فيما تستمر خروقات الهدنة، تسعى دول عربية والولايات المتحدة والدول الأفريقية لتمديد وقف إطلاق النار في السودان. و أعطى الجيش السوداني موافقة أولية على اقتراح أفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال. ودعا الاتحاد الأفريقي سفراء المجموعة الأفريقية في القاهرة، للاستماع، إلى إحاطة للقائم بأعمال سفير السودان في مصر، الصادق عمر عبدالله، حول الأوضاع في السودان. واعتبر حزب الأمة القومي في السودان في تصريحات نقلتها قناة «العربية» «مبادرة السعودية أكثر اكتمالا من مبادرة الإيجاد»، مؤكدًا أنها «تشمل كافة القوى السياسية ولا تقتصر على الجنرالين». وأوضح الحزب أنه «نصح قائد قوات الدعم السريع حميدتي ألا ينجر لاستفزاز يريده الإسلاميون»، مضيفًا: «حاولنا إقناع البرهان وحميدتي بوقف هذه الحرب التي أرادها الفلول الذين حشدوا لها». وطالب حزب الأمة القومي «قوات الدعم السريع بالخروج من المدن وعدم التمركز بين المدنيين»، مشيرًا إلى أن خروج قيادات النظام السابق من السجون سيصعد الحرب. وكان الجيش السوداني أعلن، الأربعاء، أن قائده رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، أبدى موافقة مبدئية على مبادرة لمنظمة الإيجاد (الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا) لحل الأزمة الراهنة في البلاد. وقال الجيش: «تسلم القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مبادرة منظمة الإيجاد التي تمخضت عن الاجتماع الإسفيري الذي انعقد في وقت سابق بين رؤساء دول المنظمة، وتقرر فيه تكليف رؤساء كل من جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على مقترحات حلول للأزمة الحالية». وأوضح أن مقترحات المبادرة تتلخص في «تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة إضافية، وإيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة والميليشيا المتمردة (قوات الدعم السريع) إلى جوبا (عاصمة جنوب السودان)، بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة». وتأتي هذه التطورات في وقت دخل فيه الصراع الأخطر في السودان يومه الـ13، دون أي بوادر لحل قريب. ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية، برا وبحرا وجوا. كما تسببت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بمقتل 512 شخصا وإصابة 4193 منذ بداية الاشتباكات، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى. وفي السياق، اتهم بيان لقوات الدعم السريع الجيش بمهاجمتها (الخميس) ونشر «شائعات كاذبة» دون الإشارة إلى الاقتراح الذي قال الجيش إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد). وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان (الأربعاء) إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد ناقشا العمل معا لوضع نهاية للقتال. وتسببت الضربات الجوية والمدفعية في تدمير المستشفيات وصعوبة توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة، حيث كان ثلث السكان البالغ عددهم 46 مليون نسمة يعتمدون بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر الصراع. وأفاد تحديث من الأمم المتحدة أمس الأربعاء أن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل تواجه نقصاً في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه. وذكر التحديث أن اشتباكات دامية اندلعت في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور يومي الثلاثاء والأربعاء أسفرت عن أعمال نهب وقتل مدنيين وأثارت مخاوف بشأن تصعيد التوترات العرقية. وقالت قوات الدعم السريع السودانية، (الخميس)، إن الجيش شن هجوماً بالطيران والمدفعية على معسكر تابع لها في منطقة كافوري بولاية الخرطوم. وأضافت، في بيان، أنها تصدت لهجوم الجيش وكبّدته خسائر كبيرة، مشيرة إلى أن الهجوم يأتي في ظل الهدنة... التي تم تخصيصها لفتح ممرات إنسانية. و (الأربعاء)، أعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 512 والإصابات إلى 4193 حتى يوم الثلاثاء. وقال مراسل لوكالة «رويترز» إن بعضاً من أعنف المعارك، دارت في أم درمان المتاخمة للخرطوم، حيث تصدى الجيش لتعزيزات قوات الدعم السريع التي جاءت من مناطق أخرى في السودان. وسُمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية في المساء. وفي الخرطوم، التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من كبرى المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون مع انتشار عصابات السلب والنهب.dv