عبد ربه منصور هادي الفضلي (1 سبتمبر 1945-)، هو الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن سابقاً، وكان قبلها نائبًا للرئيس خلال الفترة 1994 - 2012. اُنتخب رئيساً للبلاد عام 2012 كمرشحٍ توافقي وحيد أجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب تكتل اللقاء المشترك بعد أحداث 2011 التي أسميت بثورة الشباب، وقد أجرى هادي عملية لهيكلة الجيش اليمني والأمن بإقالة العشرات من القادة العسكريين الموالين لسلفه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وإعادة تتنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية، ووصف هادي أن إعادة بناء الجيش على أسس وطنية يكفل حياديتها وعدم دخولها كطرف في الصراعات السياسية.
بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي في 20 يناير 2015، فرض الحوثيون على هادي ما يشبه الإقامة الجبرية في منزله لعدة أسابيع انتهت بتقديم استقالته في 22 يناير إلى مجلس النواب، بعد استقاله الحكومة برئاسة خالد محفوظ بحاح، غير أن الحوثيون منعوا البرلمان من عقد جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها. وبدلاً من ذلك أعلن الحوثيين عن إعلان دستوري قضى بحل البرلمان وبتولّي ما سمي اللجنة الثورية برئاسة محمد علي الحوثي، إدارة شؤون البلاد.
ظلَّ هادي قيد الإقامة الجبرية إلى أن تمكن من الفرار من منزله بصنعاء متجهاً إلى عدن في 21 فبراير 2015،
وأعلن منها في بيان سحب استقالته وأصدر بياناً جاء فيه «أن جميع القرارات التي اتخذت منذ 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها» ويقصد اتفاق السلم والشراكة. ودعا لانعقاد اجتماع الهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز حتى خروج الحوثيين من صنعاء. مجدداً في البيان التزامه بالمبادرة الخليجية، كما طالب فيه المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات لحماية العملية السياسية ورفض ما وصفه بالانقلاب.
في 26 مارس 2015 شن ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية هجوماً عسكرياً بالطيران الحربي والصواريخ ضد الحوثيين أسمي عاصفة الحزم، على أمل القضاء على الحوثيين خلال بضعة أيام أو أسابيع، غير أن الحرب دخلت عامها الثامن ولم تتوقف حتى اليوم.
في 7 أبريل 2022 وفي خطوة مفاجئة أعلن هادي من الرياض تشكيل مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وفوّضه بكامل صلاحياته.
حياته المبكرة
ولد في 1 سبتمبر 1945 في قرية ذكين، مديرية الوضيع في سلطنة الفضلي.
درس في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية عام 1966.
حاصل على درجة الماجستير من أكاديمية ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية ((سلاح الدبابات)) عام 1970.
حاصل على درجة الماجستير من أكاديمية فرونزا في الاتحاد السوفيتي السابق ((القيادة العسكرية)).
شغل عدة مناصب عسكرية في جيش اليمن الجنوبي عمل قائداً لفصيلة المدرعات، وبعد الاستقلال (27 نوفمبر/تشرين الثاني 1967) عُيِّن قائداً لسرية مدرعات في قاعدة العنَد في المحور الغربي لجنوب اليمن، ثم مديراً لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة. سنة 1972 انتقل إلى محور الضالع، وعين نائباً ثم قائداً لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال. استقر في مدينة عدن مديرا لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إدارياً، ثم رئيساً لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولّي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة. رُقِّي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش بداية من سنة 1983، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة. كان من ضمن القوى التي نزحت إلى صنعاء عقب حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن
عمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها إلى سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها ماليا وإداريا، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى يوم 22 مايو/أيار 1990، تاريخ الوحدة اليمنية. عُيِّن قائدا لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994. وفي مايو/أيار 1994 صدر قرار تعيينه وزيرا للدفاع، ثم عُيِّن نائبا للرئيس في 3 أكتوبر/تشرين الأول من نفس السنة.
المناصب السياسية
أصبح نائباً لرئيس اليمن في 3 أكتوبر 1994 خلفاً لـ علي سالم البيض الذي أعلن الإنفصال وإقامة دولة اليمن الديموقراطية في الجنوب عشية 22 مايو 1994 ولكنه خسر الحرب الأهلية (حرب الإنفصال) والتي كانت بدأت مقدماتها يوم 27 إبريل وانتهت في 7 يوليو عام 1994، وكان هادي قد عُيِّن قبل منصب نائب الرئيس وزيراً للدفاع أثناء فترة الحرب وحتى 3 أكتوبر 1994، وخلفه في هذا المنصب عبد الملك السياني في حكومة عبد العزيز عبد الغني التي تشكلت في 4 أكتوبر 1994.
المناصب الحزبية
انتخب عبد ربه منصور هادي نائبا لرئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأمينا عامًا له في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 حتى 8 نوفمبر 2014 حيث أقاله المؤتمر الشعبي العام من منصبه نائبًا لرئيس الحزب وأمينًا عامًا له وذلك بعض عدة أحداث أهمها إعلان الرئيس هادي تشكيل الحكومة الجديدة «حكومة خالد بحاح» والتي رفض المؤتمر المشاركة فيها، وبعد فرض مجلس الأمن عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي يرأس حزب المؤتمر،
، وكان هادي قد استخدم صلاحياته كأمين عام للحزب بإغلاق «قناة اليمن اليوم» التابعة لرئيس الحزب علي عبد الله صالح، وتم إعادة بث القناة بعد ذلك.
رئيس اليمن
المقالة الرئيسية: الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012
كان هادي هو المرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 فبراير 2012. وأيّد ترشيحه كل من الحزب الحاكم وأحزاب تكتل اللقاء المشترك، وذكرت لجنة الانتخابات أن 65% من الناخبين المسجلين شاركوا في الانتخابات. أدّى عبد ربه منصور هادي اليمين الدستورية أمام البرلمان في 25 فبراير 2012.
وأصبح رئيسا لليمن في 27 فبراير 2012 عندما تنازل صالح رسمياً عن السلطة.