نعاني جميعًا من هذه الدورة المُتكررة من تقديم الوعود مع النفس للتخلُص من العادات السيئة ثم الشعور بالعجز التام عن تحقيق ذلك. لكن هل تعلم أنّ هناك تفسيرًا علميًا لهذه الظاهرة؟
يعود الفضل في الواقع لعلم النفس الذي ساعدنا على فهم هذه خفايا وأسباب عدم القدرة على التغلّب على العادات السيئة بسهولة. كلمة السر هنا هي رفض الدماغ البشري للتغييرات.
لا يقبل الدماغ البشري التغييرات بسهولة، ويحتاج إلى بعض تقنيَات وأساليب تعديل السلوك الفعَالة من أجل استيعاب هذه التغييرات. ولكن قبل التَطَرُق لهذه الأساليب، من المفيد فهم ما يحدُث في أدمغتنا أثناء البدء في عملية تغيير العادات.
العادات الجيدة أو السيئة ما هي إلا إجراءات روتينية بالنسبة للمخ، والروتين - مثل إعداد الفطور أو القيادة إلى العمل - ما هو إلا أمور نفعلها بتلقائية لجعل حياتنا أسهل. وبذلك فإن الدماغ لا يتعين عليه أن يُفكِر كثيرًا، وإنما يلتزم فقط بالروتين المُعتاد.
لسوء الحظ، فإن العادات السيئة هي أيضًا عبارة عن أمور روتينية بالنسبة للدماغ، ولذلك عندما نحاول كسر هذه العادات، فإننا نخلق نوعًا من التنافُر، والدماغ البشري لا يُحب ذلك. عندما نحاول القيام بأي تغيير أو التخلُص من أي سلوك أو عادة، يقوم الجهاز النطاقي/الحُوفِي في الدماغ بتنشيط استجابات "القتال أو الهروب أو الجمود" وكردّ فعل يلجأ المُخ إلى تجنُب هذا التهديد والعودة إلى السلوك القديم، على الرغم من أننا نعلم أنه ليس جيدًا بالنسبة لنا.
على الرغم من ضررها، لا تزال العادات السيئة تُعطينا شعورًا بالرضا والسعادة، لأن الدماغ يفرز مادة الدوبامين عند القيام بها. وعليه، فإنَ أي محاولة لتغيير هذه العادات ستؤدي بدورها إلى نوع من الخلل والاضطراب، وستخلق حالةً من عدم الاستقرار بالنسبة للمخ، لذلك نستمر في العودة في كل مرة.