يؤثر القدوة في الشخص من ناحية
سلوكه وتصرفاته وأفعاله .
تظهر النتائج أن المراهقين الذين يتمتعون بمعدلات أعلى من احترام الذات هم نفسهم القادرين على الإحتذاء بمثال جيد في حياتهم أكثر من أولئك الذين لا يستطيعون إختيار مثال جيد لهم، خاصة عندما يعرف الشباب نموذجهم على المستوى الشخصي أو من نفس الجنس. بالإضافة إلى أن؛ وضع نماذج إيجابية في الأسرة يحمي الشباب من الأفكار والسلوكيات السلبية التي قد تضر بحياتهم، كما تبين أن نماذج الأدوار الإيجابية تقلل من احتمالية مواجهة الشباب لسلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات والكحول والعنف، وأظهرت الأبحاث أن الشباب الذين بحثوا عن نماذج سلبية اتبعوا سلوكيات سلبية مثل المخدرات والتدخين والعنف كانوا في نهاية المطاف أكثر ميلًا لاتباع السلوكيات السلبية لتلك النماذج التي يحتذون بها.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يختار الشباب نماذج يحتذى بها يرون أنها مماثلة لأنفسهم؛ لذلك، من المرجح أن يبحثوا عن أشخاص من نفس الجنس ولديهم نفس الشخصية التي يمتلكونها، فإن رؤية أعضاء من نفس مجموعتهم يظهرون سلوكيات نموذج دور إيجابي يساعدهم على رؤية أن لديهم أيضًا القدرة على تطور مجتمع صحي وفعال وإيجابي، كما تظهر الدراسات أيضًا أن الطلاب الذين يعتبرون أحد والديهم أو كليهما نموذجًا إيجابيًا يقتدي به، يتمتعون بمعدلات أعلى من النجاح في المدرسة من أولئك الذين يحددون نموذجًا إيجابيًا لغير الوالدين.[1]
القدوة هو ذلك الشخص الذي
يلهمك، أو شخصًا تحاول أن تتبنى أسلوب تفكيره أو سلوكه أو عمله عندما تجد نفسك في مواقف معينة، أو شخصًا سيكون قدوتك في إرشادك نحو حياة هادفة وناجحة ومُرضية.
لا يعرف معظم الناس هدفهم في الحياة، لذا فإن وجود مثال تحتذى به يمكن أن يساعدك في تحديد هدف لحياتك، ولا يُلهم النموذج الذي يتم الإحتذاء به الشاب ليعيش حياة كريمة فحسب؛ بل يوجهه أيضًا من خلال إظهار ما فعلوه في الماضي للوصول إلى ما هو عليه الآن، وليس عليك أن تختار قدوة تحتذى بها في مهنة عليا؛ بل يجب اختيار نموذج يعمل على الحفاظ على حسن السلوك، والعيش حياة صحية، وما إلى ذلك.
يتم تلخيص الفرق بين شخص له قدوة في الحياة وشخص لا يحتذى به في المثال التالي: شخصان يستعدان للمقابلة؛ شخص واحد لا يعرف المقابلة وليس لديه نموذج يحتذى به في مجال العمل، في حين أن الشخص الآخر لديه نموذج يمتلك العمل الذي يتقدم إليه، يمكنك بسهولة تخمين من لديه فرصة أفضل للنجاح الآن، فعندما تضع لنفسك نموذجًا تحتذى به، فأنت تميل إلى اتباع المسار الدقيق الذي اتبعوه للوصول إلى الهدف.[2]
يتصف الشخص الذي اقتدي به بعدة صفات منها
- إنسان صالح.
- الحماس تجاه الهدف.
- قائد واثق ومختص.
- الاجتماعية والتفاعل مع الغير.
- واسع الاطلاع.
- السعي وراء الأحلام.
بعض الصفات الأساسية التي يجب أن تبحث عنها قبل اختيار قدوتك، وأعلم أنك لا تحتاج بالضرورة إلى اختيار نموذج واحد تحتذى به؛ فيمكنك اختيار عدة أشخاص لكل مرحلة من مراحل حياتك ولكن يجب أن تكون حكيمًا بما يكفي لاتباع الجانب الإيجابي منهم.
إنسان صالح: عندما نفكر في نموذج يحتذى به، فإن أول ما ينبثق في أذهاننا هو شخص يتمتع بمهنة جيدة، ولكن في الواقع، عليك أن تتبع هذا الشخص ولكن عليك أولاً أن تختار الشخص الذي هو إنسان صالح وذو خلق، حيث يجب أن يلهمك على اللطف وأن تصبح إنسانًا جيدًا في حياتك.
الحماس تجاه الهدف: القدوة الحسنة هو شخص متحمس لما يفعله؛ فيجب أن يكون قدوتك شخصًا يتمتع بعقلية مستقرة ويظل مركزًا على هدف واحد، وبالتالي يمكن للنموذج المثالي أن يلهم الآخرين.
قائد واثق ومختص: الثقة والقيادة الأخلاقية هما المهارتان الأساسيتان اللتان يمكن أن تشكلان مهنة أي شخص نحو الجانب الأكثر إشراقًا؛ لذلك يجب أن يكون قدوتك إيجابيًا وواثقًا مما يفعله، ولا يهم إذا كان مهندسًا أو بائع خضروات، في جميع الحالات يجب أن يكون واثقًا من دوره، وإذا كان قدوتك يتمتع بمهارات قيادية ممتازة؛ سيتم إلهامك تلقائيًا لمتابعة مسار نجاحه.
الاجتماعية والتفاعل مع الغير: معظم الشباب هذه الأيام يتبعون طريق العزلة وهو أمر جيد إلى حد ما ولكنه كارثي عندما لا يتم إدارته، لذلك يجب أن تختار نموذجًا تحتذى به في التواصل مع الناس؛ فيجب أن يكون قدوتك اجتماعيًا ومستمعًا جيدًا في نفس الوقت.
واسع الاطلاع: من الضروري أن يكون لديك نموذج تحتذى به يمتلك معرفة متعمقة، لذلك اختر نموذجًا تحتذى به يعرف الأشياء، ويعرف الحياة، ويتمسك بالعلم والإطلاع ليكون متعلمًا دائمًا.
السعي وراء الأحلام: النموذج المثالي هو شخص يتفق مع جهوده؛ فاختر نموذجًا لا يتخلى عن أحلامه، كما يجب أن يتمتع نموذجك بالقدرة على محاربة كل عقبة بينه وبين حلمه، ويجب أن يُلهمك نموذجك لعدم الاستسلام بسهولة