الإعلام العالمي: «إكسبو الرياض» تتويج للرؤية وانتصار لولي العهد
سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على الفوز الساحق الذي حققه ملف المملكة، المقدم لتنظيم نسخة معرض إكسبو 2030 في العاصمة الرياض، وأشارت صحيفة «بوليتيكو أوروبا» المختصة بأخبار الاتحاد الأوروبي إلى الفرحة التي عمَّت الوفد السعودي ومناصريه لحظة إعلان فوز الرياض.
ونبهت الصحيفة إلى أنَّ السعودية حصلت على أكثر من ثلثي إجمالي الأصوات؛ ممَّا يعني أنَّه بموجب قواعد المكتب الدولي للمعارض ليست هناك حاجة لتنظيم جولة ثانية من الاقتراع. وهذه هي المرة الأولى منذ 20 عامًا التي يفوز فيها مرشَّح في الجولة الأولى من التصويت.
ووفقًا لمندوبي المكتب الدولي للمعارض الذين رفضوا الكشف عن هويتهم في حديثهم لصحيفة «بوليتيكو أوروبا» أن فوز الرياض أتى بعد حملة مكثفة لإقناع مندوبي المكتب الدولي للمعارض عبر نشاط دبلوماسي وفعاليات فخمة، مشيرين إلى أنَّ السعودية كانت استباقية بشكل خاص في التواصل مع الدول الأخرى لاقتراح فرص استثمارية.
ونبَّهت الصحيفة إلى أنَّ معرض إكسبو الدولي يُعدُّ فرصة كبيرة للعرض، إلى جانب جني الأموال، وتوفير فرص للعمل، وأضواء عالمية، منبِّهة إلى أنَّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يسعي لدفع بلاده في اتجاه أكثر تقدُّمًا اجتماعيًّا، وتعزيز قطاعات متطورة مثل التكنولوجيا الخضراء والرعاية الصحية.
رمزية التوقيت
من جانبها قالت مجلة بارونز الأمريكية في تعليقها على الحدث «في أحدث نجاحاتها.. السعودية تكسب معرض إكسبو العالمي 2030»، ولفتت إلى أنَّ استضافة المعرض تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للمملكة، التي قاد عرضها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث يسعى لتأمين أهم الأحداث في العالم لعرض إمكانات المملكة في جميع أنحاء العالم، معتبرة أنَّ التوقيت 2030 -أيضًا- رمزيٌّ إلى حد كبير؛ لأنَّه يتزامن مع معلم رئيس في برنامج الرؤية 2030 لتحول المملكة اقتصاديًّا وثقافيًّا أيضًا، مشيرة إلى أنَّه من المقرر أنْ تستضيف المملكة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034، بعد أن أصبحت العارض الوحيد لهذا الحدث، وهي ترحب بالفعل بمجموعة من سباقات السيارات والجولف وأنواع أخرى من الرياضة.
حملة واسعة
وشنَّت السعودية حملة تسويقية كبيرة، تضمَّنت معرض «الرياض 2030» بالقرب من برج إيفل، وإعلانات واسعة النطاق في جميع أنحاء باريس. وحظي العرض السعودي، الذي يسعى إلى تنويع اقتصاد المملكة وتعزيز مكانتها الدولية، بدعم رسميٍّ من فرنسا.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز في تناولها للحدث، في تقرير بعنوان «في انتصار لولي العهد... السعودية تستضيف معرض إكسبو العالمي 2030»، معتبرة الفوز باستضافة المعرض العالمي انتصارًا لولي العهد، في إطار طرحه كقائد عالمي لا بديل له والمملكة كوجهة رئيسة للأعمال والسياحة، مشيرة إلى أنَّ هذا الفوز يمنح السعودية فرصة للاستمتاع بالأضواء العالمية في العام الذي من المقرر أنْ تنتهي فيه خطَّة ولي العهد لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط.
انتصار دبلوماسي
وفي ذات الاتجاه مضت صحيفة «لوموند» الفرنسية، مشيرة إلى أنَّ السعودية تغلَّبت بسهولة على منافسيها من إيطاليا وكوريا الجنوبية، من خلال جولة واحدة فقط من التصويت، والحصول على أغلبية الثلثين اللازمة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمكتب المنظم للمعارض الدولية.
فيما اعتبرت وكالة رويترز أنَّ فوز الرياض بحق استضافة معرض إكسبو 2030 العالمي، انتصار دبلوماسي آخر لدولة خليجية بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نظمتها قطر العام الماضي.
وقالت إنَّ الفوز يُعدُّ بمثابة تتويج لبرنامج رؤية 2030 الطموح الذي أطلقه ولي العهد، والذي يهدف إلى إبعاد البلاد عن اعتمادها على النفط.
وجاء تعليق وكالة بلومبيرج الأخبارية بعنوان «السعودية تضيف معرض إكسبو 2030 إلى قائمة الأحداث العالمية المتنامية»، وسيقام المعرض الدولي في الرياض، في الفترة من أكتوبر 2030 إلى مارس 2031. وستكون هذه هي المرة الثانية التي يُقام فيها الحدث في الشرق الأوسط بعد استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 الذي تأخَّر بسبب الوباء.