صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم
• أي: بيان الأحاديث الواردة في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فيه من التواضع وترك الترفُّه.
• والخبز يصلح لكل الأحوال؛ فقد كان غالب قوتهم؛ لأنهم كانوا يخزنون الحبوب للسنة كلها، وكذلك لأن الخبز يؤكل في أي وقت، ويصلح معه أي نوع من الإدام، وقد يؤكل بلا إدام، وقد يُجفَّف فيأخذه معه المسافر.
• ولأهمية الخبز: حتى إنه يسمى في بعض البلاد (العيش) من العَيْش، وكأنه لا حياة بدون العيش، وحتى إنه تضرب به الأمثلة: إذا بحث الإنسان عن وظيفة؛ يقول: (أبحث عن لقمة العيش).
1- في الصحيحين عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: ((مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)).
• الشعير أحد أنواع الحبوب، وهذا من زهده صلى الله عليه وسلم؛ فما كان الفقر مشكلة عند أهل الإيمان.
2- عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه، قال: ((مَا كانَ يَفْضُلُ عَنِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خُبزُ الشعير))؛ [رواه الترمذي، وأحمد].
• يفضُلُ؛ أي: يزيد، بالكاد يكفيهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم اجعل قوت آل محمد كفافًا))؛ أي: يكفيهم.
3- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ((كان رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِيَ المُتَتَابِعَةَ طاوِيًا هُوَ وَأَهْلُهُ، لَا يَجِدُونَ عَشاءً، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني].
• طاويًا: جائعًا خالي البطن.
• كان صلى الله عليه وسلم يُخفي ذلك عن أصحابه.
• أهله: أهل الرجل: امرأته وولده والذين في عياله ونفقته.
• ودل الحديث: على أن أكثر خبز النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته كان من الشعير، وهو من أقل أنواع الخبز جودة، وكانوا يأكلونه من غير نخل؛ بل كانوا لا يشبعون منه يومين متتاليين؛ ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا، ولم يشبع من خبز الشعير)).
4- في صحيح البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: ((أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟- يَعنِي: الحُوَّارَى- فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ مَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا كَانَتْ لَنَا مَنَاخِلُ، قِيلَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِالشَّعِيرِ؟ قَالَ: كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طار، ثم نثرِّيهِ، ثم نعجِنُهُ)).
• النقي: الخبز النقي الخالص من النخالة.
• الحُوَّارَى: الدقيق الأبيض الذي نُخِلَ مرة بعد أخرى، وهو لُبُّ الدقيق؛ بمعنى: الصافي والخالص.
• المَنَاخِلُ: أداة النخل، وهو الغربال الذي يُغَربَلُ ويُصفَّى به القمح والشعير، ونحوه من الشوائب.
• نثرِّيه: نخلطه بالماء، ثم نعجنه.
5- في صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: ((مَا أَكَلَ نَبِيُّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَلَى خِوَانٍ وَلَا فِي سُكُرَّجَةٍ وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ)) قَالَ: (فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: على هذه السُّفَر).
• خِوَانٍ: على الأرض، مثل الطاولة الصغيرة يرفع عليها الطعام.
•سُكُرَّجَةٍ: هي بعض الأوعية الجميلة الحسنة؛ كالإناء الصغير يوضع فيه القليل من الإدام.
• خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ: الدقيق الأبيض الناعم.
• السُّفَر: يطرح ثوب ثم يأكلون عليه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|