تحدثت الشابة الجزائرية، ريما عنان (28 عاما)، التي تعرضت خلال سبتمبر من عام 2022 لمحاولة القتل حرقا بعد رفضها عرض زواج من جارها، عن حالتها الصحية، وذلك بعد تلقيها العلاج في إسبانيا. وروت كيف أمضت ليلة رأس السنة وكيف أثرت الحروق على ذاكرتها.
ونقل موقع "النهار" الجزائري آخر المستجدات الصحية لعنان عن مواقع إسبانية حيث تلقت العلاج. وتعود القضية لـ26 سبتمبر الماضي، عندما كانت عنان وهي أستاذة لغة فرنسية من إحدى قرى ولاية تيزي وزو (شرق) بمنطقة القبائل، تنتظر الحافلة للالتحاق بمدرستها، قبل أن تفاجأ بجارها الذي طلب الزواج منها سابقا يصبّ عليها البنزين ويشعل النار بجسدها محاولا قتلها، وفق شهادات أوردتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
وعنان التي تنحدر من قرية آيت فارس بأعالي جبال جرجرة، نقلت إثر إصاباتها البليغة إلى مستشفى قريب، حيث كانت تصارع الموت. ويورد موقع "النهار" الجزائري أن حالتها الصحية هناك تدهورت أكثر وتطلبت العلاج في مستشفى عالي التخصص. وهكذا قررت عائلة عنان وأقاربها إرسالها إلى مستشفى في إسبانيا لتلقي العلاج.
وبعد قضاء أشهر عدة في مستشفى لاباز في مدريد، قررت عنان التحدث ورواية قصتها الصادمة، وفق الموقع الجزائري. ونقل "النهار" عن الإعلام الإسباني، أنه عندما استيقظت عنان من الغيبوبة كانت الحروق أثرت على ثلاثة أرباع جسدها، لذلك ظنت أنها متزوجة بالفعل ولديها طفل.
ورافق عنان خلال إقامتها في إسبانيا شقيقها. وتلقت مساعدة من زوجين إسبانيين متقاعدين، جاءا لمساعدة عنان بعد سماع قصتها، وفق التقرير.
ونقل موقع "النهار" أن عنان تذكرت بشكل خاص ليلة رأس السنة عندما نظم الطاقم الطبي حفلة صغيرة حول سريرها. وتذكرت أيضا أنه عندما أرادت المشي في أحد الشوارع، أخذتها الممرضات إلى مطعم، لتتناول وجبتها الأولى بعد أشهر عدة من العلاج في المستشفى، وفق "النهار". وتابع أن "الشابة عولجت من حروقها تدريجيا بفضل العلاج الطبيعي ويمكنها أخيرا التحدث والمشي بخفة الحركة".
ويذكر أنه قبل سفر عنان، نشر نشطاء نداء لأمها طالبت فيه المحسنين مساعدة ابنتها متحدثة بالقبائلية "البنت الآن بين الحياة والموت نرجو منكم المساعدة بالقدر الذي تستطيعون.. من لم يقدم لها المال، فليدعُ لها بالشفاء.. لا يمكننا الانتظار أكثر يجب الإسراع بنقلها إلى الخارج". وبمجرد انتشار نداء الأم تمكن الشباب القائمون على جمع المال من تحصيل قيمة العلاج، وبحسب مواقع إخبارية حينها، نقلت بالليل إلى المستشفى الجامعي في لاباز بإسبانيا مع شقيقها على متن طائرة طبية. وعندها تمكن الشباب من جمع نحو 30 ألف دولار، لتستطيع عنان السفر على متن طائرة خاصة إلى إسبانيا المجاورة.