ازدادت حالات اختفاء النساء والشابات في السودان، منذ اندلاع الحرب حول السلطة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وأفادت مبادرة القرن الأفريقي لمساعدة النساء، المعروفة باسم «صيحة»، بأن «العدد التقريبي للنساء اللواتي لازلن مفقودات هو 31، وهو قابل للزيادة».
ومنذ اندلاع الحرب في السودان حول السلطة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي صور للعديد من الشابات والنساء المفقودات، مرفقة بأرقام هواتف عائلاتهن.
وفي هذا الصدد أفادت مبادرة القرن الأفريقي لمساعدة النساء، المعروفة باسم «صيحة»، بأن «العدد التقريبي للنساء اللواتي لازلن مفقودات هو 31، وهو قابل للزيادة».
وأضافت المبادرة، التي تقوم بتوثيق أعداد المفقودين، في بيان أرسل لوكالة الأنباء الفرنسية: «نعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير، نظرا لتجنب التبليغ عن المفقودات خشية من الوصمة وما إلى ذلك».
وأفادت مبادرة «مفقود» السودانية المعنية بالبحث عن المفقودين في بيان مطلع الأسبوع أنه «تم العثور على (السودانية) هبة عبيد وعادت إلى أسرتها سالمة.. بواسطة القوات الخاصة في منزل بالحلفايا (شمال الخرطوم)، هي ومعها مجموعة من الفتيات ونساء من كبار السن».
ولفتت مبادرة القرن الأفريقي إلى إقليم دارفور باعتباره بين المناطق التي تأثرت بحالات الاختفاء أو الفقد.
يدورها أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في السودان «يخرج عن السيطرة»، بعد أربعة أشهر من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مشيرة إلى معاناة السكان في الداخل من نفاد الغذاء والموت بسبب غياب الرعاية الصحية.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء، إن ما يربو على المليون شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، فيما يعاني السكان في الداخل من نفاد الغذاء ويموت بعضهم بسبب غياب الرعاية الصحية بعد 4 أشهر من اندلاع الصراع.
وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك: «الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم. الإمدادات الطبية شحيحة. الوضع يخرج عن السيطرة».
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تحديث أسبوعي، إن الحرب تسببت في فرار مليون و17 ألفًا و449 شخصا من السودان إلى الدول المجاورة التي يعاني الكثير منها بالفعل من تأثير الصراعات أو الأزمات الاقتصادية، في حين يُقدر عدد النازحين داخل السودان بثلاثة ملايين و433 ألفا و25 شخصا.
وقالت إليزابيث ثروسل المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في إفادة في جنيف: «كثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم». وأضافت أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى مقتل ما يزيد على 4 آلاف شخص.
وقالت ليلى بكر المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان، إن التقارير حول الانتهاكات الجنسية زادت بمعدل 50%.
وقالت الهيئة القومية للكهرباء في بيان: إن مساحات شاسعة في البلاد تعاني من انقطاع التيار منذ الأحد، ترافق معه أيضًا توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الموسمية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، دمرت منازل ما يصل إلى 13500 شخص أو ألحقت أضرارا بها.
القوى المدنية تتفق على رؤية شاملة لإنهاء الحرب
أعلنت القوى المدنية السودانية الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، التوافق على «بناء جبهة مدنية واسعة ورؤية سياسية لإنهاء الحروب وتأسيس وإعادة بناء الدولة السودانية الجديدة»، وفي بيانها الختامي للاجتماع الذي عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تم «الاتفاق على بناء جيش واحد قوي يعكس تنوع السودان، ويخضع للسلطة المدنية، والتأسيس لنظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي على جميع المستويات».
وتضمنت الرؤية تأكيدًا على أن يكون «نظام الحكم فيدرالياً يقوم على الاعتراف بالحق الأصيل لأقاليم السودان في إدارة شؤونها، وخطة لتبني نظام اقتصادي مختلط»، بالإضافة إلى «تفكيك نظام الرئيس السابق عمر البشير، ويشمل ذلك إنهاء هيمنة فلول النظام السابق، وإعادة تأسيس وبناء مؤسسات الدولة على أساس صحيح، يجعلها معبرة عن تعدد وتنوع السودان، وتلتزم بالمهنية والكفاءة وأسس الحكم الرشيد».
وشددت القوى المدنية السودانية، على ضرورة أن «تنتهي هذه الحرب عبر حل سياسي سلمي يؤدي لاتفاق وطني على مشروع سوداني نهضوي جديد قائم على المواطنة المتساوية والديمقراطية والسلام والتنمية المستدامين والعدالة الاجتماعية والانتقالية والمحاسبة والشفافية، وتوازن المصالح بين المركز والأقاليم».
عقار: مناقشات حول خارطة الطريق
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، إنه أجرى مناقشات حول خارطة الطريق في السودان مع قوى سياسية ومجموعات مدنية سودانية لوقف الحرب خلال الفترة المقبلة.
وقال عقار خلال كلمة بثها التلفزيون السوداني، أمس الأول: «خلال لقاءاتي مع القوى السياسية والمجموعات المدنية السودانية والمواطنين في الخارج استعرضت وناقشت تفاصيل خارطة الطريق التي ستعمل حكومة السودان خلال الفترة المقبلة على تنفيذها لإيقاف الحرب».
وأضاف: «تبدأ خارطة الطريق بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة»، مؤكدا أنه «سيعقب ذلك بداية العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في المناطق المتضررة من الحرب».