مجتمع النحل هو نظام منظم ومعقد يضم أنواعًا من النحل تعمل بشكل جماعي لتأمين حياة الخلية واستمرارها. يتكون مجتمع النحل عادةً من ثلاث فئات رئيسية، لكل منها مهام محددة وأساسية لضمان استمرار حياة الخلية وتكاثرها. فيما يلي توضيح لدور كل فئة من النحل في مجتمع النحل:
1. الملكة
الملكة هي النحلة الوحيدة المسؤولة عن وضع البيض في الخلية. وتعتبر هي القلب النابض للخلية، حيث تحافظ على استمرارها من خلال التزاوج ووضع البيض بشكل مستمر. مهام الملكة الرئيسية تشمل:
وضع البيض: تضع الملكة آلاف البيض يوميًا في موسم النشاط، مما يضمن زيادة عدد النحل والحفاظ على قوة الخلية.
إفراز الفيرومونات: تفرز الملكة مواد كيميائية تعرف بالفيرومونات، والتي تساعد في تنظيم سلوك النحل وتماسك أفراد الخلية معًا.
السيطرة على أفراد الخلية: تمنع وجود ملكات أخريات عبر التحكم في الفيرومونات، وبالتالي تحافظ على النظام داخل الخلية.
2. العاملات
العاملات هن النحل العامل في الخلية، وهنّ إناث عقيمة يقمن بالعديد من المهام الأساسية التي تضمن بقاء الخلية واستمرارها. تتمثل مهام الشغالات فيما يلي:
جمع الرحيق وحبوب اللقاح: تخرج الشغالات إلى الحقول لجمع الرحيق وحبوب اللقاح، وتعود بها للخلية حيث يتم تحويل الرحيق إلى عسل.
رعاية اليرقات: تقوم الشغالات بتغذية اليرقات الصغيرة التي تفقس من البيض الذي تضعه الملكة، وتحرص على تهيئة بيئة مناسبة لنموها.
بناء الأقراص الشمعية: تفرز الشغالات شمع النحل من غدد خاصة في أجسامها لبناء أقراص شمعية تحفظ فيها العسل وحبوب اللقاح والبيض.
تنظيف الخلية: تحافظ الشغالات على نظافة الخلية وتزيل أي مخلفات أو نفايات، مما يحد من الأمراض ويزيد من استقرار البيئة الداخلية.
الدفاع عن الخلية: تتحمل الشغالات مسؤولية الدفاع عن الخلية ضد المهاجمين أو المتطفلين باستخدام لسعاتها.
3. الذكور (اليعاسيب)
الذكور أو اليعاسيب لها دور محدود في مجتمع النحل، وتتمثل مهمتهم الأساسية في التزاوج مع الملكة لتضمن استمرارية النسل. تتمثل خصائص الذكور وأدوارهم في الآتي:
التزاوج مع الملكة: وظيفة الذكور الأساسية هي الخروج خلال فترات معينة من السنة للتزاوج مع الملكة، ويموتون عادة بعد إتمام عملية التزاوج.
لا يشاركون في مهام الخلية الأخرى: الذكور لا يجمعون الرحيق أو يبنون الأقراص الشمعية، كما أنهم لا يشاركون في تنظيف الخلية أو الدفاع عنها.
تماسك المجتمع وتنظيمه
تتحقق فعالية نظام مجتمع النحل بفضل التنظيم الفطري والتعاون بين أفراده، حيث تعتمد كل فئة على الأخرى لضمان استمرارية الخلية وتحقيق الاستقرار.