة لالتهاب السحايا فجأة وتشبه الأنفلونزا وتظهر أعراض التهاب السحايا الجرثومي عادة ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام من تعرض الشخص للعدوى، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، وقد تشمل أعراض التهاب السحايا الجرثومي ما يلي :

* حمى شديدة مفاجئة
* صداع حاد
* النعاس
* تصلب الرقبة
* العيون أكثر حساسية للضوء
* غثيان
* التقيؤ
* قلة الشهية
* نقص الطاقة
* التهيج
* النوبات
وقد يظهر طفح جلدي أحمر أو أرجواني مع التهاب السحايا بالمكورات السحائية مع تقدم المرض، وقد تشمل علامات التهاب السحايا الجرثومي عند الأطفال ما يلي :
* حمى
* بكاء مستمر
* النعاس المفرط أو التهيج
* التغذية السيئة
* الخمول أو الركود
* انتفاخ في البقعة الناعمة على رأس الطفل (اليافوخ)
* الصلابة في جسم الطفل أو رقبته

تشخيص وعلاج التهاب السحايا :
الاختبار التشخيصي الرئيسي لتقييم التهاب السحايا هو البزل الشوكي (البزل القطني) ويستخلص هذا الاختبار عينة من السوائل المحيطة بالحبل الشوكي لتحليل ما إذا كان سبب التهاب السحايا جرثوميًا أو فيروسيًا أو فطريًا، والاختبارات التشخيصية تحسنت بشكل ملحوظ على مر السنين فهي أفضل في اكتشاف سبب التهاب السحايا ويمكن أن تقدم نتائج في غضون ساعات قليلة فقط.

وقد تساعد اختبارات تصوير الدماغ، مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي الأطباء على اكتشاف ما إذا كان هناك التهاب في الدماغ، والتهاب السحايا الجرثومي هو مرض خطير يتطلب دخول المستشفى، ويمكن أن تصبح أعراضه مهددة للحياة بسرعة دون علاج مضاد حيوي سريع، وهناك مضادات حيوية نشطة للغاية ضد التهاب السحايا الجرثومي وعندما يشتبه في إصابة الشخص بالتهاب السحايا، يبدأ هذا الشخص بمضاد حيوي واسع النطاق، والذي يمكن أن يستهدف العديد من أنواع البكتيريا، وعندما يتم تحديد السبب الدقيق للعدوى، يتم تغيير العلاج إلى مضاد حيوي أضيق وأكثر تحديدًا.

ويتعافى معظم الناس من التهاب السحايا الجرثومي، ولكن قد يصاب بعض الأفراد بمضاعفات دائمة، مثل تلف الدماغ، وفقدان السمع، وإعاقات التعلم ومشاكل الذاكرة نتيجة للعدوى، ولا يوجد علاج محدد لالتهاب السحايا الفيروسي بخلاف الراحة والسوائل ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية ويتعافى معظم الأشخاص الذين يعانون من شكل خفيف من العدوى الفيروسية في غضون سبعة إلى 10 أيام، ويتم علاج التهاب السحايا الفطري بجرعات عالية من الأدوية المضادة للفطريات التي يتم إعطاؤها عن طريق الوريد غالبًا.

الوقاية من التهاب السحايا :
هناك لقاحات جيدة جدًا يمكنها منع بعض الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب السحايا الجرثومي وأحد التطورات الكبيرة في طب الأطفال هو تطوير لقاح الذي أزال بشكل شبه كامل هذا الشكل من التهاب السحايا الجرثومي لدى الأطفال، ويمكن أن تساعد اللقاحات التالية في منع التهاب السحايا الجرثومي :

- لقاح الأنفلونزا والذي يُعطى عادةً كسلسلة من ثلاثة أو أربعة أجزاء من اللقاحات الروتينية للطفولة بدءًا من عمر شهرين.
- لقاح المكورات الرئوية المترافق، والذي يوصى به لجميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 2 عامًا ويتم إعطاؤه للرضع كسلسلة من أربعة أجزاء من اللقاحات.
- لقاح المكورات السحائية المترافق، والذي يعطى عادة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا لمنع التهاب السحايا بالمكورات السحائية، وهو شكل شديد العدوى من هذه العدوى البكتيرية وينصح بجرعة ثانية في سن 16 وينصح الطلاب الجدد الذين يعيشون في مساكن الطلبة والمجندين العسكريين الذين لم يتم تطعيمهم مسبقًا بالحصول على هذه الجرعة.
- وقد يوصى باستخدام لقاحين آخرين، وهما لقاح المكورات السحائية، ولقاح السكريات الرئوية للأطفال أو البالغين المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب السحايا، ويجب أن تعلم أنه لا يمكن الوقاية من معظم الفيروسات التي تسبب التهاب السحايا الفيروسي عن طريق اللقاح وأفضل الطرق للوقاية من التهاب السحايا الفيروسي هي الحفاظ على الصحة وممارسة النظافة الجيدة وهذا وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.