المغرب ما قبل التاريخ استوطن البشر المغرب منذ العصر الحجري القديم، أيّ حوالي قبل 500-700 ألف سنة، وكانت الحضارة الوهرانية هي السائدة خلال الفترة 11000-9000 ق.م، ثمّ سادت الحضارة القبصية بعدها في الفترة ما بين 9000-6000 ق.م والتي تعود إلى أصول آسيوية.[١] ومع بداية العصر الحجري الحديث بدأ الناس بالاستقرار والاهتمام بالزراعة وتربية المواشي، وبدأ تشكّل جماعة الأمازيغ من قبائل شمال أفريقيا والمغرب خلال هذه الفترة أيضًا.[١] احتوت جزيرة سيدي عبد الرحمن في المغرب على العديد من الأدلّة التي تُثبت وجود البشر في المغرب منذ 200,000 عام،[٢] ومن أهم الاكتشافات التي وُجدت في المغرب ودلّت على وجود الإنسان البدائي ما يأتي:[١] العثور على هيكل عظمي يعود عمره إلى 108,000 سنة لطفل يتراوح عمره بين 7-8 سنوات، وذلك في عام 2010م في مدينة تمارة المغربية. العثور على سكين يصل طولها إلى 13 سم تقريبًا في كهف دار السلطان الواقع بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي المغربي، ويعود تاريخه إلى ما قبل 90,000 عام. العثور على أصداف مُزخرفة ومثقّبة مصنوعة من الخرز يعود تاريخها إلى 82,000 سنة، وذلك في شرق المغرب عام 2007م. الحضارة الموستيرية الحضارة الموستيرية هي المرحلة الأخيرة من العصر الحجري القديم الأدنى، واستمرت من حوالي 100,000 ق.م إلى 40,000 ق.م، وسمّيت بذلك نسبةً إلى ملجأ صخري قديم في فرنسا وقد كان باسم (Le Moustier)، ويُشار إلى أنّه يعتقد العلماء أنّ النظام السائد فيها كان اجتماعيًا دينيًا بدائيًا.[٣] عاش الإنسان الموستيرى في الكهوف أو الملاجئ، واستخدم الأدوات الحجرية التي كانت سائدة في ذلك العصر، أمّا التطورات التكنولوجية الرئيسية فشملت اكتشاف وسائل إشعال الحرائق، واستخدام العظام والقرون لصنع الأدوات.[٣] يُذكر أنّ طريقة الحصول على الطعام كانت من خلال صيد الماموث، والدببة، ووحيد القرن وغيرها من الحيوانات، ويُشار إلى أنّ مواقع الثقافة الموستيرية موجودة الآن في أوكرانيا في موقع مولودوف الأثري.[٣] الحضارة العاترية أخذت الحضارة العاترية حيّزها في العصر الحجري الأوسط في شمال أفريقيا، وتميّزت بصناعة الأدوات الحجرية،[٤] وذلك في الفترة ما بين 40,000 - 25,000 ق.م، [٥]وكان الشعب العاتيري من بين أول من استخدم القوس والسهم.[٦] ويُذكر أنّه تمّ إنتاج رؤوس الحربة ثنائية الوجه، والتي تعادل في صعوبتها تلك المستخدمة في الأدوات اللاحقة مثل: الحضارة الموستيرية.[٦] الحضارة الإيبيروموريسية نشأ الأيبيروموروسيون على الأرجح من سكان ابيجرافيتي الإيطاليين الذين أقاموا في تونس منذ 24000 عام، وانتشروا بعدها باتجاه الغرب (المغرب) والشرق (السودان المصري) ليحلوا محل السكان الأصليين الأتريين الذين كانوا من قبل حوالي 50,000 عام، ويُذكرأنّهم وصلوا إلى الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط واستبدلوا تدريجيًا السكان البدائيين الأصليين في تلك المنطقة. [٧] العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي حدثت تحولات ثقافية عميقة في العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي بسبب الهجرات في أجزاء من قارة أوروبا، بدايةً من المزارعين الأوائل من الشرق الأدنى، ثمّ رعاة العصر البرونزي من سهول بونتيك، ويُذكر أنّ هذه السلالات كانت تعيش على الصيد.[٨] وجد في مقبرة رفات امرأة من العصر الحجري الحديث تعود لما يُقارب إلى 3343 إلى 3020 ق.م، وظهر ثلاثة أفراد من العصر البرونزي من جزيرة راثلين تعود لما يُقارب من 2026- 1534 ق.م.[٨] العصر الكلاسيكي امتد العصر الكلاسيكي في القرنين 4 و 5 ق.م، وحقّقت في هذه الفترة إنجازات كبيرة، حيث انتشر الأدب اليوناني، والعمارة، والنحت، حيث كان من الممكن دراسة التصاميم بالتفصيل للأزياء والمنحوتات المرسومة.[٩] الأمازيغيون يُعتبر الأمازيغ من أوائل القبائل التي استوطنت المغرب، إذ يُعتقد أنّ أصولهم تعود إلى مصر، وقد عانى شعبهم من الحروب على مرّ العصور، وفي عام 2500 ق.م انضمّ صيّادون من البحر الأبيض المتوسط ومربّو الخيول الصحراويون إلى الأمازيغ،[١٠][١١] يُقسم الأمازيغ في منطقة المغرب إلى 4 مجموعات كالآتي: المصمودة تشمل مزارعي السهول الساحلية والرعويين في جبال الأطلس. الصنهاجة وهم البدو الذين يتنقّلون بالجمال. الزناتة وتتضمّن خيّالة الهضاب المرتفعة. الأمازيغ المُستعربون. القرطاجيون يُعتبر القرطاجيون من أوائل الذين اكتشفوا الأراضي الإفريقية الغربية وتحديدًا المغرب، فقد أنشأوا مركزًا تجاريًا في مدينة ليكسوس الموجودة على الساحل الغربي لإفريقيا وذلك في عام 1000ق.م، وأقاموا في عدّة مناطق في مدينتي طنجة والصويرة، وهم من بنوا الرباط أيضًا،[١٢] لكنّ معالم مدينة قرطاج جميعها التي أسّسها الفينيقيون دُمّرت على يد الرومان في عام 146ق.م، ولم يتبقّ منها إلّا معالم قليلة جدًا.[٢] الرومان ضمّ الرومان المغرب إلى مقاطعة موريتانيا في عام 46 م وبقيت كذلك حتّى القرن الخامس قُبيل اجتياح هذا الجزء من الإمبراطورية الرومانية، ومن الجدير بالذكر أنّ الحُكم الروماني لم يُفرض على الطبقات الأرستقراطية المدنية والقبلية في المغرب، كما حدث في المقاطعات الهيلنية في آسيا فقد فُرض هناك.[٢][١٣] وفيما يأتي أبرز أعمال الرومان:[٢] أعاد الرومان تهيئة بعض المدن، واهتمّوا بتطوير المجتمعات الحضرية بخاصة في تونس، والجزائر، وبعض أجزاء من المغرب. ساهموا في ازدهار المدن تجاريًا، ففي القرن الأول الميلادي كان عدد مالكي العقارات من أعضاء مجلس الشيوخ الروماني قليلًا، لكن فيما بعد اتسعت الإمبراطورية على نطاق أكبر. زاد التركيز على شراء الأراضي واستئجار الأراضي الزراعية من قِبل جميع فئات السكان دون تعرّضهم للعبودية، وذلك باعتماد نظام يضمن المشاركة في المحصول. الحكم الإسلامي فيما يأتي توضيح لمراحل الحكم الإسلامي للمغرب:[١٠] وصل المسلمون إلى بلاد المغرب العربي في عام 682 م، وكان فتح المغرب على يد عقبة بن نافع. في عام 788 م وحّد إدريس بن عبد الله القبائل الأمازيغية، حيث اعتنقت هذه القبائل الإسلام وانتشرت اللغة العربية بين أفرادها. بعد ذلك نشأت دولة الأدارسة المُنحدرة من سلالة الأمويين، وامتدّ حُكمها في الفترة ما بين 800-974م. في عام 1055م أُعلن عن تولّي القائد عبد الله بن ياسين حُكم المغرب، ثمّ انتقل الحُكم بعد ذلك إلى دولة الموحّدين حتّى عام 1269م بقيادة الخليفة عبد المؤمن بن علي. افتُتح بعد ذلك العصر الذهبي لتاريخ المغرب على يد الملك السعدي أحمد المنصور والمُلّقب بالذهبي، وحكم في الفترة ما بين عام 1578- 1603م، وأعاد في هذه الفترة هيكلة الجيش وتنظيمه، وساهم في تقوية أساليب الدفاع. في نهاية العصر الذهبي للمغرب أدّى تدهور الأوضاع فيها إلى سيطرة الفيلاليين عليها؛ وهي قبائل تعود إلى أصول عربية وأمازيغية، واستمرّت بحكمها حتّى العصر الحديث. الاحتلال الفرنسي تعرّضت المغرب للاحتلال من قِبل النفوذ الفرنسي في عام 1904 م، وفقاً لاتفاقية تمّت بين فرنسا وإسبانيا نصّت على تقسيم المغرب بينهما، حيث احتلّت فرنسا المغرب كاملةً تقريباً، أمّا إسبانيا فحظيت بالجزء الجنوبي الغربي الصغير منها والذي أُطلق عليه اسم الصحراء الإسبانية، واستمرّ التنافس الأوروبي من أجل السيطرة على المغرب، ففي عام 1905م سعت ألمانيا لاحتلاها للاستفادة من ثرواتها المعدنية