خطة كورية لإقامة مركز عملاق لصناعة الرقائق بـ 472 مليار دولار
كشفت كوريا الجنوبية أمس عن خطتها لإنشاء ما تسميه بـ"مجمع ضخم لأشباه الموصلات" في جنوب سيئول بحلول عام 2047 من خلال تعزيز استثمار إجمالي قدره 622 تريليون وون (472 مليار دولار) بالتعاون مع شركتي سامسونج للإلكترونيات وإس كيه هاينكس.
وسيضم المجمع المتصور مناطق صناعية مختلفة في جميع أنحاء جنوب إقليم جيونج جي، بمساحة إجمالية تبلغ 21 مليون متر مربع، وطاقة إنتاجية شهرية تقدر بـ7.7 مليون رقاقة بحلول عام 2030، وفقا للبيان المشترك الصادر عن وزارتي الصناعة والعلوم.
وبشكل تفصيلي، تخطط الحكومة لإنشاء مناطق حصرية لصناعات فابليس لأشباه الموصلات في بانجيو، إلى جانب مرافق إنتاج المسابك ورقائق الذاكرة في هواسونج، ويونجان، وإيتشيون، وبيونجتايك.
وستقوم كوريا أيضا ببناء منطقة صناعية لأعمال المواد وقطع الغيار والمعدات في أنسيونج، مع مرافق للبحث والتطوير في جيهي ونج، وسوون.
وبموجب الخطة، ستستضيف المنطقة، التي تضم حاليا 21 منشأة تصنيع أشباه موصلات، 16 منشأة إضافية بحلول عام 2047، بما في ذلك ثلاثة للأبحاث، بحسب وكالة يونهاب للأنباء.
وقال آن دوك-جيون وزير الصناعة: "من خلال استكمال بناء المجمع الضخم لأشباه الموصلات في فترة مبكرة، سنحصل على قدرة تنافسية رائدة عالميا في قطاع الرقائق ونوفر وظائف جيدة للأجيال الشابة".
وتخطط سامسونج للإلكترونيات لاستثمار إجمالي 500 تريليون وون في المشروع، بما في ذلك ميزانية 360 تريليون وون مخصصة لستة مصانع أشباه موصلات جديدة في يونجان، على بعد 33 كيلومترا جنوب سيئول.
وستستثمر أكبر شركة لصناعة الرقائق في البلاد أيضا 120 تريليون وون لبناء ثلاثة مصانع أشباه موصلات جديدة في بيونجتايك، على بعد 54 كيلومترا جنوب سيئول، إلى جانب ثلاث منشآت أشباه موصلات بحثية في جيهي ونج بقيمة 20 تريليون وون.
وستخصص ثاني أكبر شركة لصناعة الرقائق "إس كيه هاينكس" 122 تريليون وون لبناء أربع منشآت أشباه موصلات جديدة في يونجان، وفقا للوزارة.
واستنادا إلى استثمارات القطاع الخاص، تخطط الحكومة لجعل المجمع يمتلك قدرة إنتاجية عالمية المستوى مع التركيز على المنتجات المتطورة، بما في ذلك رقائق 2 نانومتر وذاكرة النطاق الترددي العالي.
وأضافت الوزارة أن المشروع الذي تبلغ قيمته 622 تريليون وون سيوجد في النهاية 3.46 مليون فرصة عمل خلال تلك المرحلة.
وستستحوذ كوريا الجنوبية على 10 في المائة من السوق العالمية لرقائق غير الذاكرة بحلول عام 2030 أيضا، ما يمثل ارتفاعا حادا عن التقدير الحالي البالغ 3 في المائة.
وإلى جانب بناء المجمع الضخم، تعهدت الحكومة بدعم النظام البيئي من خلال تعزيز الاكتفاء الذاتي للبلاد في سلسلة التوريد للمواد الأساسية وقطع الغيار والمعدات إلى 50 في المائة بحلول عام 2030 من التقدير الحالي البالغ 30 في المائة.
ويتضمن الدعم السياسي الآخر إطلاق منصة اختبار لموردي المواد وقطع الغيار والمعدات المرتبطة بالرقائق في مجمع يونجان بحلول عام 2027، حيث يمكن للشركات اختبار تشغيل منتجاتها.
من جهته، قال الرئيس يون سيوك-يول أمس: إن مجمع أشباه الموصلات الذي يتم بناؤه خارج سيئول، من المتوقع أن يوجد ما لا يقل عن ثلاثة ملايين فرصة عمل على مدى الأعوام الـ20 المقبلة.
وقال يون: "تقديراتنا الأولية هي أن الاستثمارات التي تبلغ قيمتها 622 تريليون وون، التي بدأت بالفعل، وعلى مدى الـ20 عاما المقبلة، نتوقع أن توجد ما لا يقل عن ثلاثة ملايين وظيفة جيدة"، مشيرا إلى أنه على المدى القصير، سيتم استثمار 158 تريليون وون على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، ما سيوجد 950 ألف فرصة عمل.
وقال "قطاع الرقائق يضم حاليا 180 ألف وظيفة، لكن بمجرد اكتمال المجمع، ستنتج هذه الصناعة وحدها 70 ألف وظيفة إضافية"، قبل أن يشير إلى زيادة متوقعة قدرها 200 تريليون وون في مبيعات الصناعات ذات الصلة، مثل التصميم وقطع الغيار والمواد.
وقال "يون": إن الطاقة النووية أصبحت لا غنى عنها لتوفير إمدادات مستقرة من الكهرباء ليس فقط لصناعة الرقائق، لكن أيضا للصناعات المتطورة الأخرى، وهو ما يعارض سياسة التخلص التدريجي من الطاقة النووية التي اتبعها سلفه مون جيه-إن.
كما تعهد بتمديد الإعفاءات الضريبية على الاستثمارات في صناعة أشباه الموصلات، التي من المقرر أن تنتهي هذا العام، ورفض الانتقادات القائلة إن الإعفاءات تمنح الأفضلية للشركات الكبيرة فقط.
وأضاف: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نوضح مرة أخرى أن مثل هذا الحديث ليس سوى تحريض كاذب". "إذا أدت الإعفاءات الضريبية إلى زيادة الاستثمار من قبل شركات أشباه الموصلات، فإن جميع الشركات في النظام البيئي نفسه ستزيد بشكل كبير من أرباحها ووظائفها، ما يؤدي إلى زيادة في عائدات الضرائب الحكومية".
من جهة أخرى، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت أمس ارتفاع تكلفة النقل البحري للحاويات من كوريا الجنوبية إلى الصين بنسبة 4.8 في المائة على أساس شهري خلال ديسمبر.
وذكرت إدارة الجمارك الكورية الجنوبية أن متوسط تكلفة نقل الحاوية القياسية خلال الشهر الماضي بلغ 518 ألف وون كوري جنوبي (393.38 دولارا) مقابل 494 ألف وون في نوفمبر.
وهذه الزيادة الشهرية هي الثانية على التوالي بعد ارتفاع التكلفة خلال نوفمبر بنسبة 3.9 في المائة شهريا.
وعلى أساس سنوي تراجعت تكلفة نقل الحاويات بين كوريا الجنوبية والصين بنسبة 58.5 في المائة خلال الشهر الماضي.
في الوقت نفسه، ارتفعت تكلفة نقل الحاويات بالشحن البحري من كوريا الجنوبية إلى فيتنام بنسبة 4.8 في المائة شهريا إلى 719 ألف وون، في حين تراجعت تكلفة النقل إلى اليابان بنسبة 9 في المائة شهريا إلى 632 ألف وون.
كما زادت تكلفة نقل الحاويات على الخطوط الملاحية الأطول مدى خلال ديسمبر.
وزادت التكلفة للنقل من كوريا الجنوبية إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بنسبة 1.9 في المائة إلى 4.23 مليون وون لكل حاوية، في حين زادت تكلفة النقل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بنسبة 4.7 في المائة إلى 4.67 مليون وون للحاوية.
وزادت تكلفة نقل الحاوية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 4.3 في المائة إلى 2.52 مليون وون خلال الشهر الماضي.
في المقابل تراجعت تكلفة نقل الحاوية من الاتحاد الأوروبي إلى كوريا الجنوبية بنسبة 17 في المائة، ومن الساحل الغربي الأمريكي بنسبة 8.3 في المائة خلال الشهر الماضي، في حين زادت تكلفة نقلها من الساحل الشرقي الأمريكي والصين إلى كوريا الجنوبية.