شرح حديث: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعريين إذا أَرْمَلُوا في الغزو، أو قلَّ طعام عِيَالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسويّة، فهم مني وأنا منهم". [1]
من فوائد الحديث:
1- أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الأشعريين؛ من أهل اليمن بأنهم يتعاونون، ويسابقون في الخير.
2- طبّقَ الأشعريون مبدأ التكافل بين المسلمين تطبيقا عمليا. [2]
3- قوله: (أرملوا في الغزو) أي: نَفَدَ زادهم، والأرملة التي لا زوج لها، وقيل تختص بمن مات زوجها. وأصله من الرَّمَل، كأنهم لصقوا بالرَّمْل من القلّة.
4- فضيلة عظيمة للأشعريين قبيلة أبي موسى.
5- جواز تحديث الرجل بمناقبه.
6- جواز هبة المجهول.
7- استحباب خلط الزاد في السفر، وفي الإقامة أيضاً.
8- قوله: (فهم مني وأنا منهم ) أي: هم متصلون بي. وتسمى من هذه الاتصالية كقوله: لست من دَدِ. وقيل:المراد فعلوا فعلي في هذه المواساة. [3] وقال النووي: معناه المبالغة في اتحاد طريقتهما واتفاقهما في طاعة الله تعالى. [4]
9- فضل المواساة والسماحة والإيثار، وأنها كانت خلق نبينا صلى الله عليه وسلم، وخلق صدر هذه الأمة، وأشراف الناس. [5]
10- ذكر النبي حالين للأشعريين برزوا، وتميّزوا عن غيرهم فيهما: إذا نفد طعامهم في الغزو، والأمر الثاني: إذا قلّ الطعام لديهم وهم في المدينة، في هذين الحالين، يجمعون ما عند الجميع من زاد، ويضعونه في ثوب واحد، ويقتسمونه بينهم بالتساوي، ما أروعه من منظر، وما أجمله من مشهد، تجتمع فيه القلوب، وتتآلف فيه الأجساد.
11- قوله صلى الله عليه وسلم: (ثوب واحد.. في إناء واحد) كأنهم أصبحوا شيئا واحدا.
12- قوّة الأواصر، والترابط بين أفراد قبيلة الأشعريين.
13- تربّى الأشعريون على مبادئ عظيمة في الشرع. كالمحبّة، والتكاتف، والاجتماع وعدم الفرقة إلى غير ذلك من الأخلاق الجميلة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|