تختلف المهارات الحركية من طفلٍ لآخر، فالأطفال يختلفون في توقيت التطور الحركي من طفلٍ لآخر على أساس عدة أشياء، لكن هناك حد طبيعي بالطبع لمثل هذه الأمور، فمن الممكن أن تتقدم أحد المهارات أو تتأخر في توقيت ظهورها، فمثلًا بعض الأطفال يستطيعون الجلوس في الفترة ما بين الاربعة إلى الستة أشهر، أما البعض الآخر فيستطيع الجلوس فيما بعد ذلك، وهذه الأمور كلها قد تكون طبيعية، وهذا ما يستطيع الطبيب تحديده بالطبع، لكن إن تم إجبار الطفل على الجلوس قبل هذه الفترة حتى وإن كان يستطيع فإن هذا قد يؤثر عليه في العديد من النواحي، ومن أضرار جلوس الطفل في الشهر الثالث ما يأتي:
تأخير التطور في المهارات
قد تتأخر بعض المهارات الحركية عند الأطفال، خاصةً عند الأمهات اللاتي يقمن بتقييد حركة أطفالهن في سن مبكر، عن طريق إجبارهم على الجلوس قبل أن يتمكن الطفل من ذلك، وذلك عن طريق وضع الطفل الرضيع على مقعد مخصص للأطفال، أو كرسي الأرجوحة، أو حتى استخدام المشاية قبل أوانها، كل هذه الأمور لن تساهم في تقدم مهارات الطفل الحركية، بل ستقوم بتأخير تطور مهاراته الحركية عن من هم في مثل سنه، لأن جميع هذه الأشياء تعمل على الحد من حركة الطفل ومن تنقله، كما أنها تعمل على إجباره وتقييده مما يؤثر سلبًا على التطور الحركي عند الطفل، ويفقده مهارة التنسيق بين أجزاء جسده؛ مما يؤخر الطفل عن إتقان العديد من المهارات مثل الجلوس وحده أو الحبو، أو المشي، بالتالي سيتأخر نمو الطفل تبعًا لمرحلته العمرية، لأن الجلوس المبكر قد يعمل على الإضرار بالعضلات مما قد يسبب للطفل معاناة في مهاراته الحركية، وفي هذه الحالة من الممكن أن يخضع الطفل للعلاج الفيزيائي من قبل الطبيب المختص.
حدوث تغير في شكل فقرات العمود الفقري
إن العمود الفقري لدى الأطفال ليس مكتملًا تمامًا مثل الكبار بل تكتمل مراحل نموه مع نمو الطفل، حيث يبدأ العمود الفقري على شكل حرف سي، ثم يأتي تحتها انحناء الفقرات العنقية والقطنية حتى تصل إلى ما هي عليه في البالغين، كما أن اكتمال العمود الفقري ليس مقتصرًا على الجلوس فقط، بل أيضًا هو المسؤول في تحكم الطفل في رقبته وأن يستطيع سند رأسه، كما هو الذي يساعد الطفل على الحبو والمشي، ولكن في حالة حدوث أي اختلال في هذه الأمور يؤدي هذا لحدوث تغير في شكل العمود الفقري ويصبح شكله غير طبيعي، لذلك لا يجب أن يسبق الطفل أوانه في أيٍ من هذه الأمور.