نذر اشتعال التضخم تعود مع ارتفاع تكاليف شحن النفط وتأخير التسليم
تنذر مشكلات الملاحة والتوترات في البحر الأحمر، وما يترتب عليها من ارتفاع تكاليف شحن النفط، والتأخير في عمليات التسليم، بإشعال التضخم عالميا من جديد، وفقا لما ذكره لـ «الاقتصادية» خبراء في قطاع الطاقة.
وارتفعت أسعار النفط الخام بسبب المخاطر في البحر الأحمر، والمخاوف من انقطاع الإمدادات، خاصة بعد هجوم طائرة دون طيار أوكرانية مشتبه فيها على محطة معالجة في بحر البلطيق مملوكة لشركة نوفاتك الروسية العملاقة للغاز الطبيعي، اضافة إلى قيام القوات الأمريكية والمملكة المتحدة بشن غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن.
وأشار المختصون إلى بقاء الصين مصدر قلق خاص؛ نظرا لانتعاشها الاقتصادي غير القوي وتراجع ثقة المستهلك، حيث أعلنت بكين مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى دعم الطلب، لكنها فشلت حتى الآن في أن تطغى على شكوك تجار الطاقة.
ونوهوا إلى أن السوق تحصل على بعض لقطات المخزونات من الولايات المتحدة هذا الأسبوع، ويتوقع أن تظهر انخفاضا بثلاثة ملايين برميل، ناقلين عن "ريستاد إنرجي" أنه لا يزال الطلب العالمي على النفط قويا جدا ويمكن أن يفاجئ الاتجاه الصعودي المتداولين هذا العام.
وهنا قال جوران جيراس؛ مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، إن استمرار إعادة توجيه السفن من آسيا إلى أوروبا أدت إلى تقليل توافر الناقلات الفورية التي يمكن استئجارها بشكل كبير، ما أدى إلى رفع أسعار الشحن بنحو 185 في المائة.
وأشار إلى أن السعر اليومي لشحن شحنة من البنزين من شمال غرب أوروبا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة قد تضاعف ثلاث مرات منذ بداية العام .
وأوضح أن صورة العرض غير المؤكدة والشكوك في احتمال انقطاع الإمدادات تجعل أسواق النفط متوترة مع موازنة الاضطرابات والمخاطر الجيوسياسية مقابل ارتفاع الإنتاج في النرويج وليبيا.
من جانبه، توقعت ليندا تسيلينا؛ مدير المركز المالي العالمي المستدام، أن يتم بحث تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي لبضعة أشهر إذا رأى صناع السياسة النقدية ارتفاعا طفيفا في التضخم.
وأشارت إلى أن مسؤولين في البنك المركزي الأوروبي رجحوا تأخير إجراء تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام حتى يرى الاقتصاد الأوروبي طريقا واضحا للتضخم بنسبة 2 في المائة.
أما مارتن جراف؛ مدير شركة إنرجي شتايرمارك النمساوية للطاقة، فذكر أنه رغم المخاطر الجيوسياسية الواسعة في السوق النفطية حاليا والتى تقود إلى كثير من التقلبات المتلاحقة، إلا أن تقديرات دولية تشير إلى استمرار الطلب في النمو بشكل مطرد، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى سوق ضيقة هذا العام، ويدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
وأشار في حديثه، إلى أن توقعات ضيق مخزونات النفط في الربعين الأول والثاني من 2024، سيتسع معها ارتفاع الأسعار، لافتا إلى أن هذه الارتفاعات مدعومة من تنفيذ تحالف "أوبك+" تخفيضات إنتاجية كبيرة للغاية.
من ناحيته، قال سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، إنه على الرغم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط لا يزال التجار يشعرون بالقلق بشأن وتيرة نمو الطلب على النفط في الصين والاقتصادات الكبرى الأخرى هذا العام.
ولفت إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية بنمو الطلب العالمي على النفط