أعلنت الدفاع الروسية أمس القضاء على أكثر من 20 جنديًا أوكرانيًا في غارة بالمدفعية الروسية على محور كوبيانسك. وقالت الدفاع الروسية في بيانها: إن القوات الأوكرانية فقدت نحو 90 شخصًا بين قتيل وجريح خلال يوم واحد في اتجاهي كوبيانسكي وكراسنوليمان في اتجاه كوبيانسك نتيجة غارة بالمدفعية الروسية على حشد القوة البشرية والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية. إلى ذلك قتل عشرات الجنود الأوكران في بلدة إيفانوفكا في مقاطعة خاركوف ونوفوسيلوفسكي في جمهورية لوغانسك الشعبية، بالإضافة إلى تدمير عربة مشاة قتالية وسيارتين. وأصابت المدفعية والطائرات الروسية عدة نقاط انتشار مؤقتة للجيش الأوكراني من بينها نقاط في خيرسون، حيث تم ضربها من خلال الطيران العملياتي وقوات المدفعية لمجموعات من القوات التابعة للقوات المسلحة الروسية. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط أربعة صواريخ أمريكية من طراز «هيمارس» فوق مقاطعة بيلجورود. وتعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجمات بطائرات مسيرة قالت الإدارة العسكرية في منشور على تلجرام إنها إيرانية الصنع وأسقطت تسع منها في المجال الجوي لكييف، وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده لجميع السيناريوهات الدفاعية موجها نداء جديدا للدول الغربية لتزويد بلاده بأسلحة فعالة، وهو ما ستعلن عنه بريطانيا في لقاء يجمع قادة دول شمال أوروبا والبلطيق إضافة إلى هولندا الإثنين في ريغا، وكان زيلينسكي دعا إلى عقد مؤتمر سلام عالمي للمساعدة في إنهاء الحرب التي اندلعت بسبب الهجوم الروسي على بلاده. وقال في تسجيل مصور صادر عن مكتبه الأحد: «قدمنا صيغة سلام للعالم، عادلة تمامًا، قدمناها لأنه لا يوجد أبطال في الحرب، لا يمكن أن يكون هناك تعادل». وأوضح زيلينسكي أن العالم سمع دعوته للسلام رغم قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رفض السماح ببث رسالة مصورة له قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم. بدوره أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن تزويد أوكرانيا بحزمة جديدة من ذخائر المدفعية خلال لقاء في ريجا يجمع قادة دول شمال أوروبا والبلطيق إضافة إلى هولندا، وشدد سوناك، على أن الانسحاب الروسي من أوكرانيا يجب أن يسبق أي مفاوضات. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني: إن سوناك سيدعو قادة دول هذا التحالف إلى الإبقاء على مستويات عام 2022 من الدعم لأوكرانيا أو زيادتها عام 2023. وأضاف: إن سوناك سيعلن أيضًا عن تزويد بلاده كييف بـ»مئات الآلاف من قذائف المدفعية العام المقبل بموجب عقد بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني (304 ملايين دولار) بما يضمن التدفق المستمر للذخائر الاساسية لسلاح المدفعية إلى أوكرانيا طوال عام 2023». بدوره قال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر: إن الوقت قد حان من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، إلا أن حكومة كييف رفضت مقترحاته واعتبرتها ترقى إلى «مهادنة المعتدي» وأكدت أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق يتضمن التنازل عن أراض. وفي مقال بمجلة «ذا سبيكتاتور» البريطانية تحت عنوان «سُبل تجنب حرب عالمية أخرى»، قال كيسنجر إن «الوقت قد حان للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات». وتابع قائلاً: «يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي، خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى». وأوضح كيسنجر أنه اقترح في مايو وقفًا لإطلاق النار تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء الحرب لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل «مفاوضات». وحذر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا دولة «عاجزة» أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى