أمضى هارين كين، قائد المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، 30 ثانيةً محاطًا بدائرة من منافسيه الفرنسيين قبل أن يهدر ركلة الجزاء الثانية في المباراة التي جمعت المنتخبين في الدور ربع النهائي من كأس العالم قطر 2022، السبت الماضي، حيث افتقد خدمات الحراسة الذهنية التي يوفرها زميله جوردان هندرسون، لاعب الوسط، الذي كان وقتها يراقب الموقف من دكة البدلاء.
وعادةً ما ينفذ المهاجم ركلات الجزاء بمهارة، لكن بحسب جير جورديت، الأستاذ في مدرسة علوم الرياضة النرويجية، أن إخفاقه في الركلة الثانية يعود بشكل رئيس إلى بقائه وحيدًا وسط حشد من اللاعبين الفرنسيين، ما تسبَّب في تشتُّت ذهنه. وأوضح جورديت، المختصُّ في تحليل أداء نخبة لاعبي كرة القدم والجوانب النفسية للعبة، عبر سلسلة من التغريدات، نشرتها صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية، أمس، أن هندرسون يعدُّ “رجل الحراسة” الأول، إذ يحمي زملاءه من تدخُّلات المنافسين لإلهائهم وتشتيت ذهنهم بهدف التأثير في قراراتهم في التسديد. وقد أدَّى هذا الدور كما ينبغي عند الركلة الأولى، لكنه استُبدل قبل خمس دقائق من احتساب الركلة الحاسمة، التي كانت ستعيدهم إلى المباراة. وقال: “هذا الأمر جعل كين وحيدًا، ومحاطًا بمجموعة كبيرة من اللاعبين الفرنسيين لأكثر من 30 ثانية، قبل أن ينتبه إلى ذلك زميلاه ماسون ماونت وجود بلينجهام، اللذان أسرعا إليه، لكنَّ الوقت كان قد فات، بل وأحدثا جلبةً كبيرةً بدلًا من توفير الهدوء المطلوب”. وكان يورجن كلينسمان، مهاجم المنتخب الألماني الأول لكرة القدم السابق وعضو مجموعة الدراسة الفنية في الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، أوضح في تصريحات، أمس الأول، أن إخفاق كين في تسديد الركلة يعود إلى فترة المراجعة الطويلة التي استغرقها الحكم في تقنية الـ var، وقال: “كانت عديدٌ من الأمور تدور في ذهن كين بالتأكيد. من الواضح أنك تبدأ في التفكير، وتصل إلى نقطة أنك لن تنفذ فيها الركلة بالطريقة التي كنت ستفعلها بعد إطلاق صافرة احتسابها”.