كل أربعاء.. هنا نضع أوراق الماضي تحت الشمس.. البحث عن الحقيقة المنسية.. حكايات من كل نافذة فيها رياضة ورياضيون.. الذاكرة الواسعة المكتظة بالقصص التي تحتاج فقط إلى من يوقظها من سباتها العميق.. وجوه وأحداث ومواقف تستعصي على الغياب.. هنا كل أربعاء..
قبل حصوله على برونزية كأس العالم 2018، امتلك المنتخب البلجيكي جيلًا ذهبيًّا في الثمانينيات، أي الجيل الذي حصد فضية يورو 1980، وكان مرشحًا للذهاب بعيدًا في مونديال إسبانيا 1982، وانطلق بسرعة البرق في النهائيات، قبل أن تطيح به الخلافات الشخصية، التي كانت مضحكةً ومبكيةً في الوقت نفسه.
كان جان ماري بفاف، أحد أبرز حراس المرمى في العالم حينها، الحلقة الأساسية في هذه الخلافات، فقد انتقل إلى بايرن ميونيخ قبل النهائيات، لكنه لم يشعر بتقدير عالٍ مع المنتخب، وعلاقته مع أغلب زملائه كانت فاترةً، ومع ذلك تألق على أرض الملعب، وقاد منتخب بلاده لتصدُّر مجموعته في دور المجموعات الأول بعد ثلاث مباريات، استقبل فيها هدفًا وحيدًا، وإثر فوز في المباراة الأولى على مارادونا والمنتخب الأرجنتيني، حامل اللقب.
وفي مناسبة نُظمت للترفيه عن لاعبي المنتخب خلال النهائيات، دفع يان فويترز، الصحافي الشهير المقرَّب من المنتخب، ببفاف نحو مسبح الفندق من باب المزاح، ليكتشف الموجودون أن بفاف لا يجيد السباحة، إلى أن تمَّ إنقاذه بعد لحظات. وكتب الإعلام البلجيكي حينها، أن بفاف كان قريبًا من الغرق، والمزحة لم تعجب الحارس، وزادت التوتر في معسكر الفريق.
وخلال مباراة المجر في ثالث لقاءات دور المجموعات الأول، تدخَّل بفاف بشكل عنيف على إيريك جيريتس، زميله وقائد المنتخب البلجيكي، خلال محاولته إبعاد الكرة، فسقط جيريتس أرضًا، وغادر الملعب مصابًا، وما زاد الطين بلة أن بفاف استخدم سيارة الإسعاف للذهاب إلى المستشفى والاطمئنان على نفسه بعد المباراة، دون الاكتراث لجيريتس.
وتسبَّبت هذه الأحداث بتوتير العلاقة بين بفاف وزملائه بشكل أكبر، فقرر المدرب جي تايس استخدام الحارس الثاني أمام بولندا في أولى مباريات دور المجموعات الثاني، فخسرت بلجيكا 0ـ3، ثم استخدم المدرب الحارس الثالث أمام الاتحاد السوفييتي في ثاني المباريات، فخسرت بلجيكا 0ـ1، وانتهت الرحلة بخيبة كبيرة عقب انطلاقة مثالية.