الين الضعيف يبقي السائحين اليابانيين في الديار مع انتعاش السياحة الداخلية
اشتهر اليابانيون بأنهم سائحون يعشقون السفر إلى الخارج، لكنهم لا يبتعدون عن ديارهم هذه الأيام.
ضعف الين وارتفاع أسعار تذاكر الطيران ونمو الأجور الفاتر، يبقي معدلات السفر خارج الدولة أقل بكثير من المسجلة قبل الجائحة. سافر 1.22 مليون شخص فقط إلى الخارج في مارس، أي أقل 36.8 % مقارنة بالفترة نفسها من 2019، وفقا لمنظمة السياحة الوطنية اليابانية. من جهة أخرى، استقبلت الدولة الجزيرة عددا قياسيا من السياح الشهر الماضي.
مع بدء الأسبوع الذهبي - سلسلة الإجازات الوطنية السنوية في اليابان - هذا الأسبوع، يختار المسافرون المحليون كوتشي في الجنوب، وأتامي قرب طوكيو وغيرها من الوجهات الشهيرة. واستجابة لذلك، تخصص شركتي الخطوط الجوية اليابانية وخطوط أول نيبون الجوية جزءا كبيرا من مقاعدها لمسافري الرحلات الداخلية والمناطق المربحة عالية الطلب. لن يحدث انتعاش في السفر إلى الخارج حتى العام المقبل على أقرب تقدير، وفقا للحكومة.
يختار اليابانيون السياحة الداخلية لأن أسعارها معقولة أكثر.
قال شيجيرو هاراجوتشي، رئيس شركة فوجي شوجي، التي تدير فندقي هاتويا وصن هاتويا: "الحفاظ على صورتنا القديمة أمر جيد. سنواصل تقديم الطعام والخدمات بالسعر والجودة المناسبين". ويتوقع أن يبلغ معدل شغل غرف فندق صن هاتويا 80 % خلال عطلة الأسبوع الذهبي القادمة.
أظهرت بيانات حكومية أن الاهتمام بالوجهات المحلية أدى إلى تعاف في إنفاق المسافرين اليابانيين داخل البلاد إلى مستويات ما قبل الجائحة، حيث بلغ 21.9 تريليون ين في 2023. نتج عن هذا، إلى جانب الطلب القوي على السياحة الداخلية مع تسجيل رقم قياسي بلغ 3.1 مليون سائح زار اليابان في مارس، ارتفاع أسعار الفنادق إلى مستويات لم تشهدها منذ ثلاثة عقود.
بلغ متوسط سعر الغرفة اليومي الشهر الماضي نحو 20986 ينا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 1997 وأعلى 20 % تقريبا من الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لمجموعة كوستار.
رغم أن خطوط أول نيبون والخطوط الجوية اليابانية سجلتا نتائج قوية في الربع الثالث من السنة المالية، فإنهما معرضتان لخطر خسارة حصتهما في السوق الدولية، وفقا لمحلل بلومبرغ إنتليجنس، إريك تشو. وقال إن معدلات السفر إلى الخارج الضعيفة ستعوق الأرباح المتوقعة لخطوط أول نيبون والخطوط الجوية اليابانية هذا العام، كما تواجه الشركتان معركة شاقة ضد شركات الطيران الأجنبية لجذب الزوار الوافدين.
مقاعد الرحلات الداخلية لخطوط أول نيبون تمتلئ أكثر خلال الأسبوع الذهبي، مع ارتفاع عامل حمولة الركاب 3.8 نقطة مئوية عن العام السابق. فيما أظهرت الرحلات الدولية انخفاضا بمقدار 0.9 نقطة، وفقا لبيانات الحجز من أكبر شركة طيران في اليابان.
ينعكس نقص الزخم في السفر إلى الخارج أيضا على عدد اليابانيين الذين يحملون جوازات سفر. يحمل 21.5 مليون فقط، أو 17 % من السكان، جوازات سفر في ديسمبر، وفقا لوزارة الخارجية.
في نهاية المطاف، ستتعافى السياحة الخارجية، إذ سيزور السائحون الشباب الدول المجاورة خلال فترة عطلة الربيع الأخيرة، وفقا لماساهيكو إينادا، مدير جمعية وكلاء السفر اليابانية. وقال إن الوكالات "تتلقى بالفعل حجوزات لخريف ونهاية العام. آمل أن يستمر هذا الاتجاه".
من جهتها، قالت ميتسوكو توتوري، الرئيسة التنفيذية لشركة الخطوط الجوية اليابانية، الأسبوع الماضي إنها قلقة من أن الشباب سيقصدون وجهات خارج اليابان بمعدلات أقل بسبب ضعف الين