مسؤول في «فتح»: إسرائيل تخيّر الفلسطينيين .. الموت أو العبور لسيناء
نفذت إسرائيل الليلة الماضية عشرات الغارات على مدينة رفح التي لجأ إليها 1,4 مليون نسمة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت شهرها الخامس. وفي حين عم الفرح الإسرائيليين بتحرير رهينتين، تحدث أهالي رفح عن ليلة مرعبة، حيث تحولت المدينة إلى جحيم. وأكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، على «ضرورة تدخل المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية لإلزام إسرائيل بوقف حربها المسعورة ضد الشعب الفلسطيني، ووقف هجومها على مدينة رفح». وحذر عباس، خلال لقائه في العاصمة القطرية الدوحة، مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، من «المخاطر الجسيمة المترتبة على شن جيش الاحتلال هجوماً على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تؤوي أكثر من 1،5 مليون مواطن فلسطيني لجأوا من شمال القطاع، ووسطه، جراء الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين، وتدمير المستشفيات، ومراكز الإيواء والمقرات الأممية»، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا. وأكد أن «هجوم رفح إن نُفذ، فسيؤدي إلى كارثة إنسانية ومجازر بشعة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، في تكرار لنكبتي 1948 و1967 اللتين لن نسمح بتكرارهما مهما حصل». وشدد عباس، على أن «الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية يتعرض لجرائم قتل وتطهير عرقي وتمييز عنصري يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون، يجب وقفها فوراً، إضافة إلى ضرورة الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف منع الحكومة الفلسطينية من القيام بواجباتها تجاه شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة». وصادق الجيش الإسرائيلي، الأحد، على «الخطة العملياتية في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة»، في وقت قال فيه رئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، في أثناء جلسة الحكومة الأسبوعية، إن «الخطة ستعرض حينما يُطالب الجيش بذلك». وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، تعبئة قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، تمهيدًا للقيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية. حيث ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، أن نتنياهو يريد تعبئة قوات الاحتياط، التي تم تسريحها في الآونة الأخيرة من قطاع غزة، بهدف القيام بعمل عسكري في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي لحركة «فتح» في مفوضية التعبئة والتنظيم، عبدالفتاح دولة، أمس، إن العملية الإسرائيلية في رفح رسالة للفلسطينيين بأن أمامهم الموت أو عبور الحدود إلى سيناء. وأضاف دولة أن الجيش الإسرائيلي ينفّذ بالفعل العملية التي هدَّد بشنّها على مدينة رفح، وليس مجرد خطة بانتظار التنفيذ، قائلاً إن «رسالة المجزرة لقرابة مليون ونصف المليون من أبناء القطاع الذين دفعوا للتكدس في أصغر (جيتو) مساحة في العالم، أنّ نجاتكم فقط بعبور الحدود إلى سيناء أو الموت». وأوضح، في بيان نقلته «وكالة أنباء العالم العربي»، أن «دماء الشعب الفلسطيني لا قيمة لها في قاموس المنظومة الإنسانية، فمجزرة رفح تدلل على أن العدوان على رفح حاصل، وليس مجرد خطة تنتظر التنفيذ، كما لا تنتظر تدخُّل العالم الذي تَقاعس أصلاً عن منعها عندما صمت عن 128 يوماً على مجازر الإبادة الجماعية التي لم تتوقف». بدورها، أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس مقتل عشرات الأشخاص جراء قصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني. وقالت إن العملية الإسرائيلية التي سمحت بالافراج عن رهينتين في رفح، أدت إلى سقوط «نحو مئة شهيد». وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان أمس إن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة هو استمرار لحرب «الإبادة الجماعية» محاولات التهجير القسري التي تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات خاصة تمكنت من تحرير رهينتين في عملية بالمدينة نفسها التي تعرضت لسلسلة غارات جوية طالت 14 منزلاً وثلاثة مساجد في مناطق مختلفة. وحسب وزارة الصحة في غزة فإن 28340 فلسطينياً قتلوا وأصيب و67984 آخرون جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر.