السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (6) - منتديات احساس ناي

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ فَعِاليَآت احساس ناي ) ~
                             


عدد مرات النقر : 350
عدد  مرات الظهور : 10,046,421
عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 10,046,418
عدد مرات النقر : 227
عدد  مرات الظهور : 10,046,457
عدد مرات النقر : 177
عدد  مرات الظهور : 10,046,457
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 10,046,457

عدد مرات النقر : 26
عدد  مرات الظهور : 3,564,576

عدد مرات النقر : 55
عدد  مرات الظهور : 3,559,165

عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 3,559,689

العودة   منتديات احساس ناي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪•

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-22-2024, 04:10 PM
حكاية ناي ♔ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
Awards Showcase
 
 عضويتي » 16
 جيت فيذا » Sep 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:00 PM)
آبدآعاتي » 3,720,567
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » حكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond reputeحكاية ناي ♔ has a reputation beyond repute
الاعجابات المتلقاة : 2265
الاعجابات المُرسلة » 799
مَزآجِي   :  08
?? ??? ~
لولا سعة الأمل لضاقت بنا الحياة
اللهم أيام كما نُحب و نتمنى ..♥️
 آوسِمتي »
 
افتراضي السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (6)

Facebook Twitter


3- الأسباب والعوامِل المساعدة على عودة وانتشار المظاهر الجاهلية وأسرار تمكنها في الأرض:

للحقِّ قوَّة ذاتية كامِنة فيه وإنْ ظهر ضعيفًا ومستكينًا، وكذلك للشرِّ قوَّة مكتسَبة تظهَر بعواملَ كامنةٍ فيه، ولكنَّها تظهر في غيابِ قوَّة الحق التي ضعُفتْ بفعل عواملَ شتَّى، لعلَّ أهمها ضعفُ مَن يحمله وتهميشه بل وتَغييبه، ووجود منهج مُغايرٍ تَحميه قوَّة غاشمة تُسمَّى الجاهلية، وللجاهلية مع الحقِّ صراع تختلف فيه القِيَم والموازين، ولكن صراع الجاهلية مع بعضِها البعض صِراع لا يُغير شيئًا من القِيَم والمُثل والأخلاق، وإنما يقلب موازين القُوى مرجحًا قوَّة جاهلية على مثلها: "فالصراع بيْن قوَّتين جاهليتين هو صِراع شخصي، هدفه أن تفوزَ إحدى القوَّتين على الأخرى وتدمِّر الثانية، أو تخضعها لسلطانِها، ولكن حياة البشريَّة لا تتغيَّر كثيرًا؛ سواء انتصرتْ هذه القوة أو تلك.

أمَّا حين يقَع الصِّراع بين قوَّة الإيمان وقوَّة الكُفر، فإن شيئًا كثيرًا يتوقَّفُ على نتيجة الصِّراعِ، هو حال الإنسان: أفكاره ومشاعِره وسلوكه، قِيَمه وأخلاقه واهتماماته، والمجالات التي يَبذُل فيها جهدَه ونشاطاتِه، وتِلك هي القِيمة التي يُمثِّلها ظهورُ الإسلام في الأرْض في جميع أطواره منذُ آدم ونوح إلى قِيام الساعة.



ويُمثِّلها في أبرز صُوَرها ظهورُ الأمَّة الإسلاميَّة، أمَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما قدمت للبشرية مِن خير وما أحدثتْ في واقعها من تغيير"[1]، هذا هو حال الصِّراع الجاهلي الذي يمثِّل التدافُع بيْن الحقِّ والباطِلِ، ولكن "لماذا يَقَعُ الصِّراعُ في الأرض بيْن الجاهلية وبيْن لا إله إلا الله؟ وما الآثارُ المترتِّبة على ذلك الصِّراع؟



إنَّ أسبابَ الانحراف عن عبادةِ الله الواحِدِ التي هي أصلُ الفِطرةِ إلى عبادة الآلهةِ الأخرى الزائفة، كثيرة ومتشعِّبة، لعلَّ مِن بينها:

1- هُبوط البشَرِ حين تنتكِس فِطرتُهم - من المستوى الراقي الذي خلَقَهم الله عليه، مستوى الإيمان بالغيب، إلى الانحصارِ في العالم الذي تُدرِكُه الحواس فحسبُ، فيتطلَّعون إلى آلهةٍ حِسيَّةٍ يعبدونها بدلاً مِن الله الذي لا تُدرِكُه الأبصار، كما قال الله عن بني إسرائيل: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138].

2- ومنها التعظيمُ الزائد عن الحدِّ لأشخاصٍ صالحين، حتى ينقلبَ التعظيمُ إلى تقديسٍ وعِبادة، كما عَبَد قومُ نوح وَدًّا وسُواعًا، ويَغُوثَ، ويَعُوقَ، ونَسْرًا.

3- ومنها تَجبُّر أفرادٍ مِن البشر على أقوامِهم بالسلطانِ الطاغي، فيَستعبدونهم، ويجعلونَ أنفسَهم أربابًا، ويَطلُبونَ مِن أقوامهم أن يُقدِّموا لهم فروضَ العبادة، ويُرهبونهم بالسلطة الطاغية التي يَملكونها في أيديهم، حتى يرغموهم على عبادتِهم، سواء اتَّخذتِ العبادة صورةَ تقديم الشعائر والقرابين لهم كما كان يفعل الفرعون وكِسْرى وقَيصر، أو صورة التشريع مِن دون الله، وإخضاع العبيد لشَرْع السادة، كما هو الحالُ في جميعِ جاهلياتِ التاريخ: في الرِّقِّ والإقطاع والرأسماليَّة والشيوعيَّة، وكل نِظامٍ لا يَحكُمُ بما أنزل الله.



وحين يحدُث هذا الشرك بأيٍّ من أنواعه الثلاثة: شِرك الاعتقاد، أو شرك العبادة، أو شرك الاتباع في غيرِ ما أنزل الله أو بها جميعًا، فإنَّ الله برحمتِه كان يُرسِلُ رسلاً لهدايةِ البشريَّة إلى الله الواحد، وترْك الشِّرك بأنواعه، وإخلاصِ العبودية لله وحده، فيقول الرُسل لأقوامهم: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59].



وهنا يَحدُثُ الموقفُ المتكرِّر الذي حدَثَ مع كلِّ رسولِ قَبل محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحدَثَ معه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما حدَثَ مع إخوته مِن قبل - صلاة الله وسلامه عليهم جميعًا -: الرَّفْض، والإصرار، والعِناد، لماذا يَحدُثُ ذلك؟

ما دام الأمرُ ظاهرةً بشريَّةً متكرِّرة، فلا نستطيع أن نردَّه إلى سبب خاص في كلِّ مرة؛ ولذلك فإنَّ قولنا: إنَّ قريشًا وقفتْ هذا الموقفَ من دعوة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لخوفِها على سلطانها، هو قولٌ مدخول، يُضلِّل الدارس، ما لم نبيِّنْ له حقيقةَ هذا السلطان، ونبيِّن له كذلك أنَّ هذا الموقف لم يكُنْ خاصًّا بقريش، إنَّما هو موقف الملأ - كل ملأ في التاريخ - من دعوةِ لا إله إلا الله؛ ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 59 - 60].

﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 65 - 66].



ذلك هو الباعِث الرئيسي الذي يَبعَثُ - الملأ - في كلِّ جاهلية أن يرفضوا لأوَّلِ وهلةٍ كلمةَ (لا إله إلا الله)، ويقفوا موقفَ العداوةِ مِن النبي الذي جاء بهذه الكلمة مِن عند الله.

ولقدْ كانتْ قريش هي- الملأ - بالنسبة للجزيرةِ العربيَّة كلها؛ ومِن أجْلِ ذلك - بالإضافة إلى ملابسات القرابةِ لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانتْ هي أوَّلَ المعاندين وأشد المعاندين!



فإنَّنا حين نقول للدَّارسينَ: إنَّ قريشًا كانت تُعارِض رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - خوفًا على سُلطانها، فيجب أن نبيِّنَ لهم حقيقةَ هذا السلطان بالضبط، فإنَّ هناك لبسًا دقيقًا يمكن أن يَقعَ فيه الدارسُ حين نترك هذه الكلمة بغيرِ تحديد.

إنَّ السلطان السياسي لقريش - سلطان الرياسة - وسلطانها التِّجاري كذلك ليسا هما اللذين حَرَّكَا قريشًا لتقفَ ضدَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - إنَّما السلطان الذي خشوا عليه لم يكُنْ ذلك! إنما هو السلطان المغتصَب مِن الله، والذي كَرِهوا أن يردُّوه إلى الله، فيعودوا بَشَرًا كبقية البشر، خاضعين كلُّهم لسلطان أعلى منهم، ليستْ مقاليدُه في أيديهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [غافر: 56].

وتلك هي حقيقة القضيةِ التي يَنبغي أن نوضِّحها للدارس؛ ليعرفَ حقيقةَ السلطانِ الجاهلي الذي يأتي الإسلامُ لتحطيمه، وليعرفَ حقيقة الدور الذي تؤدِّيه - لا إله إلا الله - في حياة البشريَّة، وهو رفع العبودية عن البشَر، وتحريرهم مِن كلِّ عبودية زائفة مذلَّة لكرامة الإنسان، برد العبودية كلها لله الواحِد صاحِب الأمْر وصاحِب السلطان، وهى العبودية التي يكتسب الإنسان منها الكرامةَ والعِزَّة في الدنيا والآخِرة سواء.



أمَّا الباعث الآخَر - وهو متَّصل بالباعِث الأوَّل ومِن مستلزماته - أنَّ الملأ يكونون غارقين في التَّرَف الفاجِرِ إلى أذقانهم، حريصين على الاستمتاعِ بهذا التَّرَفِ الذي حصَلوا عليه مِن ابتزازِ حقوقِ العبيدِ، واستغلالِ كدْحهم وجهدهم، فيكرهون تحرُّرَ أولئك العبيد مِن سُلطانهم، كما يكرهون تذكيرَ الرسولِ لهم أنَّ المال ليس مالَهم في الحقيقة، إنَّما هو مالُ الله، وأنَّ عليهم أن يَسيروا فيه بمقتضَى أوامرِ الله: ﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87][2]؛ ولذلك تشترك الجاهلياتُ - القائمةُ منها على الوثنيَّة منها وغير القائِمة - في أسرار انتشارها، فهناك أُسس وقواعد تجمَعها في بوتقةٍ واحدة، وأيدلوجيَّة عربيَّة واحِدة حسبَ المكان والزمان وطبيعة أهلِ الجاهلية.



فالجاهليةُ الأوربيَّة القائِمة بيْن ظَهرانينا الآن على سبيلِ المثال تختلِف في مظاهرِها عنِ انتشار مظاهِر الجاهليَّة في الأمَّة المسلِمة، ثم يختلف انتشارُ تلك المظاهِر في الأمَّة المسلِمة بيْن بيئة وأخرى، وبيْن فرْد وآخَر، ولكن السِّمة المشترَكة بيْن كلِّ ذلك هو الرِّضا بهذه المظاهِرِ الجاهليَّةِ كواقِعِ حياةٍ على مستوى الفَرْد صعودًا وهبوطًا، وعلى مستوى العالَم بأسْرِه، فإذا ما التمسْنَا أسبابَ ظهور تلك المظاهِر الجاهليَّة في واقِع الأمَّة المسلِمة، أو ما هو سرُّ انتشار المظاهِرِ الجاهليَّةِ بعدَما ظهَر فجْر الإسلام، ولماذا عادَ أغلب الناس إليها؟ هلِ الهوى والرغبة في التخلُّصِ مِن قيود الشريعة (الأوامر والنواهي)؟ أم الجنوح إلى رَغباتِ النَّفْس وما يَميل إليه الطبعُ مِن التحرُّرِ مِن هذه القيود؟ مع الأخْذِ في الاعتبار أنَّ هذه القيودَ في أصلها الشرعي ليستْ قيودًا تتحكَّم في الفرد؛ إذ لو كان الأمرُ كذلك ما استطاع إنسانٌ أن ينفكَّ بإرادته عنها؛ إذ هو مجبورٌ عليها لا يستطيع منها فكاكًا، ولكنَّ الأمرَ بخلاف ذلك؛ إذ القصدُ منها هو حمايةُ الفرْد ذاته مِن نفْسه ومِن غيره؛ ليعيشَ الجميعُ في سلام، فالعاقِل يَستطيع أن يَعُدَّ المحرَّماتِ التي حرَّمها الله عدًّا فلا يخرم منها بندًا واحدًا، بل ولا يَغيب محرَّم حرَّمه الله عن الناس مُطلقًا في أذهانهم، فإنَّ الله قد بيَّن لهم الحرامَ؛ لئلاَّ يفعلوه، ولأجْل تلك العِلَّة أوجب الله على نفسه بيانَ جميع المحرَّمات، فقال - جلَّ شأنه -: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وفي المقابِل لا يستطيع هذا العاقلُ نفْسُه أن يَعُدَّ ما أباحه الله ولو جلس ألفًا مِن الأعوام، ولتوضيحِ ذلك نسأل: ما عددُ الأشجار التي أباحَها الله لآدَم؟ وما عددُ الأشجار التي حرَّمها الله على آدَم؟

ومِن هنا لا بدَّ مِن: "تَبيين أنَّ التاريخ البشريَّ كلَّه يُمثِّل صراعًا بين الحقِّ والباطِلِ، والإيمانِ والكُفر، ودَور الأنبياء وأتباعهم يُمثِّل في تاريخ البشريةِ كلِّها خطًّا مُستقلاًّ ومرتبطًا بعضه مع بعضٍ مِن آدَمَ إلى محمَّد، وتقِف بإزائه الجاهلياتُ على تعدُّد أنواعِها واختلافِ عصورها، فالجاهليات تُشكِّل أُمَّةً واحدةً وحزبًا واحدًا في مقابلِ أمَّة الإسلام، ودعوةِ الحقِّ، وحزْب الرحمن وأتباع الرُّسل والأنبياء، وما مِن فترةٍ سيطرتْ فيها الجاهلياتُ إلاَّ وأُصيبتِ البشريةُ بالشَّقاءِ والتَّعاسة وسادَها الظُّلم، ولا أظلمَ مِن الشِّركِ بالله"[3].



وقبل أن نَذكُرَ أسبابَ عودة مظاهِرِ الجاهليَّة وانتشارها نتساءَل: لماذا قُلنا: الأسباب الظاهريَّة لتمكُّنِ الجاهليةِ في الأرض؟

نقول - وبالله التوفيق -: كثيرٌ مِن الناس يَعيش وهمًا اسمُه القُوى الأولى الكُبْرَى، والقوَّة الغالبة القاهرة، وأنَّ العالم لا يحكُمُه إلا الفَساد، ولا يُسيطرُ عليه إلا أهلُ الأهواء، وتَغشَى العالَم مَوجةٌ من التَّرَف الفاجِر فلا يُرى إلا الفساد وأهلُه، والدَّمار والخراب بسببِ تسلُّطِ ذوي الأهواء، بل ولا يَرى هؤلاء الناس أيَّ علاماتٍ مضيئة على الطريق للهُداة وأصحاب العقيدة الراسِخةِ والفِكرِ النيِّر الرَّشِيد، وهذا وإنْ كان واقعًا نحياه إلاَّ أنَّ المعادلة َغير صحيحة، وأنَّ ذلك الواقِعَ لن يدوم، ومِن ثَمَّ يأتي هذا الظنُّ للأسبابِ الآتية:

1- الغُرْبة الشديدة للقلَّة المؤمِنة التي أخْبَر عنها رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم.

2- عدَم حبِّ الظهورِ والشُّهرةِ لتلك الفِئة والذي يُقابله تسلُّط مِن السلطة الجاهليَّة عليهم.

3- انتشار الفسادِ كانتشارِ النارِ في الهَشيم، فتناوله سهلٌ ميسور بخلافِ تحصيلِ الطاعة والصَّبر عليها، فطريق الجنَّة مليء بالعَقَباتِ وطريق النار ممهَّد بالورود.



 توقيع : حكاية ناي ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (4) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-22-2024 04:12 PM
السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (5) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-22-2024 04:12 PM
السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (7) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-22-2024 04:12 PM
السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (2) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-22-2024 04:07 PM
السيرة ووجوب معرفة أحوال الجاهلية (3) حكاية ناي ♔ › ~•₪• نبـي الرحمه وصحابته~•₪• 1 01-22-2024 04:07 PM


الساعة الآن 02:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.