بوتين: ظهور عالم «متعدد الأقطاب» لا مفر منه وأمريكا وراء تفجير خط «نوردستريم»
في أول مقابلة يجريها مع محاور أمريكي منذ الحرب الأوكرانية، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليؤكد أن الغرب بدأ يدرك استحالة هزيمة بلاده استراتيجيا، وعليه أن يفكر فيما يجب فعله بعد ذلك، كاشفا استعداده للحوار.
وقال بوتين في المقابلة التي استغرقت 127 دقيقة مع مقدم البرنامج الحواري الأمريكي اليميني تاكر كارلسون، إن ظهور عالم متعدد الأقطاب، من أجل مزيد من التعاون والمسؤولية المشتركة أمر لا مفر منه.
وكان كارلسون أجرى المقابلة مع الرئيس الروسي في موسكو يوم الثلاثاء الماضي، وتم نشر المقابلة الخميس على موقع كارلسون الإلكتروني ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس".
الرئيس الروسي أشار إلى أن "أوكرانيا قررت رفض المفاوضات مع روسيا بناء على تعليمات من واشنطن، والآن على الولايات المتحدة تصحيح هذا الخطأ"، لافتا إلى أن النخب الأمريكية ردت بعدوانية بـ"القوة والعقوبات والضغط والقصف واستخدام القوات المسلحة".
واتهم الولايات المتحدة بتفجير خط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق، مشيرا إلى أن لديها الدافع لتفجير الخط، ليس روسيا.
وفيما يتعلق ببولندا ولاتفيا، قال بوتين، إن "غزو عضوتي الناتو غير وارد على الإطلاق، باستثناء حالة واحدة، إذا هاجمت بولندا روسيا، وليس لدينا أدنى رغبة في بولندا ولاتفيا أو أي مكان آخر .. لماذا نفعل ذلك؟ ببساطة ليس لدينا أي رغبة"، لافتا إلى أن من المخالف للحس السليم التورط في "نوع ما من حرب عالمية".
أما بشأن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فأوضح أن الحلف قادر على الاعتراف بشكل كاف بسيطرة روسيا على مناطق جديدة، وهناك خيارات إذا كانت هناك رغبة، لكنه اتهم دول الناتو بترهيب شعوبها بحجة وجود "تهديد روسي وهمي".
وأعلن الرئيس الروسي من جهة ثانية أنّه يمكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحافي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسّس.
وقال "أعتقد أنّه يمكن التوصّل إلى اتفاق. ليست هناك محرّمات لتسوية هذه القضية. نحن مستعدون لحلّها، لكنّ بعض الشروط تُناقش عبر قنوات أجهزة الاستخبارات".
وبخصوص انتخاب رئيس أميركي جديد، في استحقاق مقرر إجراؤه في الخامس من نوفمبر ويُرجَّح أن يضع الجمهوري دونالد ترامب في مواجهة الديموقراطي جو بايدن، أكد الرئيس الروسي أن ذلك لن يغيّر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
والثلاثاء، قال المذيع في مقطع فيديو فصّل فيه الأسباب التي دفعته للسفر إلى روسيا لمقابلة بوتين إنّ "معظم الأميركيين غير مطّلعين، وليست لديهم أيّ فكرة عمّا يحدث في المنطقة، هنا في روسيا أو على بُعد 600 ميل في أوكرانيا".
وبعده بيوم، قال البيت الأبيض الأربعاء، إنّ هذه المقابلة الجديدة مع بوتين لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأميركي "وحشية" الرئيس الروسي.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الأمريكية جون كيربي لصحافيين إنّ "ما فعله بوتين في أوكرانيا يجب أن يكون واضحا للجميع، وكذلك الأسباب الوهمية والسخيفة التي يحاول من خلالها تبرير أفعاله"، محذرا من أن أي شيء يقال في المقابلة يجب أن لا يؤخذ على معناه الظاهري.